تحمل مشكلة الوزن الزائد والسمنة المفرطة بين طياتها العديد والكثير من المشاكل والأزمات الصحية حيث ينطبق هذا الأمر على الرجال والنساء سواء، فالجدير بالذكر أن أهم هذه المشكلات هي حدوث المعاناة من العقم وضعف فرص الإنجاب، فعلى الرغم من أن هناك بعض عوامل الخطر التي تساهم في حدوث العقم مثل الوراثة أو البيئة أو أنماط الحياة عامة إلا أن السمنة تأتي على رأس هذه القائمة. بشكل أكثر توضيحا قررنا أن نقوم اليوم من خلال سطورنا القادمة بالإجابة على تساؤل هام يتمثل في هل يمكن أن تتسبب السمنة في زيادة مخاطر الإصابة بالعقم؟
ما هي العلاقة بين السمنة والعقم؟
في بداية الأمر يجب علينا أن نقوم بالتعرف على العقم حيث تعد هذه الحالة من الحالات المرضية التي تتميز بضعف الخصوبة أو عدم تواجدها بشكل كامل، ومن هنا يمكننا القول بأن العقم هذا هو عبارة عن مرض يصيب الجهاز التناسلي ويظهر من خلال عدم القدرة على الحمل بعد 12 شهرا من ممارسة العلاقة الجنسية بين الزوجين بانتظام دون استخدام أي من وسائل منع الحمل.
الجدير بالذكر أن فرص الإصابة بهذا المرض تزداد بصورة كبيرة بسبب التعرض لبعض العوامل التي تساهم في هذا الأمر مثل الأمراض الوراثية أو البيئية أو الأمور المتعلقة بأنماط الحياه اليومية، ومن أهم هذه العوامل الشائعة يمكننا أن نتحدث عن السمنة وزيادة الوزن بصورة مبالغ فيها.
طبقا لآراء العديد من الأطباء والمختصين، فإنه قد تم تحديد السمنة كأحد الأسباب الرئيسية للعقم لدى كل من الرجال والنساء، فعلى سبيل التوضيح تواجه النساء البدينات صعوبة في إنجاب الأطفال، وكلما زاد الوزن الزائد والدهون في البطن، زادت صعوبة الحمل، وفيما يلي سنقوم بشرح هذه الأمور بشكل موضح.
ما مدى تأثير السمنة على إصابة النساء بالعقم؟
بوجه عام تقلل السمنة من معدلات الحمل الناجح خلال دورة الحمل الطبيعية حيث تشير العديد من الدراسات إلى أن النساء ذوات الوزن الزائد أو السمنة يواجهن مشكلات صحية كبيرة تؤثر على هذا الأمر مثل تعطيل عمل الدورة الشهرية ، والتي يمكن أن تؤدي إلى انقطاع الطمث، وتفاقم الاضطرابات الهرمونية، وزيادة المعاناة من اضطرابات الإباضة، والتأثير على نوعية الإباضة، وبالتالي التقليل من فرصة الإخصاب.
بالإضافة إلى ذلك، فمن الممكن أن يتعرضن النساء البدينات لخطر الإجهاض بصورة ملحوظة حيث يحدث هذا لأن السمنة تقلل أيضا من نتائج التكنولوجيا الإنجابية المساعدة وتزيد من مضاعفات الحمل المرضية مثل مرض السكري وارتفاع ضغط الدم ومشاكل الجهاز التنفسي وما إلى ذلك.
لذا فيمكننا القول بأن النساء البدينات يملن إلى مواجهة صعوبة أكبر في الحمل عن النساء ذوات الوزن الطبيعي. علاوة على ذلك، وأثناء خوض تجربة الحمل يكون لدى النساء البدينات معدل إجهاض أعلى عن ذويهن.
إقرأ أيضا: 6 عواقب مرضية تنتج عن حدوث السمنة في منطقة البطن
ما هي العلاقة بين السمنة والمشاكل الهرمونية؟
لا يمكننا إطلاقا أن نغض الطرف على أن السمنة المفرطة وزيادة الوزن من الأمور الرئيسية المسببة لحدوث المعاناة من المشاكل الهرمونية الغير طبيعية والتي تؤثر على الخصوبة لدى كل من النساء والرجال.
الجدير بالذكر أن الإشارات الهرمونية الغير طبيعية الناتجة عن زيادة الوزن تؤثر بشكل سلبي على عملية الإباضة وإنتاج الحيوانات المنوية، فعلى سبيل التحديد وفيما يخص النساء، فمن الممكن أن يسبب الإفراط في إنتاج الأنسولين في زيادة المعاناة من عملية الإباضة غير المنتظمة.
يجب العلم أيضا أن هناك صلة بين السمنة وزيادة إنتاج الأنسولين والعقم المعروف باسم متلازمة المبيض المتعدد الكيسات حيث تعد هذه الحالة المرضية المحددة مرتبطة بدورات الحيض غير المنتظمة، وعدم حدوث عملية الإباضة أو انخفاضها أو توقفها. إلى جانب ارتفاع مستويات الهرمونات الذكرية، ومن ثم تؤثر جميع هذه العوامل على العملية الإنجابية بصورة مباشرة
ما مدى تأثير السمنة على تعرض الرجال للعقم؟
أما فيما يخص الرجال، فهناك العديد من الأدلة المتزايدة التي تثبت أن السمنة لدى الذكور تؤثر سلبا على الخصوبة حيث لا يقتصر الأمر على تقليل جودة الحيوانات المنوية فقط ولكنه يمتد أيضا تغيير البنية الفسيولوجية بشكل أساسي وكذلك جزيئات الخلايا الجرثومية في الخصيتين، فكلما ارتفع مؤشر كتلة جسم الرجل (BMI)، زادت احتمالية انخفاض عدد الحيوانات المنوية.
بصورة شاملة وبعد الإطلاع على العديد من الدراسات، فقد تم إثبات أن الرجال الذين يعانون من زيادة مؤشر كتلة الجسم (BMI) لديهم خطر أعلى بكثير للإصابة بالعقم من الرجال ذوي الوزن الطبيعي، بالإضافة إلى تأثير التشوهات الهرمونية السلبية على تحفيز الخصيتين ومنع إنتاج الحيوانت المنوية.
يجب العلم أيضا أن الدهون الزائدة المتواجدة في أجسام الرجال تؤدي إلى تحول هرمون التستوستيرون الذكري إلى هرمون الاستروجين، ومن ثم يقلل هرمون الإستروجين من عملية تحفيز الخصية أما فيما يتعلق بهرمون التستوستيرون، فيؤدي إنخفاضه في المعاناة من بعض النتائج الغير طبيعية لتحليل السائل المنوي.