يعتقد الكثير من الناس أن تناول الخضروات في صورتها الخام النيئة من الأمور التي تقوم بتحقيق أقصى استفادة من عناصرها الغذائية، ولكن هذا الأمر يعد غير صحيح على جميع الأصعدة، فالجدير بالذكر أن هناك 5 أنواع من الخضروات النافعة تزداد فائدتها وقيمتها الغذائية عند القيام بطهيها بشكل صحي سليم وفيما يلي سنتعرف على هذه العناصر بشكل توضيحي مفصل.
الخضروات وفوائدها الغذائية
يلجأ الكثير من الأفراد إلى العمل على تناول بعض الخضروات في صورتها النيئة للحفاظ على العناصر الغذائية المتواجدة بداخلها في صورة سليمة وصحية للجسم، ولكن على الجانب الآخر يتواجد بعض من الخضروات التي تحتوي على الكثير من الفوائد عند القيام بطهيها بعكس صورتها الخام، فعلى الرغم من وجود بعض الفيتامينات والمعادن التي تتحلل عند تسخينها، إلا أن عملية الطهي يمكن أن تعزز من القدرة على توفير العناصر الغذائية الأساسية الأخرى وتساعد الجسم على امتصاصها بشكل أكثر كفاءة.
5 أنواع من الخضروات تزداد فائدتها للجسم عند القيام بطهيها
1) الطماطم
تعد الطماطم أو كما تُعرف بالبلاد العربية بالبندورة من أهم الثمار منخفضة السعرات الحرارية والغنية بالمغذيات، إلى جانب غناها بمضادات الأكسدة التي تسمى اللايكوبين، وهو العامل الرئيسي الذي يشكل الصباغ الأحمر للطماطم.
من الهام معرفة أن الليكوبين هو واحد من الأصباغ النباتية القليلة التي لديها القدرة على المساعدة في محاربة الجذور الحرة في الجسم. فالجدير بالذكر أن الجذور الحرة هذه هي عبارة عن مركبات يمكن أن تقوم بإلحاق الكثير من الاضرار بالخلايا، مما يقوم هذا الأمر بخلق الإجهاد التأكسدي الذي يؤدي إلى حدوث الإصابة بالعديد من الأمراض.
الجدير بالذكر ايضا أن عنصر الليكوبين الموجود في الطماطم يساعد أيضا على منع أكسدة الدهون، مما يقلل هذا من دهون الدم الضارة والكوليسترول الضار LDL الذي يعد هو المسبب الرئيسي في حدوث الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية عن طريق زيادة ترسب الدهون في الأوعية الدموية، ومن ثم حدوث المعاناة من تصلب الشرايين وارتفاع ضغط الدم … إلخ.
يعتمد محتوى الليكوبين المتواجد في الطماطم على مقدار نضج الثمرة حيث تحتوي الطماطم الناضجة على أعلى مستويات من مضادات الأكسدة. لذا فكلما كانت الطماطم الناضجة أكثر احمرارا ، زادت العناصر الغذائية والليكوبين بداخلها.
من هنا يمكننا القول، أننا نستطيع أن نقوم بتناول الطماطم في صورتها النيئة أو المطبوخة ، لكن من الأفضل تناولها في هيئتها المطبوخة، لأن تأثير الحرارة عند طهي الطماطم يعمل على إطلاق تركيزات اللايكوبين، ومن ثم تزداد مضادات الأكسدة وتقوم بمساعدة الجسم على امتصاص المزيد من العناصر الغذائية المفيدة.
2) البروكلي
عند ذكر البروكلي، فمن الهام معرفة أنه من أهم الخضروات التي تحتوي على أعلى كمية من فيتامين C، إلى جانب العديد من فيتامينات الألياف المتمثلة في K و A و B6، وحمض الفوليك والمنغنيز والبوتاسيوم والفوسفور والمغنيسيوم والكالسيوم.
فعلى سبيل التوضيح، يعد البروكلي من النباتات الصليبية ذو الخصائص المضادة للأكسدة الرائعة حيث أنه يحتوي على الكاروتينات، والبوليفينول، والجلوكوزينات، واللوتين والتوكوفيرول حيث قد ثبت أن هذه المركبات الكيميائية تقلل من مخاطر الإصابة بالأورام السرطانية عن طريق تقليل الالتهابات في الأوعية الدموية.
أما فيما يخص عملية الطهي، فقد أثبتت العديد من الأبحاث أن عملية طبخ البروكلي تزيد بشكل كبير من اللوتين والكاروتين والتوكوفيرول، فالجدير بالذكر أنه مع زيادة وقت التسخين تظهر الكثير من الفوائد والمنافع الغذائية.
3) الجزر
يعتبر الجزر من أفضل المصادر المحتواه على البيتا كاروتين والألياف ومجموعة متنوعة من الفيتامينات والمعادن. بالإضافة إلى العديد من الفوائد الصحية لكونه عنصر هام من مضادات الأكسدة ويرجع الفضل في ذلك أساسا إلى مستوياته العالية من فيتامين أ والبيتا كاروتين.
فعلى سبيل الذكر، تتم عملية استقلاب محتوى البيتا كاروتين في الجزر عند القيام بتناوله إلى فيتامين أ في الأمعاء والكبد، إلى جانب شموله أيضا على العديد من الفيتامينات المتمثلة في B ، C ، D ، E، حمض الفوليك، والبوتاسيوم.
بوجه عام يعد الجزر المطبوخ أو المهروس من أفضل العناصر الغذائية التي تحتوي البيتا كاروتين، وهذا لأنه في حال تعرض هذا النوعية من الخضروات إلى الطهي بطرق مختلفة مثل الغليان والبخار، فسوف تزداد نسبة جميع الكاروتينات.
4) الفلفل الحلو
في الأساس، يحتوي الفلفل الحلو على نسبة عالية جدا من مضادات الأكسدة بما في ذلك كمية كبيرة من فيتامين C وفيتامين A، ومن ثم يساعد على تقوية جهاز المناعة وتقليل خطر الإصابة بالأمراض بشكل مباشر.
يحتوي الفلفل الحلو على صبغة طبيعية تسمى الليكوبين، والتي توجد أيضا في البطيخ والطماطم والجوافة والجريب فروت الوردي، فمن بين جميع ألوان الفلفل الحلو، يعتبر الفلفل ذات اللون الأحمر من أهم العناصر التي تحتوي على الليكوبين.
تساعد معظم طرق طهي الفلفل الحلو على زيادة التوافر البيولوجي لمضادات الأكسدة الكاروتينات، والبيتا كاروتين، والبيتا كريبتوكسانثين، والكابسانثين، ولوتين حيث تزداد جميع هذه العناصر أثناء عملية الطهي ومن خلال التسخين.
5) البصل
نعلم جميعا أن كل من البصل النيء والمطبوخ له العديد والكثير من الفوائد الصحية. فعلى سبيل التوضيح لا يزال البصل الخام يحتفظ بالفيتامينات ومضادات الأكسدة الكافية، ولكن عند القيام بطهي البصل فسوف يزيد هذا الأمر من محتوى الفلافونويد، وخاصة الكيرسيتين ، وهو مضاد للأكسدة له خصائص مضادة للالتهابات ومعززة للمناعة.
بالإضافة إلى ذلك، فإن أمر وجود الفركتان، وهي عبارة عن كربوهيدرات معقدة موجودة في البصل تسبب الكثير من مشاعر عسر الهضم لدى بعض الناس. أما في حالة القيام بطهيه، فسوف يقوم البصل بكسر بعض الألياف غير القابلة للهضم ، ويجعلها في صورة أفضل تحملا داخل المعدة.