خلال فترة الحمل تمر المرأة بالعديد والكثير من التغيرات الهرمونية التي من الوارد أن تتسبب بشكل مباشر في معاناتها من بعض المشاكل الصحية حيث يمكن أن تتمثل في مشكلات البشرة والجسم عامة، فعلى سبيل المثال يمكننا أن نقوم بذكر مشكلة التعرق الشديد، فعلى الرغم من أن هذه المشكلة لا تؤثر بشكل مباشر على الصحة، إلا أنها تستطيع أن تتسبب في ظهور الكثير من مشاعر عدم الراحة، ومن ثم يؤثر هذا الأمر على جماليات المرأة بوجه عام. لذا قررنا أن نتعرف بشكل توضيحي على أهم طرق التعامل المثالية مع معاناة الحامل من مشكلة التعرق المفرط طوال فترة الحمل، لمحاولة التغلب على هذه المشكلة قدر الإمكان.
ما هي أسباب معاناة النساء الحوامل من فرط التعرق؟
بوجه عام يتم التحكم في الغدد العرقية عن طريق العصب السمبتاوي، فالجدير بالذكر أنه عندما يتم تحفيز هذا الجهاز العصبي، فسوف يعزز هذا الأمر الغدد العرقية ومن ثم يتم إنتاج الكثير من العرق.
أما في حالة الحديث عن فترة الحمل، فيجب العلم أن التغيرات الهرمونية التي تصيب المرأة خلال هذه الفترة تسبب المعاناة من مشكلة عدم التوازن الهرموني والتي تعد من أهم المسببات الرئيسية للشكوى من فرط التعرق. فالجدير بالذكر أنه خلال هذه الأوقات غالبا ما تنخفض مستويات هرمون الاستروجين ويزداد هرمون البروجسترون، ومن ثم يتسبب هذا الأمر في عمل منطقة الدماغ التي تتحكم في درجة حرارة الجسم بشكل سيء وغير صحيح على الإطلاق.
ينتج على هذا الأمر أن الجسم يصبح في أغلب الأوقات أكثر سخونة ويتعرق بشكل مفرط حتى يستطيع موازنة درجة الحرارة، إلى جانب هذا فمن الوارد أيضا أن تحدث هذه الحالة عندما تقترب المرأة من فترات ما قبل انقطاع الطمث وأثناء انقطاع الطمث.
بالإضافة إلى ذلك، فأثناء فترة الحمل يزداد مستوى الكورتيكوستيرويد في دم المرأة الحامل، مما يتسبب هذا في إرهاق الغدد الكظرية، ومن ثم تحدث المعاناة من التعرق الليلي. أما فيما يتعلق بالغدة الدرقية، فيمكن أن تتسبب بعص حالات قصور الغدة الدرقية أو فرط نشاطها في تعرق الجسم بصورة مبالغ فيها مما يؤثر هذا الأمر على صحة الجنين. لذلك، فمن الضروري أن يتم تناول الأدوية العلاجية تحت إشراف طبي وفي أوقات مبكرة للتعامل مع هذه الحالات المرضية وتوابعها السلبية.
بالإضافة إلى جميع المسببات السابق ذكرها، فمن الواجب علينا أيضا معرفة أن العديد من النساء يسيطر عليهن بعض التغيرات في عاداتهن الغذائية حيث يحب البعض منهن كثرة تناول الأطعمة الحامضة والحارة، والبعض الآخر يرغبن في تناول الطعام الحلو، ومن هنا يمكن أن تتسبب هذه العادات الغذائية في زيادة تعرق المرأة الحامل بشكل مفرط.
إقرأ أيضا: للنساء الحوامل .. علامات دالة على معاناتك من الجفاف في فصل الصيف
ما هي أهم الإجراءات التي يجب على الحامل إتباعها لتجنب المعاناة من التعرق المفرط؟
بإستثناء التعرق المفرط الناجم عن مشاكل الغدة الدرقية أو بعض الأمراض الأخرى، إلا أنه من الواجب معرفة أن هذه الحالة الإستثنائية التي تمر بها المرأة أثناء الحمل ليس له تأثير كبير على الجنين ولا على صحة المرأة نفسها. فالجدير بالذكر أن هذه الحالة ستختفي بعد الولادة وسيتم موازنة الهرمونات مرة أخرى. ومع ذلك، فإن هذه الحالة تتسبب بشكل مباشر في إصابة المرأة بالكثير من مشاعر عدم الراحة.
لذلك، يمكننا أن نقوم بالعمل على تطبيق بعض التدابير الخاصة للحد من التعرق الشديد خلال هذه الفترة والتي تتمثل فيما يلي:
1- محاولة الحفاظ على برودة الغرفة من خلال القيام بفتح النافذة عندما يكون الطقس باردا أما إذا كان الطقس حارا، فيوصى بضرورة العمل على تشغيل مكيف الهواء ومروحة التهوية، ولكن بالرغم من ذلك يجب ملاحظة أهمية عدم الجلوس في غرفة مكيفة على مدار 24 ساعة في اليوم، والعمل على فتح باب الغرفة لتدوير الهواء وتجنب الإصابة بمشاكل الجهاز التنفسي.
2- ضرورة القيام بإختيار الملابس القطنية الناعمة التي تعمل على إمتصاص العرق، بالإضافة إلى أهمية إرتداء الملابس الرقيقة طوال فترات النوم، والتي تستطيع أن تلعب دورا فعال في امتصاص العرق وتقوم بجعل الجسم يشعر بالبرودة.
3- خلال أيام وليالي الصيف يجب عند الذهاب إلى الفراش العمل على تغطية البدن بإستخدام بطانية قطنية رقيقة لتثبيت درجة حرارة الجسم عند النوم وخاصة في حالة تشغيل مراوح التهوية أو المكيفات.
4- محاولة الحصول على قسط كاف من الراحة، وتجنب أي أعمال شاقة ومرهقة.
5- الذهاب إلى الفراش في أوقات محددة، والحصول على قسط كاف من النوم حيث تعد هذه أيضا طريقة مهمة لمساعدة منطقة الدماغ التي تتحكم في توازن درجة حرارة الجسم في العمل بشكل جيد ومن ثم يتم تقليل نسب المعاناة من التعرق المفرط.
6- يوصى بضرورة ممارسة التمارين الرياضية بلطف وبشكل منتظم وصحيح للمساعدة في تحسين الصحة والحفاظ على النشاط المستقر للهرمونات حيث يقوم هذا الأمر بجعل منطقة الدماغ التي تتحكم في درجة حرارة الجسم تعمل بشكل فعال، مما يحد هذا الأمر من التعرق، وخاصة طوال فترات الليل.
7- البعد عن تناول مشروبات الكافيين والأطعمة الغنية بالتوابل والكثير من السكريات.
8- مراعاة أمر الترطيب الكافي والمثالي حيث يؤدي التعرق المفرط إلى فقدان الجسم للكثير من الماء.
9- الإلتزام بمعايير النظافة اليومية والإستحمام بشكل دوري منتظم وهذا لجعل بدن المرأة في حالة أكثر برودة وراحة.
10- الذهاب بشكل دوري منتظم للطبيب وخاصة مع زيادة المعاناة من أمر التعرق المفرط وعاناة المرأة من الإرهاق في الجسم وخفقان القلب.