في هذه الآونة، وفي ظل حياتنا سريعة الخطى، لم تعد الأمور تتم بشئ من البساطة، والسهولة فمع مرور الوقت تغير نمط الحياة بشكل كبير لدرجة أننا غير قادرين على فعل أي شيء وفقا للأوقات المحددة سواء كان الأكل، أوالشرب، أو إعطاء الوقت للعائلة، والأهم من ذلك هو النوم في الوقت المحدد، فالنوم من الأمور الحياتية الهامة جدا بالنسبة لنا للعيش لتجنب العديد من الأمراض، وإكتساب الإتزان اللازم للقيام بالأنشطة اليوميةحيث يمكن لأي شخص أن يعيش لمدة زمنية من شهرإلى شهرين دون تناول الطعام، ولكن يحدث الموت للشخص الذي يمتنع عن النوم لمدة 11يوما، لذلك سوف نقوم اليوم بالتعرف على بعض الحقائق الهامة الخاصة بأسباب، وأضرار الحرمان من النوم لك نتجنب الوقوع في هذه المشكلة.
الحرمان من النوم
قلة النوم هي حالة يحدث فيها عدم حصول جسم الإنسان على قسط كاف من النوم، حيث من الممكن أن تكون هذه المشكلة إما مشكلة طويلة الأمد، أو مشكلة مفاجئة بدون أسباب واضحة، فإذا تعرضتي عزيزتي لعدم النوم بشكل صحيح لفترة طويلة، قد تكون هناك مشاكل مثل التعب، أوالنعاس أثناء النهار، أوالأرق بالإضافة أيضا إلى أنه من الممكن حدوث هذه المشكلة مع فترات فقدان الوزن المفرط المفاجئ، أو زيادة الوزن بشكل مبالغ فيه.
أعراض الحرمان من النوم
يظهر العرض الرئيسي للحرمان المستمر من النوم في صورة النعاس المفرط أثناء النهار، بالإضافة أيضا إلى بعض الأعراض الضارة الأخرى، فالعديد من أعراض الأرق هي المسؤولة عن حدوث تعطيل في أوقات نومك عزيزتي، والذي يظهر في حياتك اليومية من خلال:
- الإزعاج، والغضب الشديد من أبسط الاشياء.
- الحزن، والقلق، والتوتر.
- صعوبة تعلم أي مهارات حياتية جديدة.
- عدم القدرة على التركيز بشكل ملحوظ.
- انخفاض في الشغف، والإثارة.
- التثاؤب دائما على مدار اليوم.
- الشعور بالجوع الشديد، والرغبة في تناول الطعام بشكل دائم.
- التغيرات المتكررة، والتقلبات السريعة في المزاج.
- الجهد الشديد، والأرق.
- انخفاض الرغبة الجنسية.
الأسباب الشائعة للحرمان من النوم
- بعض السلوكيات الخاطئة تتسبب في عدم إدراك الأفراد أن أجسامهم تحتاج إلى قسط كافي من النوم، فعلى الرغم من أنهم لا ينامون، ولكن استخدام المنشطات، والكافيين الزائد، والكحول يقومو بالتأثير على النوم مما قد يسبب صعوبة شديدة في الدخول، والإستغراق فيه.
- يمكن أن تكون قلة النوم أحد الأسباب التي تسبب المزيد من أعباء العمل، والدراسة، وذلك بسبب عدم القدرة على الحصول على أوقات نوم مناسب، وكافية، خاصة أولئك الذين يعملون في أماكن عمل جوية مما يصعب عليهم الحصول على نوم بشكل سليم.
- يحتاج الأطفال، والشباب إلى فترات نوم أكثر من البالغين، لكن ليس من السهل الحصول على قسط كاف من النوم في هذه الحياة سريعة الخطى، ذو الإهتمامات الترفيهية الكثيرة .
- البيئة المحيطة مهمة جدا في حدوث أسباب قلة النوم فدرجات الحرارة المرتفعة، أو الضوضاء المحيطة، أو أصوات النوم العالية لشخص مستلقي بجوارك كل هذه الأسباب تسبب الحرمان من النوم، فهذه هي الأماكن الذي يتدهور فيه روتين النوم.
- مرض انقطاع النفس المنزلق متعلق بالجسم عندما يتوقف فيه التنفس أثناء النوم، ويحدث آنذاك نقص في الهواء داخل الرئتين، والسبب في ذلك هو نقص الأكسجين، والذي يجعل النائم يرغب في الاستيقاظ مرارا، وتكرارا.
- الأمراض العديدة مثل نزلات البرد، والانفلونزا، أو اللوزتين من الأمراض قصيرة الأجل التي تلعب دورا كبيرا في تعطيل عملية النوم. لأنه في هذه الأمراض تحدث صعوبة كبيرة في التنفس مما يؤدي إلى الحصول على قسط قليل، وغير كافي من النوم.
إقرأ أيضا: تقلبات المزاج السريعة.. أعراضها وأسبابها وطرق علاجها
أسباب محفوفة بالمخاطر للحرمان من النوم
- تتغير أنماط حياة الشخص مرارا، وتكرارا، وذلك بعد يوم طويل من العمل الشاق، والمجهد حيث عندما يذهب الفرد إلى سريره، يقوم بقضاء وقته في الهاتف المحمول حيث يترك ذلك الجهاز تأثيرا سئ على روتين النوم.
- مرحلة الشيخوخة من المراحل الصعبة التي يتعين فيها على كبار السن مواجهة العديد من الأمراض المتعلقة بالصحة بسبب عدم قدرتهم على الحصول على أوقات كافية من النوم الكامل، وهذه الأمراض مثل السكر، وإرتفاع ضغط الدم، والإرتجاع المعدي المريئي التي لا تسمح لكبار السن بالنوم تماما.
- إذا كنتي تعاني سيدتي من أي مرض، أو أي مشكلة طبية، و تقومي بتناول بعض أنواع الأدوية، فقد يكون لذلك تأثير سيء على حالتك العقلية، والجسدية، مما قد يجعلك تشعرين بالحرمان من النوم فعلى سبيل المثال، يعاني مرضى الربو من مشاكل في التنفس ليلا ، مما له تأثير سلبي كبير على إنتظام نومهم.
- الإكتئاب، والتوتر من الأسباب الهامة، والمؤثرة في عدم النوم بسلام حيث حدوث الكوابيس التي لا تسمح للنوم أن يكون كاملا.
علاج الحرمان من النوم
أسباب الحرمان من النوم، والأرق لا يمكن علاجها بنفس الطريقة، لذلك تتطلب الحالات المعرضة للحرمان من النوم إلى أنواع معينة من العلاجات المختلفة، ولكن عادة ما يكون العلاج الطبي، وتغيير نمط الحياة هو السبب الرئيسي لعلاج الحرمان من النوم، لهذا يمكننا تقسيم علاج الحرمان من النوم إلى قسمين جانب خاص بالطبيب، والجانب الآخر خاص بتغيرات في أنماط الحياة.
أولا: الأدوية الموصوفة من جانب الطبيب التي تقلل مشاكل الحرمان من النوم
- تناول أدوية للحساسية مثل البرد، والسعال، ومشاكل التنفس.
- تناول دواء الميلاتونين الذي يساهم بشكل كبير في حدوث النوم الجيد.
- تناول الحبوب المنومة من أنواع العلاجات الموصوفة، ولكن يجب تناولها من خلال وصف الطبيب المختص.
ثانيا: علاج الحرمان من النوم عن طريق إجراء تغييرات في نمط الحياة.
- وضع بعض القواعد الهامة للذهاب إلى النوم.
- للحصول على نوم جيد، والتخلص من التوتر يجب العمل على ممارسة الرياضة البدنية، واليوجا.
- تجنب تناول المشروبات الغازية، والمشروبات الكحولية التي تسبب الشعور بالأرق.
- يعتبرالنوم في الوقت المحدد، ووفقا لخطة ثابتة له تأثير كبير على نوعية النوم الجيدة.
- يجب التقليل من الكمية المتناولة من الكافيين، وبالأخص فترات ماقبل النوم.
- العمل على التقليل من كمية الكربوهيدرات في طبق العشاء.
- يجب أن يتم استهلاك الأسماك، والخضروات، وتقليل تناول نسب السكر.
النتائج السلبية لعدم القدرة على النوم
تختلف الحاجة إلى النوم من شخص لآخر، ولكن يجب أن يحصل الشخص السليم على معدل زمني يتراوح من 7 إلى 9 ساعات من النوم يوميا، وإن لم يحدث ذلك فتظهر العديد من المشاكل السلبية أهمها:
- قلة النوم يسبب التأثير العاطفي على الصحة حيث يجعل الشخص سريع الانفعال، ذو حالة من الغضب السريع، ومندفعا ومتقلب المزاج، ومن الممكن في هذه الفترة حدوث الأصعب، والاسوأ، وهو أن يكون ضحية لميول الإنتحار، والاكتئاب، وعدم الإهتمام.
- إذا لم تحصلي سيدتي على النوم المناسب، فمن المحتمل حدوث أمراض عديدة مثل السمنة، والسكري، وأمراض القلب، وإرتفاع ضغط الدم، وإضطرابات الكلى، والسكتة الدماغية تبدأ في مهاجمة الجسم، والدخول فيه، ولكن عند الحصول على النوم الجيد يؤثر ذلك على الصحة البدنية بشكل فعال حيث أن النوم المنتظم يوفر الطاقة للأوعية الدموية، والعضلات، والأنسجة،
- الحرمان من النوم يسبب عدم الكفاءة في أداء المهام، حيث أن هناك مهارة أقل في أداء الأعمال، والشعور الدائم بالنعاس في العمل، ففي مثل هذه الحالة يصبح ليس من السهل عليك الانتباه، واتباع التعليمات.
- تستمر العملية الهرمونية في أجسامنا حتى في فترات النوم، حيث أنه خلال هذا الوقت تولد العديد من الهرمونات الهامة في أجسامنا التي تحافظ على توازن الجسم، وتقوم بضبط مستويات الطاقة الداخلية، فعند حدوث مشكلة الحرمان من النوم يحدث نوع من أنواع الخلل الهرموني داخل الجسم، ويحدث التاثير السلبي.
- يعتبر النوم بمثابة الشحن اليومي لعقولنا، فالنوم نفسه يخلق أنظمة عصبية جديدة في أدمغتنا تساعدنا على فهم الأشياء بشكل أفضل لإستكمال أعمالنا في اليوم التالي، حيث يساعد النوم الكامل على أن نكون في بعض حالات الإبداع، ونقوم بإتخاذ قرارات فعالة، والتركيز الشديد، والتفكير بوضوح.