من منا في هذه الآونة الزمنية لم تأتي عليه بعض الأوقات يصاب فيها بحالة من الإجهاد والاكتئاب، مما يترتب على هذا الأمر الشعور بالكثير من مشاعر الإنزعاج وخلق الكثير من أحاسيس الإرهاق النفسي وعدم الراحة خاصة إذا تم التعامل مع هذا الأمر بمزيد من التهاون وعدم الإهتمام. لهذا جئنا اليوم من خلال سطورنا القادمة لكي نتعرف على أهم التدابير الحياتية الفعالة المعنية بالتغلب على مشاعر القلق والتوتر وعدم الرضا، وخلق حالة من السلام والتوازن النفسي والحفاظ على الحالة الصحية في أفضل أوضاعها.
كيف تؤثر أحاسيس الإجهاد والتوتر على الحالة الصحية؟
يجب علينا عند التحدث عن حالات الإجهاد والتوتر أن نكون ذو دراية وعلم بمتغيرات هذه الأوضاع النفسية التي من الوارد أن يتم التعرض لها بسبب المرور بالعديد من المواقف الحياتية الصعبة والمجهدة.
الجدير بالذكر أن الإجهاد يؤثر بشكل مباشر على كل من العقل والجسم، ولكن إذا كان الأمر في معدلاته الطبيعية البسيطة، فيمكننا أن نتعايش مع هذا الأمر ومن ثم نقوم بممارسة أنشطتنا اليومية بشكل طبيعي أما في حالة حدوث الإصابة بالكثير من التوتر، فمن الممكن أن يسبب هذا الأمر الكثير من المشاكل الصحية والجسدية والعقلية.
من هنا يجب علينا الوصول إلى آلية التعامل الصحيح مع الإجهاد لدعم الصحة العقلية والبدنية حيث يمكن لكل شخص اتخاذ مجموعة من التدابير الفعالة لتعزيز هرمون الإندورفين، والمساعدة على تخفيف مشاعر القلق والتوتر والكآبة.
من الهام معرفة أن هرمون الإندورفين هو عبارة عن أحد أهم الهرمونات الطبيعية المعنية بتخفيف الآلام التي يقوم الجسم بالشعور بها. بالإضافة إلى دوره الفعال في تخفيف الحالة المزاجية وتقليل التوتر والقلق وتعزيز الذاكرة وتقوية جهاز المناعة في الجسم بشكل عام.
ما هي أهم التدابير الفعالة في التقليل من مشاعر القلق والتوتر؟
أولا: أداء التمارين الرياضية بشكل دوري منتظم
لا يخفى على أحد أن التمارين الرياضية تقوم بجلب الكثير من الفوائد الصحية والبدنية والعقلية حيث أنها تعمل على زيادة مستويات هرمون الإندورفين، والتخفيف من مشاعر الإكتئاب والمزاج المضطرب.
فعلى سبيل التوضيح، عند القيام بممارسة التمارين الرياضية الأكثر نشاطا، فسوف يتم إنتاج المزيد من هرمون الإندورفين، وخاصة بعد 30 دقيقة من الحركة الأدائية، ويا حبذا إن كانت هذه التمارين جماعية حيث لديها القدرة الفائقة على زيادة الإنتاجية لهرمون الأندروفين محور حديثنا.
ثانيا: الإعتياد على ممارسة تمارين التأمل
يعد روتين التأمل وممارسة تمارينه من أهم الوسائل الفعالة المعنية بزيادة إفراز هرمون الإندورفين في الجسم، مما يساعد على تخفيف الحالة المزاجية السيئة والمضطربة بشكل طبيعي.
الجدير بالذكر أن تمارين التأمل هذه تساعد على استرخاء الجسم وتحقيق حالة داخلية من الهدوء الشامل والتوازن للنفس، وتحسين الصحة العامة، والحالة المزاجية وتعزيز القدرة على التعامل مع المرض ونوعية النوم.
يجب العلم أن من أبسط أشكال التأمل يمكننا أن نقوم بذكر (التأمل الذهني) حيث يتم تنفيذ هذا من خلال إيجاد وضع مريح للنفس والجسد والتأمل من خلال التركيز فقط على التنفس، وعندما تبدأ الأفكار الأخرى السلبية في الظهور، ما علينا سوى السماح لها بالإندثار وإعادة تركيز الأفكار نحو ما هو إيجابي.
إقرأ أيضا: 5 أطعمة فعالة لمساعدتك على التخلص من التوتر والقلق اليومي
ثالثا: إستخدام الزيوت العطرية المهدئة
يمكن أن تؤدي بعض الروائح المهدئة والمفضلة لدينا مثل اللافندر إلى إطلاق هرمون الإندورفين الذي يساعد على تخفيف الحالة المزاجية السلبية حيث من الممكن أن يتم تنفيذ هذا الأمر من خلال نشر هذه الرائحة في الجو بإستخدام الفواحات التي تتواجد هذه الآونة بأشكال ونوعيات متعددة.
من أفضل الزيوت التي تقوم بخلق شعور النشوة، والتي لها تأثير مخفف للمزاج يمكننا أن نقوم بذكر زيت إكليل الجبل والبرتقال والجريب فروت.
رابعا: ممارسة النشاط الجنسي
في بداية الأمر يجب علينا معرفة ان محور الحديث هنا يخص الأزواج شركاء المشاعر العاطفية والجنسية، فالجدير بالذكر أن العلاقة الحميمة تمنح أصحابها الكثير من مشاعر وأحاسيس النشوة حيث يتم إطلاق الإندورفين في الجسم جنبا إلى جنب مع هرمونات الحب الأخرى مثل الأوكسيتوسين والذي يقوم بتوفير شعورا بالرفاهية، ويقلل من التوتر، ويخفف من الحالة المزاجية المضطربة.
خامسا: العلاج بالضحك
عند ممارسة سلوك الضحك، فيجب معرفة أن هذا الأمر هو مزيج من العقل والجسد حيث يشمل أمر العلاج بالضحك الاسترخاء والضحك بصوت عال والرقص والتصفيق، ومن ثم تساعد جميع هذه السلوكيات على تقليل هرمونات التوتر وتخفف من الحالة المزاجية وتحسين نوعية النوم أيضا.
يجب العلم أنه خلال الحياة اليومية، وعندما نكون في حالة من السعادة والضحك، فسوف يقوم الجسم بإطلاق المزيد من الإندورفين ومن هنا يتم القضاء على القلق والتوتر.
سادسا: التعرض لأشعة الشمس النافعة
يلعب أمر التعرض لأشعة الشمس النافعة دورا هاما يتمثل في مساعدة الجلد على إنتاج عنصر غذائي أساسي يسمى فيتامين د، بالإضافة إلى الدور التعزيزي الرائع المعني بإنتاج الميلاتونين والسيروتونين، ومن ثم تساعد جميع هذه العوامل على تحسين الحالة المزاجية، وزيادة الطاقة، والحصول على فترات النوم الجيدة والصحية.
لذا يجب علينا محاولة القيام بآخذ حماما شمسيا على الأقل 3-4 مرات في الأسبوع أو كلما كان ذلك ممكنا لمدة 15 دقيقة تقريبا، مع ضرورة الإلتزام بوضع واقي من الشمس بعامل حماية من الشمس 15 أو أعلى وتجنب الأوقات المشمسة القاسية خلال فترات النهار لأن الأشعة فوق البنفسجية ضارة ويمكن أن تسبب سرطان الجلد.