يعد مرض الرجفان الأذيني من أهم أنواع الاضطرابات التي تصيب القلب حيث يبدو هذا المرض واضح من خلال المعاناة من الضربات السريعة وغير المنتظمة في الأذينين، مما يؤدي هذا الأمر إلى ضعف تدفق الدم إلى البطينين، فالجدير بالذكر أن هذا المرض يعتبر من أكثر اضطرابات نظم القلب شيوعا، ويمثل مشكلة صحية هامة بسبب مضاعفاته المحتمل حدوث المعاناة منها مثل السكتة الدماغية وفشل القلب، ولكن يتراود إلى الذهن هنا تساؤل هام يتمثل في هل يعد مرض الرجفان الأذيني هذا مرض وراثي؟ هذا ما سنقوم اليوم بالحديث عنه بشكل مفصل من خلال مقالنا التالي.
ما هي أسباب الإصابة بالرجفان الأذيني؟
قبل إعطاء إجابة واضحة على تساؤل ما إذا كان الرجفان الأذيني موروثا أم لا، فيجب علينا أولا القيام بفهم أسباب حدوث هذا المرض، فالجدير بالذكر أن هذه الحالة المرضية تحدث نتيجة الإشارات الكهربائية والتوصيل غير المتزامنة من نقاط متعددة في أذين القلب، مما يؤدي هذا الأمر إلى عدم انتظام ضربات القلب.
يجب العلم أن واحدة من أكثر الأسباب شيوعا المتسببة في الرجفان الأذيني هو حدوث حالة تمدد وفقدان في مرونة عضلة القلب بسبب تأثير بعض العوامل مثل زيادة الضغط في الأذين الأيسر للقلب، أو المعاناة من التشوهات الوراثية، أو أمراض القلب والأوعية الدموية الأخرى، فمن الهام معرفة أنه من الممكن أن تتسبب هذه العوامل في توسع عضلة القلب وفقدانها، ومن ثم يؤدي هذا إلى اهتزاز الأذين الأيسر للقلب بقوة أكبر من المعتاد.
بالإضافة إلى ذلك، فقد أظهرت بعض الدراسات الحديثة أيضا أن اضطرابات الكهارل قد تلعب دورا في التسبب بالرجفان الأذيني حيث يمكن أن تسبب هذه الإضطرابات بعض التغيرات في معدل ضربات القلب وتجعل إيقاعه غير منتظم، مما يؤدي إلى اهتزاز أقوى للأذين الأيسر.
ما هي أهم الأمراض التي تؤدي إلى حدوث المعاناة من الرجفان الأذيني؟
تشمل الأمراض الشائعة التي تسبب عدم انتظام ضربات القلب ومن ثم حدوث المعاناة من الرجفان الأذيني ما يلي:
- ارتفاع ضغط الدم.
- داء السكري.
- مرض صمام القلب.
- التهاب عضلة القلب.
- مرض الغدة الدرقية.
- زيادة النشاط البدني.
- التقدم في العمر.
ما هي أعراض وعلامات الإصابة بالرجفان الأذيني؟
عادة لا يكون للرجفان الأذيني أو رجفان عضلة القلب أعراض واضحة لدى الأشخاص المصابين بمرض خفيف.، ولكن في حالة الكشف عن هذا المرض، فمن الوارد معاناة بعض المرضى من الأعراض والعلامات التالية:
- خفقان القلب حيث يشعر المرضى باهتزازات أقوى في معدل ضربات القلب، خاصة عندما يستريحون أو يقومون بأنشطة بدنية.
- آلام ومشاعر عدم راحة في الصدر خاصة أثناء أداء الأنشطة البدنية.
- ضيق في التنفس أو التنفس بشكل أسرع أثناء أداء بعض المهام اليومية أو الأنشطة الرياضية
- قد يشعر المرضى بالدوار أو الدوخة عندما يكون هناك بداية للرجفان الأذيني.
- معاناة المرضى من التعب أو الإرهاق عند القيام ببذل أي مجهود.
- قد يواجه المرضى صعوبة في النوم والاستيقاظ أثناء الليل بسبب معدل ضربات القلب غير المستقر.
يجب العلم أنه إذا تم اكتشاف مرض الرجفان الأذيني مبكرا، فسيكون العلاج في هذه الأوقات أكثر فعالية. لذا في حالة ظهور أي من الأعراض أو العلامات المذكورة أعلاه، فيجب على الفور القيام باستشارة طبيب القلب للحصول على المشورة والعلاج في الوقت المناسب.
هل يعد مرض الرجفان الأذيني وراثي؟
قامت العديد من الأبحاث بالعمل على دراسة مسألة ما إذا كان الرجفان الأذيني من الأمراض الموروثة أم لا، وقد تم التوصل إلى أن هناك صلة بين الوراثة والرجفان الأذيني ونتيجة لذلك، هناك العديد من العوامل الوراثية التي قد تزيد من خطر الإصابة بهذا المرض.
على سبيل التوضيح هناك العديد من الجينات التي قد تكون متورطة في عدم انتظام ضربات القلب، بما في ذلك جين PITX2 وجين ZFHX3 وجين SCN5A، وبناء على هذا قد يكون الأشخاص الذين يعانون من هذا التغيير الجيني أكثر عرضة للإصابة بمرض الرجفان الأذيني.
بالرغم من ذلك، لا يعني هذا الأمر أن الرجفان الأذيني هو مرض وراثي تماما، ولكن يمكن أن يتأثر بعدد من العوامل الوراثية حيث ترتبط الأسباب الرئيسية للمرض بتاريخ المريض والحالة الصحية للقلب والأوعية الدموية ونمط الحياة والعوامل البيئية، مثل ممارسة التمارين الرياضية غير السليمة وأمراض الغدة الدرقية والإفراط في استهلاك الشروبات الكحولية ومنتجات التبغ.
ما هي أنماط الوقاية والعلاج من مرض الرجفان الأذيني؟
سواء كان الرجفان الأذيني موروثا أم لا، فإن الوقاية من هذا المرض وعلاجه من الأمور الهامة التي يجب علينا أن نلتزم بها، فعلى سبيل التوضيح تشمل تدابير الوقاية والعلاج ما يلي:
* الوقاية من عوامل الخطر: تتمثل عوامل الخطر هنا في ارتفاع ضغط الدم والسكري والسمنة والتدخين حيث يمكن أن تزيد جميع هذه العوامل من خطر الإصابة بهذا المرض. لذلك يجب محاولة الوقاية من عوامل الخطر هذه لتقليل التعرض للإصابة بهذه الحالة المرضية.
* تعديل أنماط الحياة: يمكن أن تساعد بعض التغييرات في أنماط الحياة مثل ممارسة التمارين الرياضية بانتظام وتقليل التوتر والحد من تعاطي التبغ والكحول واتباع نظام غذائي صحي في تقليل خطر الإصابة بالرجفان الأذيني.
* تناول الأدوية العلاجية: يمكن استخدام بعض الأدوية مثل حاصرات بيتا وحاصرات قنوات الكالسيوم ومضادات اضطراب النظم ومضادات التخثر لعلاج وتقليل خطر الإصابة بالسكتة الدماغية، ولكن يجب الآخذ في عين الإعتبار أن يتم وصف هذه الأدوية من قبل طبيب القلب.
* متابعة نبض القلب: يمكن استخدام تقويم نظم القلب الكهربائي لعلاج الرجفان الأذيني حيث تستخدم هذه العملية الكهرباء لإعادة معدل ضربات القلب إلى طبيعته.
* التدخلات الجراحية: إذا لم تكن التدابير المذكورة أعلاه فعالة، فيمكننا اللجوء إلى التدخلات الجراحية لعلاج هذه الحالة المرضية حيث غالبا ما تسمى هذه الجراحة بالاستئصال، وتستخدم لتدمير المواقع التي تسبب الرجفان الأذيني على طبلة الأذن.
في النهاية، يمكننا القول بأنه قد لوحظ أن العوامل الوراثية، وخاصة الجينات تساهم بشكل مباشر في زيادة خطر الإصابة بالرجفان الأذيني حيث يمكن أن يكون هذا الأمر موروثا من جيل إلى جيل ولكن الأسباب الرئيسية للمرض هي تاريخ من أمراض القلب والأوعية الدموية ونمط الحياة والبيئة، ومن ثم يساعد الكشف والعلاج في الوقت المناسب على تقليل تأثير هذا المرض بصورة كبيرة.