عند إتخاذ القرار بالحديث عن دوالي المريء، فيجب العلم أن هذه الحالة المرضية غالبا ما تصيب الأشخاص المصابين بأمراض الكبد حيث من الوارد أن يترتب عليها بعض الأعراض المرضية السيئة إلى جانب العديد من المضاعفات المقلقة والتي لا يمكن التنبؤ به. لهذا الأمر قررنا أن نتعرف اليوم بشكل مفصل على ما هي دوالي المريء؟ وما هي أسباب حدوثها؟ وكيف نستطيع تشخيصها بشكل طبي سليم؟
ماذا نعني بـدوالي المريء؟
تعد دوالي المريء هي عبارة عن حالة مرضية تحدث عندما يوجد توسع أوانتفاخ غير طبيعي في الأوردة الدموية الموجودة في جدار المريء، فالجدير بالذكر أن هذا الأنبوب هو الذي يقوم بنقل الطعام من الفم إلى المعدة.
يجب العلم أن هذه الدوالي المريئية من الوارد أن تحدث في أغلب الأوقات نتيجة ارتفاع ضغط الدم في الوريد البابي الكبدي، وهو الوريد الذي يقوم بنقل الدم من الأمعاء إلى الكبد. لذا وعند الحديث عن ارتفاع ضغط الدم البابي، فيمكننا القول بأنه يمكن أن يكون ناتجا عن بعض أمراض الكبد مثل تليف الكبد، ومن ثم تتسبب هذا الأمراض في منع تدفق الدم بشكل طبيعي، مما يؤدي إلى زيادة الضغط على الأوردة في المريء وتوسعها.
لذلك ، إذا كان هناك أي اشتباه في حدوث الإصابة بالدوالي المريئية، فيجب على المريض الذهاب إلى المستشفى على الفور للفحص والتشخيص وتلقي العلاج في الوقت المناسب.
ما هي أسباب الإصابة بـدوالي المريء؟
توجد العديد من الأسباب التي تؤدي إلى حدوث المعاناة من دوالي المريء والتي من الوارد أن تتمثل فيما يلي:
1- تليف الكبد حيث يعد هذا هو السبب الأكثر شيوعا لدوالي المريء، فالجدير بالذكر أنه من بين الأشخاص المصابين بتليف الكبد، يعاني 30٪ بالدوالي والتي تحدث بسبب ركود الدورة الدموية في الكبد.
2- ارتفاع ضغط الدم البابي والذي يعتبر هو أحد مضاعفات تليف الكبد الذي يحدث عندما يمنع النسيج الندبي تدفق الدم حول الكبد، ومن ثم تؤدي هذه الحالة إلى ارتفاع ضغط الدم في الوريد البابي ، والذي يعتبر أنبوبا مسؤولا عن نقل الدم من الأعضاء الأخرى إلى الكبد.
3- عند حدوث حالة من تقييد تدفق الدم حول الكبد حيث يقوم الجسم بالعمل على زيادة الدم عبر الأوردة في المعدة أو المريء، وعندما يزداد تدفق الدم من خلالها بشكل مفرط، فمن الممكن أن يسبب هذا الأمر الدوالي.
4- من ضمن الأسباب النادرة لدوث المعاناة من دوالي المريء يمكننا أن نذكر متلازمة بود خياري ومرض الصدفة، فعلى سبيل التوضيح تتسبب هذه المتلازمة في انسداد الأوردة في الكبد جزئيا ومن ثم تزداد فرص تمدد الأوردة.
ما هي أعراض الإصابة بـدوالي المريء؟
للدوالي المريئية أعراض غير صريحة أو واضحة على الإطلاق حيث عادة ما يتم اكتشافها مع حدوث بعض حالات النزيف الذي يبدوواضحا من خلال بعض الأعراض مثل تقيؤ الدم قليلا أو بشكل كبير أو خروج براز أسود.
يجب العلم أن هذه الأعراض تظهر عندما يحدث توسيع الأوردة إلى أقصى حد، مما يسبب هذا الوضع المرضي ثقب أو تمزق الوريد مما يسبب حدوث المعاناة من النزيف. إلى جانب هذا أيضا فيجب الآخذ في عين الإعتبار المرضى الذين يعانون من بشرة شاحبة بشكل غير عادي، والتعب المستمر، وضيق التنفس والإغماء أو الدوخة,
بوجه عام لا يمكن الكشف عن دوالي المريء إلا عن طريق تصوير الأوعية المريئية من خلال الباريت الفموي أو تنظير المريء بمنظار مرن.
ما هي أهم المضاعفات التي من الوارد حدوثها نتيجة الدوالي المريئية؟
من أخطر مضاعفات الدوالي المريئية هو حدوث الإصابة بالنزيف، فالجدير بالذكر أنه عندما تحدث المعاناة من هذا الوضع المرضي، فسوف يكون هناك العديد من المخاطر الصحية المحتملة الأخرى، مثل الإصابة بالنزيف المفرط، ومن ثم يكون من السهل أن يتعرض المريض للصدمة وفي حالة عدم تلقي الرعاية الطارئة والعلاج في الوقت المناسب، فسوف تزداد فرص التعرض للوفاة.
كيف يتم العمل على تشخيص الدوالي المريئية؟
بصورة عامة يحتاج أمر تشخيص أمراض الكبد إلى الجمع بين العديد من الجوانب والتقنيات المختلفة ، بما في ذلك الأعراض والتاريخ المرضي، والفحص السريري. بالإضافة إلى نتائج فحص الدم وخزعة الكبد إذا لزم الأمر.
الجدير بالذكر ايضا أنه يجب على الأشخاص المصابين بتليف الكبد التحقق بانتظام من الدوالي المريئية عن طريق إجراء تقنيات مثل التنظير أو التصوير المقطعي المحوسب.
ما يجب علينا فعله عند المعاناة من دوالي المريء؟
إذا كانت هناك بعض الأعراض المرضية مثل التعب، وفقدان الشهية، والألم في منطقة الكبد، وما إلى ذلك، فسوف يحتاج المريض وبشكل فوري إلى الذهاب للمستشفى لمعرفة حالتهم الصحية، وبالتالي اتخاذ تدابير العلاج في الوقت المناسب.
أما في حالة تقيؤ المريض دما، فمن الوارد أن يكون قد حدث تمزق في الوريد المريئي، ومن ثم يجب نقل المريض بسرعة إلى المستشفى لتلقي العلاج الطارئ لوقف النزيف.
بشكل عام، يعد الهدف الرئيسي في علاج دوالي المريء هو العمل على وقف النزيف لأن هذه الحالة المرضية مهددة للحياة، ومن هنا يمكننا القول بأن أفضل إجراء لتجنب هذا الخطر هو الوقاية من أمراض الكبد والسيطرة عليها بنشاط.