لا نستطيع إطلاقا إنكار أن الرغبة الجنسية هي جزء طبيعي من حياة الإنسان، والتي من الوارد أن يحدث لها حالة من التأثر نتيجة التعرض للعديد من العوامل، والتي تتمثل في الصحة الجسدية والحالة النفسية، والتوازن الهرموني، وطبيعة العلاقة مع الشريك. ومع مراحل العمر المتقدمة، فيمكن أن تحدث حالة من التغيرات الطبيعية في الجسم، والتي قد تؤثر على الرغبة الجنسية، سواء عند الرجال أو النساء. بينما قد يلاحظ بعض الأفراد حالة من الإنخفاض التدريجي في الرغبة أو الأداء الجنسي، فسوف يظل الكثيرون قادرين على التمتع بحياة جنسية رائعة في مراحل العمر المتقدمة. من هنا قررنا أن نتعرف اليوم من خلال مقالنا التالي وبمزيد من التوضيح على كيفية تغير الرغبة الجنسية مع مراحل العمر المتقدمة.
العوامل التي تؤثر على الرغبة الجنسية
تعد الرغبة الجنسية من أهم العوامل التي تؤثر على العلاقة الحميمة ما بين الرجال والنساء، فالجدير بالذكر أنه أمر فهم آليات هذه الرغبة على أرض الواقع يعتبر أمر معقد للغاية.
بوجه عام تتأثر الرغبة الجنسية بالعديد من العوامل البيولوجية والعاطفية وتتقلب بشكل طبيعي طوال الحياة حيث من الوارد أن تتمثل هذه العوامل في مستويات الهرمون أو مستويات التوتر أو العمر أو المرض أو نوعية النوم أو سوء الحالة المزاجية ومن ثم تؤثر بشكل مباشر على الرغبة الجنسية والإثارة.
على الرغم من أنه من الممكن أن تكون العواطف هي أقوى عامل يؤثر على الرغبة الجنسية، إلا أنه من المؤكد تواجد بعض العوامل الأخرى في بعض الأحيان مثل الظروف الصحية والنظام الغذائي، وأنماط الحياة والعادات السلبية التي يمكن أن تقلل أو حتى تقتل الرغبة الجنسية لدى الأشخاص.
بالإضافة إلى ذلك، فيمكننا أيضا أن نقوم بذكر الإجهاد أو التعب من العمل أو السلبية في العلاقات طويلة الأمد وتأثيرها السلبي على الرغبة الجنسية لدى كل من الرجال والنساء حيث يعد هذا العامل من أهم الأسباب أيضا في أن الكثير من الناس لا يستطيعون القيام بمهامهم الجنسية على أكمل وجه بالرغم من تمتعهم بالصحة الجيدة.
الرغبة الجنسية ومراحل العمر المتقدمة
في بداية الأمر يجب علينا معرفة أن الرغبة الجنسية تختلف بمعدلات الزيادة والنقصان حسب المرحلة العمرية والنوع حيث أظهرت العديد من الدراسات والأبحاث العلمية أن الرغبة الجنسية للرجال تبلغ ذروتها في سن الـ 20 عاما ثم تنخفض مع تقدم العمر أما فيما يتعلق بالمرأة فرغبتها الجنسية تزداد خلال سنوات الخصوبة، ثم تنخفض تدريجيا أثناء انقطاع الطمث.
مع تقدم النساء في العمر وبالإضافة إلى مرورهن بالتغيرات الهرمونية، فسوف تحدث حالة من التغير في هيكل المهبل حيث يمكن أن يكون المهبل أقصر وأضيق، ويمكن أن يكون الجدار أرق وأصعب قليلا مما يقلل هذا الأمر من القدرة على إفراز السوائل ومن ثم يصبح المهبل في في حالته الجافة مما يؤدي هذا الأمر إلى الكثير من الآلام عند ممارسة العلاقة الجنسية .
بالرغم من ذلك، يجب الآخذ في عين الإعتبار أنه لا يوجد عمر محدد للتوقف عن النشاط الجنسي، فكل مرحلة من مراحل الحياة توفر فرصا مختلفة للعلاقة الحميمة والاتصال الجنسي حيث يمكن أن يستمر هذا النشاط إلى عمر الـ 70 والـ 80 بدون أي قيود.
على الرغم من أن الجنس لا يزال مهما في هذه المرحلة العمرية من الحياة، إلا أنه من الوارد أن يواجه كبار السن العديد من التحديات الصحية والتي من الوارد أن تتمثل في التغيرات المرتبطة بالعمر مثل التغيرات الحسية وضعف الانتصاب وما إلى ذلك حيث تعد جميع هذه العوامل من أهم العوائق الرئيسية أمام الجماع الجنسي لدى كبار السن.
أهم الطرق المعنية بتحسين الرغبة الجنسية لدى كبار السن
بمزيد من التفاؤل قد أظهرت بعض الدراسات الحديثة أن أمر الحفاظ على الحياة الجنسية يلعب دورا مهما في حياة كبار السن. فمن الناحية الفسيولوجية، يساعد الجنس على تعزيز الدورة الدموية ومرونة الجلد والعضلات والمفاصل.
من الناحية النفسية، فتعد الحياة الجنسية هي نتيجة حتمية لعملية تطوير الحب وزيادة الارتباط العاطفي للأزواج المسنين حيث قد تم ربط إطلاق البرولاكتين في الدماغ بعد النشوة الجنسية بانخفاض التوتر والقلق، مما يساعد هذا الأمر أصحاب هذه الفئة العمرية على تحقيق صحة عقلية جيدة.
أما من خلال المنظور الاجتماعي، فتساهم الحياة الجنسية المتناغمة المتمثلة في الانسجام والاستقرار في العلاقة الزوجية للمسنين في حدوث حالة من العلاقات الأسرية الجيدة المليئة بالمحبة والألفة والراحة النفسية.
عند الرغبة في حصول كبار السن على حياة جنسية مرضية، فيقوم الخبراء بتقديم نصيحة هامة لهم والتي تتمثل في ضرورة الحفاظ على نمط حياة صحي وتغذية جيدة لأن الجسم والعقل السليمين يمكنهما الحفاظ على دافع جنسي جيد.
على وجه التحديد، يجب على كبار السن الحفاظ على نظام غذائي صحي يتمثل في تناول الكثير من الخضروات والحبوب الكاملة والحد من الأطعمة المصنعة والمقليات، والبعد تماما عن تناول المشروبات الكحولية.
إلى جانب هذا تأتي أيضا أهمية ممارسة الرياضة بانتظام، والحصول على قسط كاف من النوم وتجنب تماما الإجهاد المفرط قدر الإمكان؛ وتعزيز آليات المشاركة والتواصل مع الأزواج كبار السن، وفي حالة مواجهة أي مشكلات صحية فيجب على الفور التحدث إلى الطبيب المختص لإحتواء أي مشكلة تؤثر على الحياة الجنسية بصورة مباشرة.