لكل فرد شخصية تعبر عن كيانه وهو أمرمهم للتمتع بنفسية جيدة ولكن في بعض الأحيان قد يشعر الشخص بأنه منعزلا عن واقعه ,وكأن كل شىء قد أصبح مبعثرا وكـأنه في حالة من الشتات التي أطاحت بجسده وبددت أفكاره , ويعد هذا شكل من أشكال الإضطرابات النفسية الذي يطلق عليه اضطراب ( الآنية ) ولعل العلامة الأبرز المعبرة عنه هو ذلك الإغراق في حالة انفصال جسماني .. وسوف نقدم من خلال مقالنا التالي كل مايتعلق بإضطراب تبدد الشخصية .
اضطراب تبدد الشخصية
تم صياغة تلك المشكلة العقلية التي تجعل الشخص غريبا في ظل واقعه المحيط وكأنه انشق عنه من قبل علماء ,وخبراء علم النفس بحيث يتملك الأفراد احساس داخلي بوجود فجوة وينتمي هذا النوع من المشكلات ضمن الإضطرابات الانشقاقية , وهي سلسلة من الإختلالات العقلية التي تستهدف مراكز الذاكرة, ومواطن الوعي ,والجوانب الإدراكية, والتي تحفز العواطف والهوية , مما يقف حائلا أمام ممارسة الأنشطة الوظيفية اليومية
كيفية حدوث اضطراب الآنية
يرتبط هذا الإضطراب بمشاعر معينة تؤثر على المصابين بشكل متكرر حيث يشعرون بفقدان الإتصال بأجسامهم , و يتملكهم هاجس معين بالرغبة في المراقبة الذاتية لذاتك بشكل غير مباشر ,وتتمثل الأعراض التي تعترضك في الإنفصال عن البيئة المحيطة , وأن كل شىء من حولك مجرد أوهام وجزء من الخيال , وهذا من شأنه إثارة مشاعر غير مريحة تسبب لك الإزعاج وكأنك في كابوس مزعج , ولكن مايجب عليكي معرفته حقا بأنه لاوجود لإنفصال بمعناه الحقيقي عن الواقع لدى هؤلاء الأشخاص حيث يكون لديهم إدراك بأن مالديهم من تصورات لايمت للواقع بأي صلة أي أنه غير حقيقي, وفي بعض الـأحيان قد يمثل هذا الإضطراب جزء من أعراض أنواع من المشكلات العقلية في الدماغ أو اضطرابات النوبات
على الرغم من التجارب العديدة التي قد تمر على الأشخاص بشكل عابر بحيث لايلقون إليها بالا وتؤثر على مشاعرهم الداخلية ,وترسخ لديهم شعور الغربة عن الواقع إلا أننا نعتبرها وقتية تحدث في مرحلة معينة من الحياة ثم تتلاشي ولاتعتبر دلالة على إصابة الشخص بإضطراب تبدد الشخصية إلا إذا توافرت فيها مواصفات معينة أبرزها استمرار حدوثها بشكل متكرر أو عدم زوالها بشكل نهائي , وإذا تم تشخيص الفرد بهذا الإضطراب فإنه سوف يترك تأثيرات سلبية على معدلات القيام بالأنشطة اليومية , ولكنه ينتشر بشكل أكثر شيوعا لدى فئات الأشخاص الذين خاضوا تجارب حياتية مؤلمة في مرحلة ما من حياتهم .
أعراض اضطراب تبدد الشخصية
لعل العلامة الأبرز التي نعتبرها من المعالم الأساسية للإضطراب هو ذلك التشويش المؤثر على الجوانب الإدراكية التي ينطلق منها شعور الفرد بأنه جزء منفصل عن جسده ومايؤمن به أفكار , حتى مايخالجه من مشاعر , ويمتد ذلك أيضا إلى أجزاء البيئة المحيطة من حوله , وهذا مايدفع الشخص للإحساس بأنه مثل الإنسان الآلي , أو أنه يحيا في عالم خيالي من الأحلام , وقد يخاف بعض الأشخاص من تطور الأمر إلى حد الإصابة بالجنون , وربما يتخذون درجة أعلى من التقدم الذي يقود إلى ظهورأعراض اضطرابية مابين الاكتئاب، أو القلق، أو نوبات الذعر.
بوجه عام , تم وضع تصنيفات لأعراض اضطراب الآنية مابين أعراض خاصة بتبدد الشخصية وأعراض أخرى ذات صلة بالإنفصال عن الواقع , ومن المحتمل أن يعاني الشخص من أحدهما أو يجمع بين النوعين معا
اقرأ أيضا متلازمة انعدام الحافز .. من التأثيرات طويلة الأمد لتناول المهدئات
أعراض تبدد الشخصية
والتي تشمل عدد من العلامات على النحو التالي:
- الشعور بالإنشقاق بعيدا عن الجسم في بعض الأحيان, بحيث يبدو الأمر يشبه النظرا إلى نفسك من مستوى أعلى
- الشعور بالخروج من داخلك , مثل أنك لم تعد تسيطر على ذاتك
- الإحساس بأن الدماغ والجسم قد توقف عن الشعور وتملكه احساس الخدر كأنه مغيب وكأن الحواس قد تعطلت عن العمل
- شعور داخلي بفقدان القدرة على التحكم بالأفعال والأقوال
- إساءة تقدير الحجم الحقيقي لأجزاء جسدك
- الإحساس بإفتقار ذكريات الماضية إلى الجوانب العاطفية
اقرأ أيضا متلازمة انعدام الحافز .. من التأثيرات طويلة الأمد لتناول المهدئات
أعراض الغربة عن الواقع
- مواجهة صعوبات في استكشاف أجزاء البيئة من حولك , أو عدم وضوح رؤية محيطك الخارجي ويبدو الأمر شبيها بالوقوع في حلم
- الشعور بوجود جدار مصنوع من الزجاج يمثل حاجز لإنفصالك عن العالم وعلى الرغم من مشاهدتك له إلا أنك تفقدين قدرات التواصل والتفاعل معه
- الشعور بأن مايحيط بك مجرد وهم لايمثل الحقيقة , أو مواجهة اضطرابات تجعلك تشاهدين الأشياء ضبابية أو بعيدًا أو قريبًا أو كبيرًا أو صغيرًا للغاية .
- المعاناة من التشتت فيما يخص الإدراك الزمني أي أن عامل الوقت غير موجود حيث تبدو الأشياء التي وقعت في فترات الماضي كما لو ان حدوثها كان منذ وقت قريب, أو أن المواقف الأخيرة يرجع حدوثها إلى فترات سابقة من الزمن
ما هي أسباب اضطراب تبدد الشخصية؟
لايعلم كثيرا من الاشخاص أي معلومات خاصة بإضطراب تبدد الشخصية إلا أنه تتداخل بعض العوامل الوراثية والنفسية والبيئية وتتحد معا للقيام بدور مؤثر في وقوعه , إلا أنه في الغالب يرجع لأسباب متعددة مابين سيطرة أعراض التوتر المزمن أو الصدمات القاسية والموجعة ، مثل: الحرب، أو سوء المعاملة، أو الحوادث، أو الكوارث، أو الإعتداء الشديد.
علاج اضطراب تبدد الشخصية
مع معدلات حدوثها المتكررة فإن التعامل معه يبدو صعبا شديد الإرهاق ومن الخيارات العلاجية المتاحة مايلي:
1-العلاج النفسي
ينصح أخصائي الطب النفسي بحضور جلسات العلاج النفسي القائم على الحوار الذي يجريه الطبيب مع المريض وتعد الطريقة العلاجية الشائعة لهذا الشكل من الإضطراب والذي يستهدف مد يد العون للفرد المصاب لتحديد أيدلوجية أفكاره وأنماط المشاعر ذات الصلة بالصدمات النفسية المؤلمة المؤدية إلى اضطراب الآنية والإفصاح عنها بصورة أفضل
2-العلاج السلوكي المعرفي
يتسم بطريقة فعالة في معالجة أنماط التفكير والسعي إلى تغييرها بالإضافة إلى البحث في العواطف والسلوكيات المضطربة
3- الأدوية
يمكن أن يصف الطبيب بعض مضادات الإكتئاب للسيطرة على الأعراض