عند إكتشاف بعض الأشخاص حدوث إصابتهم بفيروس نقص المناعة البشرية، فسوف يسيطر عليهم حالة من الإرهاق والتعب النفسي الذي يتمثل في أن سُبل الحياة لديهم أصبحت في طي الإندثار، ولكن هذا الإعتقاد يعتبر غير صحيح على الإطلاق حيث تعد طريقة التفكير هذه سلبية وخاطئة للغاية. الجدير بالذكر أنه إذا تم الالتزام بأهم 4 أنماط وأسرار حياتية، فلا يزال بإمكان الأشخاص المصابين بفيروس نقص المناعة البشرية أن يعيشوا حياة صحية وطويلة الأجل، وهذا ما سنتعرف عليه من خلال مقالنا التالي.
4 أنماط حياتية صحية لمصابي فيروس نقص المناعة البشرية
من أجل العيش حياة طويلة وصحية، فمن المهم على الأشخاص المصابين بفيروس نقص المناعة البشرية تنفيذ المبادئ الصحية التالية:
1) الالتزام المطلق بالأدوية العلاجية
يعمل مضادات الفيروسات القهقرية على منع تطور فيروس نقص المناعة البشرية، مما يساعد هذا الأمر الجهاز المناعي على التعافي من خلال إرتفاع خلايا CD4 مرة أخرى.
من أهم فوائد العلاج بمضادات الفيروسات القهقرية أيضا أنها تساعد في الحد من مخاطر الإصابة بالعدوى الانتهازية والوفيات المرتبطة بفيروس نقص المناعة البشرية، فالجدير بالذكر أنه عندما تتلقى النساء الحوامل العلاج المبكر بمضادات الفيروسات القهقرية، فسوف يتم قمع فيروس العوز المناعي البشري في الدم إلى ما دون العتبة التي لا يمكن اكتشافها، مما يقلل هذا من خطر انتقال فيروس نقص المناعة البشرية من الأم إلى الطفل أثناء الحمل وأثناء الولادة ومرحلة بعد الولادة أيضا.
عند تلقي العلاج بمضادات الفيروسات القهقرية، فيمكن للأشخاص المصابين بفيروس نقص المناعة البشرية أن يعيشوا بصحة جيدة، وأن يعملوا مثل الأشخاص غير المصابين بفيروس نقص المناعة البشرية وأن يعيشوا بثقة في وئام مع المجتمع المحيط.
على سبيل التأكيد، قد أظهرت بعض الدراسات أن الأشخاص المصابين بفيروس نقص المناعة البشرية الذين يتلقون العلاج المبكر بمضادات الفيروسات القهقرية ويحافظون على علاج جيد لديهم أيضا متوسط عمر متوقع مماثل للأشخاص غير المصابين بفيروس نقص المناعة البشرية. ولذلك، يعد أمر الالتزام المطلق بالعلاج المضاد للفيروسات القهقرية هو أهم قضية لمنع حدوث مقاومة الأدوية.
من هنا ننصح بضرورة قيام الأشخاص المصابين بفيروس نقص المناعة البشرية بالعمل على ضبط المنبهات/ الإشعارات لهواتفهم ، وترك الدواء في مكان يسهل رؤيته، أو الطلب من أحد الأقارب تذكيرهم بالدواء إذا لزم الأمر.
إقرأ أيضا: فيروس نقص المناعة البشرية وعلاقته السلبية على القناة الهضمية
2) ممارسة أنماط الحياة الصحية
من الواجب على الأفراد المصابين بفيروس نقص المناعة البشرية أن يلتزموا بالحفاظ على أجسامهم وأبدانهم في حالة صحية جيدة حيث يجب أن يتم هذا من خلال تلقي التغذية المناسبة، وممارسة الأنشطة البدنية بصورة معتدلة حيث سيترتب على هذا تحجيم الحالة التطورية للمرض ومن ثم سيكون المريض بصحة جيدة.
في حالة سيطرة الحالة الجسدية الواهية على الأشخاص المصابين بفيروس نقص المناعة البشرية بسبب سوء التغذية ، فسوف يترتب على هذا الأمر إصابة المريض بحالة من الاكتئاب ومن ثم إتباع سلوكيات محفوفة بالمخاطر حيث أنهم سيكونون عرضة للإصابة بسلالات شديدة الضراوة ومقاومة للأدوية من فيروس نقص المناعة البشرية، والإصابة بالأمراض المنقولة جنسيا مثل السيلان، والزهري، وجدري الماء… إلخ، مما يؤدي إلى نمو فيروس نقص المناعة البشرية بشكل سريع، ويصبح الجسم أكثر عرضة للعدوى الانتهازية، ومن هنا سينتقل المرض بسرعة إلى المرحلة النهائية.
لذلك، يحتاج الأشخاص المصابون بفيروس نقص المناعة البشرية إلى اتباع أسلوب حياة صحي حيث ضمان كمية كافية من الطاقة البدنية. بالإضافة إلى أهمية أن يكون الطعام ومياه الشرب في صورة صحية، والعمل على تناول الفواكه والخضروات النظيفة بصورة جيدة، والنوم على الأقل 7 ساعات في اليوم.
3) التخفيف من القلق والتوتر
يحتاج الأشخاص المصابون بفيروس نقص المناعة البشرية إلى ضرورة الحفاظ على الأنماط النفسية الجيدة حيث يمكن أن يؤدي الاكتئاب واليأس وفقدان الثقة بسبب وصمة العار الاجتماعية والتمييز إلى مرض أسوأ ومن ثم تسهل عملية نشر فيروس نقص المناعة البشرية للآخرين.
لذلك، يجب على الأفراد المصابين بفيروس نقص المناعة البشرية أن يقوموا بإتباع سُبل العيش التفاؤلية حيث يعد هذا المفتاح هو أحد أهم المفاتيح المعنية بالحفاظ على الحالة الصحية من التدهور. إلى جانب هذا، فيحتاج الأشخاص المصابون بفيروس نقص المناعة البشرية أيضا إلى ضرورة العمل على ممارسة الرياضة بنشاط لمدة 20-30 دقيقة على الأقل يوميا وممارسة الرياضة المناسبة.
ينصح أيضا بأهمية المشاركة في الأنشطة الاجتماعية أو المبذولة في مجموعات الدعم أو نوادي المساعدة الذاتية حيث العمل على قضاء المزيد من الوقت في الاسترخاء والراحة، ومن هنا تبدو الروح في حالتها الأكثر استرخاء وتفاؤل.
4) العمل على تدعيم وتقوية الجهاز المناعي
يحتاج الأشخاص المصابون بفيروس نقص المناعة البشرية إلى تغذية الجسم وزيادة مقاومة الجهاز المناعي حيث تعد هذه هي القضية الأساسية التي تحدث فرقا في صحة المرضى.
بوجه عام هناك العديد من الطرق لزيادة المقاومة، وهو أمر مفيد لصحة الأشخاص المصابين بفيروس نقص المناعة البشرية، وإذا تطور الأمر إلى استخدام أي أدوية أو مكملات غذائية أو فيتامينات، فيجب أن يتم هذا تحت إشراف طبي من قبل الأطباء المختصين.