كما نعلم جميعا أن شرب القهوة عادة يمارسها الكثير من الأشخاص خاصة في فترات الصباح أو على مدار أوقات متنوعة من اليوم ولكن هل يعد هذا الروتين آمن بشكل مطلق؟ هل يستطيع الأفراد الذين يقومون بتناول مكملات الكالسيوم شرب القهوة بدون أي مخاوف أو محاذير؟ هذا ما سنتعرف عليه اليوم من خلال سطورنا القادمة بشكل توضيحي مفسر.
الكالسيوم
يعد معدن الكالسيوم من أهم المعادن الصحية للجسم والأساسية للحفاظ على صحة العظام والأسنان، بالإضافة إلى دورها الفعال مع الأعصاب والعضلات ووظيفة الأوعية الدموية والهرمونات داخل الجسم.
من هنا يجب علينا معرفة أن كمية الكالسيوم في الجسم تعتمد على المرحلة والعمرية والنوع، ويتم العمل على إستكمالها من خلال الطعام الصحي المتناول في الأنظمة الغذائية أو عن طريق المكملات الغذائية والتي ينصح أن تكون تحت إشراف طبي.
في حين أن بعض الأطعمة تزيد من نسب الكالسيوم داخل الجسم، إلا أن الكثير من الناس يتساءلون عما إذا كانت القهوة التي تحتوي على الكافيين وهي عبارة عن مشروب شائع في جميع أنحاء العالم تؤثر على امتصاص الكالسيوم داخل الجسم أم لا؟
الكافيين والكالسيوم المتواجد داخل الجسم
قام بعض الباحثين بطرح بعض النظريات التي تشرح كيف يؤثر الكافيين على الكالسيوم في الجسم؟ ومن هنا قد تم إثبات أن أمر تناول الكافيين يمكن أن يؤثر على نمو العظام، ويتسبب في إصابتها بالبطء. إلى جانب دوره السلبي في عملية تعظم الغضروف، وهي عبارة عن عملية تجدد الغضروف إلى عظام جديدة بمساعدة الكالسيوم.
الجدير بالذكر أيضا أن الكافيين يتداخل مع كيفية امتصاص الجسم للكالسيوم من الطعام ويمكن أن يزيد من كمية الكالسيوم التي تفرزها الكلى حيث يمكن أن تقلل هاتان الآليتان من كمية الكالسيوم الموجودة لدى الشخص في داخل الجسم.
لا يمكننا أيضا أن نتغافل عن عملية تداخل الكافيين أيضا مع كيفية ارتباط فيتامين (د) بالمستقبلات حيث يساعد هذا الفيتامين الأمعاء على امتصاص الكالسيوم، لذلك يمكن أن يؤثر هذا التأثير بشكل مباشر على كمية الكالسيوم المتواجدة بالجسم.
إلى جانب هذا وذاك، يعد استهلاك الكافيين أيضا من الأمور التي يمكن أن تقلل من مستويات الإينوزيتول، وهو البروتين الذي يلعب دورا في استقلاب الكالسيوم في الدم، بالإضافة إلى أنه مع وجود إينوزيتول أقل في الدم، فسوف تقضي الكلى على المزيد من الكالسيوم وسيمتص الجسم كمية أقل منه من خلال الأمعاء.
إقرأ أيضا: إحذري سيدتي.. تناول القهوة مع هذه العناصر الدوائية
كمية الكافيين المتناوله وتأثيرها على الجسم
مع اختلاف التوصيات لكل شخص، وطبقا للكثير من الأبحاث والدراسات، فينصح بضرورة أن تحد النساء الحوامل من تناول الكافيين إلى 200 ملغ يوميا أما بالنسبة للبالغين الأصحاء فتبلغ النسبة 400 ملغ وهذا بشكل عام.
أما فيما يخص الأطفال والمراهقين، فينصح تماما بضرورة البعد عن استخدام المشروبات التي تحتوي على الكافيين، وهذا بسبب الآثار السلبية لهذه المادة على أصحاب هذه الفئة العمرية والتي من الوارد أن تتمثل في المعاناة من صعوبة النوم وارتفاع ضغط الدم والإصابة ببعض أنواع الخلل العاطفي.
على الرغم من أن الدراسات قد أثبتت كيفية تأثير الكافيين على استقلاب الكالسيوم، إلا أن الباحثين ما زالوا غير متأكدين مما إذا كانت هذه التأثيرات تساهم في هشاشة العظام بصورة مباشرة أم لا، ومع ذلك تشير النتائج إلى أن استهلاك المزيد من الكافيين قد يترافق مع زيادة فقدان الكالسيوم، والذي يرتبط بشكل غير مباشر بهشاشة العظام.
كيفية مواجهة آثار الكافيين عند تناول الكالسيوم
بالنسبة لبعض الأشخاص الذين لا يستطيعون التخلي عن عادة شرب القهوة كل يوم، فهل هناك طريقة للتغلب على هذا التأثير السلبي؟
يوصى العديد من الأطباء والمختصين بضرورة تجنب شرب القهوة والمشروبات الأخرى التي تحتوي على الكافيين قبل 30 دقيقة من تناول الكالسيوم أو بعد تناوله.
إلى جانب هذا، فيمكن للأشخاص الذين يشربون القهوة بانتظام محاولة تعويض فقدان الكالسيوم عن طريق إضافة الحليب أو الكالسيوم إلى أنظمتهم الغذائية. لأنه إذا كان النظام الغذائي لا يحتوي على ما يكفي من الكالسيوم، فسوف يبدأ الجسم في الحصول على الكالسيوم من الأسنان والعظام.
لذا، وعند الرغبة في منع حدوث الإصابة بهشاشة العظام، فيوصى بضرورة تكملة الكمية الموصى بها من الكالسيوم وفيتامين د من خلال النظام الغذائي اليومي حيث يمكن للأشخاص الذين يحصلون على المدخول اليومي الموصى به من الكالسيوم وفيتامين د (RDA) مواجهة العديد من الآثار السلبية المحتمل حدوثها جراء تناول عنصر الكافيين.
ينصح بعض الخبراء بأنه حتى أثناء تناول كمية صغيرة من الحليب، فمن الممكن أن يعوض هذا المقدار البسيط عن المخاطر المحتملة الناجمة عن تناول الكافيين. وفقا لذلك، فيمكن للأشخاص الذين يشربون القهوة بانتظام محاولة تعويض فقدان الكالسيوم عن طريق إضافة الحليب أو أطعمة الكالسيوم إلى جميع أنظمتهم الغذائية المعتادة.