على الرغم من الألم المصاحب لوخز الإبر إلا أن الأمر يستحق العناء حيث تكون الحاجة ضرورية , ففي بعض الأحيان قد يجد الطبيب أن حالة المرأة الحامل تستدعي حصولها على حقنة الرئة وهي نوع من الحقن التي يتم وصفها من قبل أطباء النساء والتوليد للسيدات المتوقع أن تكون ولادتهم قبل الآوان الطبيعي للولادة ,وقبل اتمام مدة الحمل التي تصل إلى 40 أسبوعا , وربما يبعث الأمر كثيرا من القلق والمخاوف حتى أنه يشكل صدمة بالنسبة للمرأة حيث تخشى على حملها .. وسوف نقدم من خلال مقالنا التالي كافة المعلومات التفصيلية حول حقنة اكتمال الرئة للنساء الحوامل .
حول حقنة اكتمال الرئة للحامل
إذا وجد الطبيب أن وضع الجنين أو حالة الولادة بوجه عام متعسرة فعندئذ قد ينصح بضرورة إجراء الولادة القيصرية من خلال شق في البطن دون انتظار للمدة الطبيعية التي تصل إلى أشهر كاملة فإنه بعض الأعضاء الحيوية في جسد الجنين قد لاتكون حققت النضوج الكامل لذلك يتجه الطبيب إلى وصف تلك الحقنة بغرض المساعدة في عملية اكتمال رئة الجنين من خلال التدخل الطبي بعلاجات خارجية , وربما يكمن مصدر القلق نابعا في الأساس من نسبة الكورتيزون الموجودة في مكونات الحقنة , والتي على الرغم من كونها قليلة إلا أنها تتمتع بأهمية كبرى في تحسين الوظائف الرئوية ودعم عملية التنفس السليم لدى الجنين وذلك لضمان النضج التام لهذا العضو قبل الولادة وبدون نقصان حتى لايتسبب ذلك في مواجهة مشكلات صحية بعد وصوله للحياة
ماهي حقنة الرئة للمرأة الحامل؟
سواء أطلق عليها حقنة الرئة كإختصار معبر عن ذلك الإجراء الطبي الذي تخضع له المرأة خلال فترة الحمل بما يوفر الحماية اللازمة لصحة الجنين القابع في الرحم من مواجهة مشكلات تعوق تنفسه بشكل طبيعي بعد خروجه إلى الحياة , حيث يتم حقن مادة الكورتيزون بنسب طبية مصرح بها مما يعمل على الإسراع من معدلات نضوج رئة الجنين والعمل على تنشيطها من أجل افراز أحد المواد التي تعرف ب”السيرفاكتانت”، والتي تعد هي المادة الرئيسية الخافضة لتأثير التوتر السطحي في الرئتين ,وبالتالي سوف يدعم ذلك التنفس الطبيعي للطفل بعد ولادته
ماالجرعة الآمنة من حقنة الرئة ؟
ليس شرطا أن يتم وصف تلك الأنواع من الحقن لجميع النساء الحوامل فالأمر مرهون بأن تقتضي الحالة بناءا على استشارة الطبيب المختص , لذلك لن يكون هناك داعي للقلق المفرط حيث يقرر الطبيب الجرعة المحددة والمناسبة والتي تكون ضئيلة وتقدر بحوالي 8 مللي في مرة الحقن الواحدة, ويتم تقسيم الجرعة على أساس 4 حقن موزعة على يومين , ويتم الحصول عليها في العادة في بدايات الشهر الثامن حيث يكون لها تأثير محفز لتكملة حالات النقص في رئة الجنين مما يساعده على التقاط أنفاسه الأولى عقب ولادته دون الحاجة إلى الدخول إلى الحضانة , ومن المهم معرفة أنها تفقد أهميتها ولايكون هناك جدوى من ورائها في بالوصول إلى نهاية الشهر الثامن أو بلوغ أول الشهر التاسع , وقد تم التحقق من مدى أمانها في عدم إلحاق أي أضرار بصحة كلا من الأم والجنين
اقرأ أيضا حقن التيتانوس .. لاتتجاهلي الحصول عليها منعا للعدوى
التوقيت المناسب للحصول على حقنة الرئة أثناء الحمل
في الغالب , قد يجد الطبيب أثناء المتابعة الدورية للحمل بأن حالة المرأة تستوجب ولادة مبكرة والتي تكون قبل الموعد الطبيعي المقرر للولادة وتحديدا قبل الأسبوع 37 من الحمل , ويوجد أكثر من سبب يجعل المرأة الحامل أكثر عرضة لمخاطر المخاض المبكر ومن ضمنها :
- نزول السائل نتيجة كسر وتمزق الغشاء السلوي المحيط بالجنين قبل الموعد المقرر للولادة وتعرف الحالة أيضا بتدفق ماء الجنين
- الحمل المتعدد لأكثر من طفل واحد وقد يكون توأم أو أكثر من ذلك
- تعرض المرأة الحامل لبعض المشكلات الطبية ومن أبرزها تسمم الحمل والذي يقترن بإرتفاع ضغط الدم , قصور وضعف عنق الرحم
- وجود تاريخ طبي سابق من حالات المخاض المبكر
يرى معظم أخصائي النساء والتوليد بأهمية أن تحصل المرأة المتوقع أن تكون موعد ولادتها أبكر من التاريخ المفترض للولادة تلك الحقنة في الفترة التي تتراوح بين الأسبوع الـ24 والـ34 من رحلة الحمل، بينما قد يظل مسموحا بأخذها حتى الأسبوع الـ36 إذا كان هناك حاجة طبية .
كيفية إعطاء حقنة اكتمال رئة الجنين
لعل الآلية التي يتم من خلالها حقن إبرة الرئة للمرأة الحامل تقوم على الحصول عليها في صورة جرعات دوائية يتم حقنها في منطقة العضل الخلفية , وفي العادة ينصح الطبيب بما يتراوح بين جرعتين أو ثلاث جرعات بفاصل زمني يقع ما بين 12 إلى 24 ساعة مابين كل جرعة وأخرى , وتتوقف أعداد الجرعات المحددة بناء على الوضع الصحي للأم وإرشادات الطبيب المختص
فوائد حقنة اكتمال الرئة
- تضاؤل فرص تعرض إصابة الجنين بأزمات تنفسية بعد الولادة
- قلة مخاطر الإصابة بإضطراب الضائقة التنفسية لدى الأطفال الخدج والناجمة عن نقص في مستويات نضوج الرئة
- تدعيم الأهمية الوظيفية لرئتي الجنين بما يعزز قدرات التنفس الطبيعية