بالنسبة لمرضى السكري، يلعب النظام الغذائي المتوازن دورا مهما للغاية في التحكم بنسبة السكر الصحية في الدم، وعند الحديث عن المكسرات تحديدا فينتاب الكثير من أصحاب هذه الحالة المرضية الكثير من مشاعر القلق تجاه روتين تناولها. لذا، قررنا أن نجيب اليوم على تساؤل هام آلا وهو ما مدى آمان تناول مرضى السكري للمكسرات؟.. هذا ما سنتعرف عليه الآن من خلال سطور مقالنا القادمة.
مرضى السكري والمكسرات
يمكن لمرضى السكر تناول المكسرات، طالما يتم استهلاكها بكميات معقولة، فالجدير بالذكر أن معظم المكسرات تحتوي على نسبة منخفضة من السكر (GL أقل من 20) ونسبة عالية من العناصر الغذائية المفيدة للجسم مثل الألياف والدهون غير المشبعة والبروتين والفيتامينات والمعادن، مما يدعم هذا الأمر من عملية التحكم بنسبة السكر في الدم وبكل سلاسة.
يمكن للمكسرات أيضا، وخاصة إذا تم تناولها باعتدال، أن تقوم بجلب العديد من الفوائد الجيدة لمرضى السكري حيث من الوارد أن تتمثل في أنها تدعم عملية التحكم بنسبة السكر في الدم، وضبط الوزن قدر الإمكان، والتقليل من مخاطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، وما إلى ذلك.
بوجه عام، لمعظم المكسرات دور رائع وجيد لمرضى السكر لأن لها حمل منخفض من نسبة السكر في الدم (GL أقل من 10) ولكنها غنية بالألياف الغذائية التي تعمل على إبطاء امتصاص السكر من المجموعات الغذائية الأخرى، وبالتالي دعم المرضى للتحكم في نسبة السكر في الدم بشكل فعال وخاصة بعد تناول مثل هذه الوجبات الخفيفة.
إلى جانب هذا، تحتوي المكسرات على مستويات عالية من مضادات الأكسدة مثل فيتامين هـ والسيلينيوم وحمض الإيلاجيك والفلافونويد والبوليفينول، فالجدير بالذكر أن جميع هذه العناصر الغذائية قادرة على تثبيط تفاعلات الإجهاد التأكسدي في الجسم، وبالتالي تعزيز الخصائص المضادة للالتهابات وحماية وظيفة الخلية، ودعم الوقاية من المضاعفات التي يسببها مرض السكري مثل أمراض القلب والأوعية الدموية وأمراض العيون والفشل الكلوي وما إلى ذلك الكبد الدهني والدم الدهني وتقرحات الأطراف السفلية.
بالإضافة إلى ذلك، لبعض المكسرات مثل الجوز وبذور الكتان دورا رائعا في إمداد الجسم بالكثير من أوميغا 3 وهو عبارة عن حمض دهني له تأثير فعال في تحسين تكوين الدهون بالدم، مما يقلل هذا الأمر من خطر الإصابة بمضاعفات تصلب الشرايين لدى مرضى السكر.
من هنا يمكننا القول، بأنه غالبا ما تحتوي المكسرات المفيدة لمرضى السكر على مستويات عالية من مضادات الأكسدة والمواد المضادة للالتهابات مثل أوميغا 3 والبوليفينول والسيلينيوم والألياف القابلة للذوبان وما إلى ذلك.
في داخل الجسم، يظهر تأثير هذه المواد المهدئ للآفات والالتهابات الناجمة عن ارتفاع السكر في الدم، وبالتالي مساعدة المرضى على منع المضاعفات الشائعة مثل التهاب المفاصل والتهاب الكبد والتهاب الأعصاب المحيطية وما إلى ذلك.
أهم أنواع المكسرات المفيدة لمرضى السكري
أولا: الفول السوداني
يعتبر تناول الفول السوداني باعتدال من أهم العادات الغذائية الآمنة لمرضى السكري، لأنه لا يشكل الخطر الشائع لأصحاب هذه الحالة المرضية والذي يتمثل في ارتفاع مفاجئ بنسبة السكر في الدم بعد تناول الطعام.
بالإضافة إلى ذلك، فإن المحتوى العالي من الألياف الموجود في الفول السوداني والذي يتراوح من (9 جم / 100 جم) يساعد أيضا على إطالة الشبع والتحكم في الشهية وإبطاء امتصاص السكر في الأمعاء.
يجب العلم أيضا، أن روتين تناول الفول السوداني مفيد جدا أيضا لصحة القلب حيث يرجع السبب في ذلك إلى أنه يحتوي على الكثير من الدهون غير المشبعة، والتي تساعد في محاربة الالتهاب وتمنع تكوين لويحات تصلب الشرايين التي تسد الأوعية الدموية، وبالتالي تقلل من مخاطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية لدى مرضى السكر.
ثانيا: الكاجو
قد يكون الكاجو أحد المكسرات المفيدة لمرضى السكري والتي تحتاج إلى التفكير في إضافتها على الفور إلى داخل أنطتهم الغذائية.
على سبيل التوضيح، وبالإضافة إلى انخفاض مؤشر نسبة السكر في الدم والمحتوى العالي من الألياف المتواجد في الكاجو إلا أنه، يحتوي أيضا على الكثير من عنصر المغنيسيوم حيث يمكن أن يوفر مقدار 100 جرام من الكاجو حوالي 292 مجم من المغنيسيوم، وهو ما يلبي حوالي 70٪ من متطلبات المغنيسيوم اليومية لدى البالغين.
وفقا للعديد من الدراسات والأبحاث، فإن امتصاص حوالي 500 – 1000 مجم من المغنيسيوم / يوم يمكن أن يساعد في خفض ضغط الدم إلى حوالي 5.6 / 2.8 ملم زئبق، مما يساعد هذا مرضى السكري على منع مضاعفات ارتفاع ضغط الدم وحماية صحة القلب والأوعية الدموية.
ثالثا: اللوز
قد لوحظ أن مكملات اللوز قادرة على مساعدة مرضى السكر في استقرار نسبة السكر بالدم حيث يحدث هذا الأمر من خلال تحسين أداء التمثيل الغذائي للجلوكوز في الجسم.
بالإضافة إلى ذلك، وبفضل محتوى اللوز العالي من الدهون غير المشبعة وهي مادة ذات خصائص مضادة للأكسدة ومضادة للالتهابات، فسوف تساعد هذه النوعية من المكسرات أيضا على تحسين تكوين الدهون في الدم، وبالتالي المساهمة في تقليل مخاطر الإصابة بمضاعفات القلب والأوعية الدموية المرتبطة بمرض السكري.
رابعا: الجوز
عند ذكر الجوز فيجب على الفور ذكر أحماض أوميجا 3 الدهنية ذات الدور الفعال في العمل على تحسين حساسية الأنسولين للخلايا، وبالتالي دعم التحكم الفعال في نسبة السكر بالدم لدى الأشخاص المصابين بداء السكري من النوع 2.
بالإضافة إلى ذلك، تحتوي هذه النوعية من المكسرات أيضا على نسبة عالية من أوميغا – 6. لذا، وعند الجمع ما بين أوميغا 3 وأوميغا 6، فسوف يساعد هذا على تعزيز التأثير المضاد للالتهابات، ومنع تكوين البلاك الذي يسبب تصلب الشرايين، وبالتالي التقليل من مخاطر الإصابة بالنوبات القلبية وفشل القلب والسكتة الدماغية وما إلى ذلك وخاصة التي من الوارد أن يتعرض لها مرضى السكري.
خامسا: الفستق
يحتوي الفستق على الكثير من الألياف والعناصر الغذائية التي يمكن أن تبطئ من عملية امتصاص السكر في الأمعاء، مما يدعم هذا من عملية التحكم في نسبة السكر بالدم وعلى النحو الأمثل.
بالإضافة إلى ذلك، يحتوي الفستق أيضا على الكثير من مضادات الأكسدة ذات الخصائص المضادة للالتهابات مثل البوليفينول والكاروتينات والريسفيراترول وما إلى ذلك.
يمكن أن يساهم وجود هذه المركبات في التقليل من مخاطر الإصابة بالعديد من المضاعفات المرتبطة بمرض السكري مثل أمراض القلب والأوعية الدموية أو الفشل الكلوي أو اضطرابات التمثيل الغذائي المتمثلة في ارتفاع ضغط الدم والسمنة والدم الدهني وما إلى ذلك.
ملاحظات هامة يجب مراعاتها عند تناول مرضى السكري للمكسرات
المكسرات مفيدة لمرضى السكري بصورة كبيرة، ومع ذلك لا ينبغي أن يتم تناولها بكثره كما ذكرنا من قبل، فالمعدل المسموح يتراوح من 55-75 جراما فقط يوميا، أي ما يعادل حوالي قبضة أو قبضتين صغيرتين.
يجب العلم، أنه من الممكن أن يؤدي تناول الكثير من المكسرات إلى زيادة الوزن بشكل غير منضبط، مما يجعل التحكم في نسبة السكربالدم أكثر صعوبة. في الوقت نفسه، تحتوي بعض المكسرات على نسبة عالية من الكربوهيدرات، والتي يمكن أن تزيد من نسبة السكر في الدم وتعزز من مضاعفات مرض السكري التي تبدأ إذا تم تناولها بكميات زائدة.
لذلك، يجب على مرضى السكر تناول المكسرات باعتدال، ومراقبة مستويات السكر في الدم بانتظام واستشارة الطبيب للحصول على المشورة حول كيفية دمج المكسرات إلى داخل الأنماط الغذائية لهذه الحالة المرضية.