كما نعلم جميعا أن مرض السكري هو عبارة عن اضطراب استقلابي مزمن، لا يقتصر تأثيره فقط على نسبة السكر في الدم ولكنه يرتبط ارتباطا وثيقا بعسر وفرط شحميات الدم، ومن ثم أصبح أمر التحكم في الدهون بالدم هو أحد أهم الأهداف المهمة في علاج مرض السكري لتقليل مخاطر حدوث مضاعفات وتحسين نوعية الحياة قدر الإمكان. لذا، سنتحدث اليوم عن الآلية الصحيحة التي يجب أن يقوم مرضى السكري بإتباعها عند القيام باستخدام أدوية فرط شحميات الدم لتحقيق أفضل النتائج الصحية.
عواقب فرط شحميات الدم لدى مرضى السكري
عواقب فرط شحميات الدم لدى مرضى السكري
من الوارد أن يتعرض مرضى السكري، وخاصة من يعانون داء السكري من النوع 2، لأزمة فرط شحميات الدم والتي من الوارد أن يترتب عليها الآتي:
- زيادة الدهون الثلاثية (TG).
- التقليل من كوليسترول البروتين الدهني عالي الكثافة (الدهون الجيدة HDL-C).
- ارتفاع كوليسترول البروتين الدهني منخفض الكثافة (LDL-C – الدهون السيئة).
على سبيل التوضيح، يرتبط هذا الاضطراب بمقاومة الأنسولين، مما يزيد هذا الأمر من تخليق الدهون الثلاثية في الكبد، ويقلل من تحلل الدهون، ويحد من نشاط إنزيم ليباز البروتين الدهني، ومن ثم يترتب على هذا الأمر زيادة نسب الدهون في الدم والمعاناة من تصلب الشرايين، مما يزيد هذا الأمر من خطر الإصابة بالنوبات القلبية والسكتات الدماغية.
من هنا يمكننا القول ايضا، بأن الأشخاص المصابون بداء السكري هم أكثر عرضة للإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية بمقدار 2-4 مرات عن الأفراد العاديين حيث تشمل المضاعفات الرئيسية ما يلي:
- زيادة مخاطر التعرض لمرض الشريان التاجي الناتج عن الإصابة بالنوبات القلبية.
- يزيد مرض الأوعية الدموية الدماغية من خطر الإصابة بالسكتة الدماغية بسبب نقص التروية الدماغي.
- يؤدي مرض الأوعية الدموية الطرفية إلى حدوث عواقب وخيمة يمكن أن تؤدي إلى نخر الأطراف.
لذلك، يعد أمر التحكم الجيد في دهون الدم من أهم العوامل المعنية بالتقليل من مخاطر مضاعفات القلب والأوعية الدموية لدى مرضى السكري.
الآلية الصحيحة عند استخدام ادوية فرط شحميات الدم لدى مرضى السكري
الآلية الصحيحة عند استخدام ادوية فرط شحميات الدم لدى مرضى السكري
في بداية الأمر يقوم الطبيب بتوجيه المريض نحو ضرورة إتباع الأنماط الحياتية الصحية من تناول الأغذية المناسبة وممارسة التمارين الرياضية والبعد عن أنماط الكسل والخمول، ولكن في حال عدم نجاح هذه التغيرات، فسوف يتم اللجوء إلى وصف الأدوية المعنية بالتحكم في الدهون الموجودة بالدم.
تشمل الأدوية شائعة الاستخدام ما يلي:
1) مجموعة الستاتين: يعد هذا هو الخيار الأول لخفض LDL-C، والذي له تأثير في تقليل مخاطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، فالجدير بالذكر أن هذه الأدوية عادة ما تتمثل في أدوية (أتورفاستاتين – روسوفاستاتين – سيمفاستاتين)، وفيما يخص مرضى السكر الذين يعانون من ارتفاع مخاطر القلب والأوعية الدموية، فيجب العمل على استخدام العقاقير المخفضة للكوليسترول ذات الطبيعية المتوسطة إلى عالية الكثافة.
2) مجموعة فيبرات: تعد هذه المنتجات الدوائية خيار مثالي لخفض الدهون الثلاثية، وزيادة HDL-C، ومن ضمن أنواعها الشائعة والشعبية يمكننا أن نقوم بذكر الفينوفيبرات، الفيبروزيل، والتي غالبا من يتم وصفها للمرضى الذين لديهم مستويات أعلى من الدهون الثلاثية 2.3 مليمول / لتر (200 مجم / ديسيلتر)
3) مجموعة مثبطات PCSK9: تساعد بعض أنواع الأدوية مثل alirocumab و evolocumab على تقليل LDL-C بشكل كبير، والتي غالبا ما يتم وصفها للمرضى الذين يعانون من مخاطر عالية جدا للقلب والأوعية الدموية.
4) أوميغا 3: ثبت أن أحماض أوميغا 3 الدهنية تساهم بشكل رئيسي في العمل على خفض الدهون الثلاثية، والتقليل من مخاطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، ويشار إليها غالبا عندما تكون مستويات الدهون الثلاثية أعلى من 5.6 مليمول / لتر (500 مجم / ديسيلتر).
التطورات العلاجية الجديدة في علاج فرط شحميات الدم لدى مرضى السكري
أولا: الأدوية العلاجية الجديدة
الأدوية العلاجية الجديدة
يعد دواء Inclisiran هو العلاج التدخلي الأول والوحيد للحمض النووي الريبي الصغير (siRNA) والذي يعمل على تقليل كوليسترول البروتين الدهني منخفض الكثافة (LDL-C).
بوجه عام، يشار إلى هذا الدواء كعامل مساعد للنظام الغذائي، وهذا للعمل على علاج البالغين المصابين بأمراض القلب والأوعية الدموية والوقاية من أزمة تصلب الشرايين أو ارتفاع نسبة الكولسترول في الدم، فمن الهام معرفة أن لهذا الدواء تأثير فعال في المساعدة على تقليل LDL-C لفترة زمنية طويلة حيث يتم من خلال الحقن كل 6 أشهر.
إلى جانب هذا، فيأتي أيضا دور حمض البيمبيدويك، وهو عبارة عن دواء فعال يساعد في العمل على تقليل الكوليسترول السيئ، والذي يشار إليه كعامل مساعد للنظام الغذائي والأدوية المتناولة من الستاتين، بالإضافة إلى ذلك، فيأتي دور الأدوية التي تمنع تخليق الكوليسترول الكبدي، والتي يمكن استخدامها كبديل للكوليسترول للمرضى الذين يعانون من عدم تحمل الستاتين.
ثانيا: التكنولوجيا الحيوية
التكنولوجيا الحيوية
مع هذه النوعية العلاجية يتم تطبيق الآتي:
– العمل على دراسة العلاج الجيني لتعديل الجينات المرتبطة بعسر شحميات الدم.
– تطبيق الذكاء الاصطناعي في العلاج لدعم تخصيص أنظمة العلاج بناء على البيانات البيولوجية طبقا لحالة كل مريض.