يتراود على مسامعنا في بعض الأوقات، قيام المحيطون بنا بتوجيه نصيحة غذائية هامة تتمثل في ضرورة تناول الطعام بشكل بطيء ومتريث لعدم إجهاد المعدة في عملية الهضم، ولكن هل هذا الأمر يقتصر على صحة الأمعاء فقط أم يمتد لما هو أعمق وأشمل من تبعيات صحية عديدة ومتنوعة تتعلق بعملية التخلص من الوزن الزائد؟. بمزيد من السرد التوضيحي أكثر، سوف نتحدث عن آلية تناول الطعام ببطء وما هي الفوائد الصحية التي تعود على الجسم جراء هذا الروتين؟ وما علاقته بعملية إنقاص الوزن؟.
ما هي الفوائد التي تعود على الجسم عند تناول الطعام ببطء؟
ما هي الفوائد التي تعود على الجسم عند تناول الطعام ببطء؟
عند الحديث عن عادة تناول الطعام بشكل بطيء، فمن الهام معرفة أن لهذا الروتين العديد من الفوائد الصحية والتي من الوارد أن تتمثل في السماح للدماغ بتلقي إشارات الشبع في الوقت المناسب.
على سبيل التوضيح، تستغرق عملية الشبع التي تشير إلى أن الجسم قد قام بتناول ما يكفي من الطعام حوالي 15 إلى 20 دقيقة، ومن ثم وفي حال تناول الطعام بشكل سريع، فسوف نتجه نحو تجاوز هذه العتبة قبل أن نشعر بالشبع الفعلى. إلى جانب هذا، فتساعد عادة تناول الطعام ببطء أيضا في العمل على ظهور هرمونات الشبع مثل اللبتين وبناء عليه يتم تقليل الشهية.
بالإضافة إلى ذلك، تعزز عملية مضغ الطعام جيدا لفترات طويلة من إفراز هرمونات الشبع هذه، مما يساعد هذا الأمر على التحكم بشكل أفضل في تناول الطعام.
فيما يتعلق بالأبحاث والدراسات المعنية بهذا الأمر، فقد تم إثبات أن الأشخاص الذين يتناولون الطعام بسرعة لديهم نسب مرتفعة من مخاطر الإصابة بالسمنة عن أولئك الذين أتخذوا وقتا طويلا في عملية تناول الطعام.
لذلك، فإن قضاء الوقت المناسب في ممارسة عملية المضغ والاستمتاع بكل قضمة سيساعد في تقليل حجم الحصة المتناولة يوميا، وبالتالي تقليل إجمالي السعرات الحرارية دون الشعور بالكثير من مشاعر عدم الراحة، ومن ثم دعم عملية إنقاص الوزن والتخلص من معدلاته الزائدة.
إقرأ أيضا: 5 أضرار غير متوقعة لتناول الطعام والشراب أثناء الوقوف
ما هي أفضل الطرق الفعالة لإنقاص الوزن عن طريق تناول الطعام ببطء؟
ما هي أفضل الطرق الفعالة لإنقاص الوزن عن طريق تناول الطعام ببطء؟
عادة ما يتطلب روتين المضغ ببطء جهدا كبيرا في بداية الأمر، ولكن هناك بعض النصائح التي يجب أن يتم العمل على اتباعها لمحاولة ممارسة هذا السلوك بشكل صحي ويسير وفعال.
في بداية الأمر، يوصى بأهمية الجلوس بشكل مريح دون التعرض لعوامل تشتيت الانتباه حيث ينصح بضرورة البعد تماما عن التعرض للأجهزة الالكترونية مثل الموبايلات والتلفاز، ومع البدء في تناول الطعام فيجب أن يتم وضع الملعقة في الطبق بعد كل ملعقة للحصول على وقت للراحة حيث يمكننا أيضا حساب عدد مرات المضغ والتي قد تتراوح معدلاتها من 15 إلى 20 مرة لكل وجبة.
في هذه الأوقات، ينصح بأهمية اختيار الأطعمة التي تتطلب المزيد من المضغ مثل الخضروات النيئة أو الفواكه أو اللحوم الخالية من الدهون، وهذا للمساعدة على التركيز في طعم وملمس ورائحة كل طعام حيث تعد هذه الطريقة مستوحاة من أنماط الأكل الواعي خاصة عند الرغبة في الحصول على وجبة أكثر بطئا وإرضاء للحالة البدنية والصحية.
بناء على هذه الممارسة اليومية، فسوف تصبح هذه العادة من أهم الأنماط الغذائية الصحية ذات الدور الرائع والفعال في تحسين عملية الهضم والتحكم في معدلات الوزن الزائدة والغير مرغوب فيها.
ما هي أهم الأنماط الصحية التي يجب الجمع بينها للتخلص من الوزن الزائد؟
ما هي أهم الأنماط الصحية التي يجب الجمع بينها للتخلص من الوزن الزائد؟
على الرغم من أن روتين تناول الطعام ببطء يساعد على خلق الكثير من مشاعر الإمتلاء لفترات زمنية طويلة، إلا أن هذا الوضع لا يعني قيامنا بغض الطرف عن جودة الطعام المتناولة، فمن الهام معرفة أن عملية فقدان الوزن تتطلب توازنا عاما، بما في ذلك خيارات الطعام الصحية والمتنوعة، والغنية بالألياف والبروتين وقليلة السكر والدهون المشبعة والمليئة بمضادات الأكسدة والكثير من أنواع الفيتامينات.
في الواقع، فإن آلية تناول الطعام ببطء لن تستطيع أبدا أن تحل محل النظام الغذائي الصحي المتوازن والمغذي، ولكن على الجانب الآخر تعد فعالة في مساعدتنا على تجنب تناول الوجبات الخفيفة غير الضرورية والاستماع إلى الشهية الغذائية بشكل أفضل.
لذلك، يمكننا اعتماد روتين تناول الطعام ببطء كعامل مساعد رائع وفعال في عملية إنقاص الوزن حيث يجب دمجه في نهج متوازن داخل نظام غذائي أكثر شمولية، بالإضافة إلى ضرورة إتباع الأنماط الحياتية الصحية مثل ممارسة الأنشطة البدنية والتمارين الرياضية وهذا للتقليل من معدلات الوزن الزائدة والغير مرغوب فيها.
في نهاية الأمر، يجب العلم أن نمط تناول الطعام هذا ليس حلا معجزة ولكنه أداة إضافية تساعد في التحكم في كمية الطعام التي يتم تناولها.