تعد أزمة الحساسية الدوائية هي واحدة من أهم ردود الفعل السلبية التي يمكن أن تحدث أثناء القيام بتناول ببعض أنواع الأدوية العلاجية والمسكنات. الجدير بالذكر، أن مستوى الحساسية هنا يكون مختلف من فرد لآخر ويظهر من خلال الطفح الجلدي الخفيف، وحكة الجلد ثم قد يتطور الأمر إلى المعاناة من الحساسية المفرطة المهددة للحياة خاصة إذا لم يتم اكتشاف الأمر والعامل معه بشكل طبي مثالي في الوقت المناسب. من هنا، كان من الواجب علينا أن نقوم بالتعرف على ما هي الحساسية الدوائية؟ وما أهم العلامات الدالة عليها وكيف نستطيع وقاية أنفسنا منها قدر الإمكان؟.
ما المقصود بالحساسية الدوائية؟
ما المقصود بالحساسية الدوائية؟
تعد حساسية الدواء هي عبارة عن رد فعل مفرط الحساسية صادر عن الجهاز المناعي نتيجة التعرض لواحد أو أكثر من بعض المكونات الدوائية، والذي يمكن أن يكون المكون النشط الرئيسي للدواء أو عامل مساعد أو أحد المواد الحافظة.
يأتي هذا الأمر هنا على عكس الآثار الجانبية التي يمكن التنبؤ بها وغالبا ما تعتمد على الجرعة، فالحساسية الدوائية هنا مستقلة عن الجرعة وتميل إلى الحدوث لدى الأشخاص الذين يعانون من فرط الحساسية، فعادة ما تكون البداية ما بين بضع دقائق وبضع ساعات بعد استخدام الدواء.
ما هي علامات الإصابة بالحساسية الدوائية؟
ما هي علامات الإصابة بالحساسية الدوائية؟
في بداية الأمر، يجب العلم أن مظاهر الحساسية الدوائية متنوعة للغاية وتعتمد على موقع ونوع الدواء المستخدم. بشكل أكثر توضيحا، فتتمثل هذه الأعراض في الآتي:
1- في الحالات الخفيفة، قد يعاني المريض من الشرى أو الحمامي أو حكة الجلد أو الإحساس بالوخز أو الحرقان.
مع بعض الحالات الأخرى، فقد تظهر الوذمات الطفيفة في منطقة الجفن أو الشفة والتعرض للحمى الخفيفة والآلام في العضلات.
2- فيما يخص ردود الفعل الأكثر خطورة، فقد يعاني المرضى من الوذمة الوعائية (تورم سريع في الوجه والشفتين والحلق) مما يترتب على هذا الأمر خلق الكثير من مشاعر ضيق التنفس. بالإضافة إلى ذلك، قد تتجلى أزمة التشنج القصبي في الظهور، مما يتسبب هذا الأمر في المعاناة من السعال والصفير.
في الحالات الأكثر شدة، يمكن أن تحدث تفاعلات صدمة الحساسية مع مظاهر انخفاض ضغط الدم، وعدم انتظام ضربات القلب، والزرقة حتى قد يصل الأمر إلى زيادة مخاطر التعرض للوفاة خاصة إذا لم يتم توفير الرعاية الطارئة في الوقت المناسب.
3- إلى جانب هذا وذاك، فمن الممكن أن يؤدي عدد قليل من الحالات الخطيرة إلى حدوث المعاناة من متلازمة ستيفنز جونسون أو نخر الجلد الناجم عن الأدوية، مما يتسبب هذا في ظهور أضرار جسيمة للجلد والأغشية المخاطية للعينين والفم.
من الهام جدا معرفة، أن هذه المظاهر الخطيرة تحدث عادة في غضون بضع دقائق إلى بضع ساعات بعد تناول الدواء.
ما هي أهم أنواع الأدوية المسببة للحساسية الدوائية؟
ما هي أهم أنواع الأدوية المسببة للحساسية الدوائية؟
طبقا للأبحاث والدراسات، فقد لوحظ أن عدة مجموعات من الأدوية لديها معدلات أعلى من الحساسية، بما في ذلك:
- المضادات الحيوية مثل البنسلين والسيفالوسبورين والسلفوناميد والريفامبين.
- المسكنات غير الستيرويدية والأدوية المضادة للالتهابات مثل الإيبوبروفين وديكلوفيناك والأسبرين.
- أدوية الصرع مثل الفينيتوين والكاربامازيبين واللاموتريجين.
- أدوية النقرس مثل الوبيورينول.
- بعض أدوية التخدير مثل الليدوكائين والبروبوفول.
ما يجب علينا فعله عند الاشتباه في الإصابة بالحساسية الدوائية؟
ما يجب علينا فعله عند الاشتباه في الإصابة بالحساسية الدوائية؟
عند الاشتباه في وجود حساسية من بعض المنتجات الدوائية، فإن أول شيء يجب فعله هو ضرورة التوقف عن تناول هذا المنتج تماما وخاصة في حال ظهور بعض الأعراض المرضية الخطيرة مثل ضيق التنفس والإغماء وانخفاض ضغط الدم. يجب في هذه الأوقات، أن يتم الاتصال فورا بالطوارئ أو اصطحاب المريض إلى أقرب منشأة طبية.
أما في حال ظهور ردود فعل خفيفة مثل الحكة والاحمرار، فيمكننا أن نلجأ إلى تناول مضادات الهيستامين مثل لوراتادين أو سيتريزين ولكن يفضل أن يكون هذا الأمر أيضا تحت إشراف طبي من جانب المختصيين.
بشكل أكثر توضيحا، فمن الواجب على المرضى كتابة اسم الدواء ووقت التناول والأعراض التي عانوا منها لإبلاغ الطبيب أو الصيدلي بالأمر بشكل مفصل مع ضرورة عدم استخدام الدواء المسبب للحساسية سابقا، بما في ذلك الأدوية المتواجدة بنفس المجموعة.
كيف نستطيع وقاية أنفسنا من الحساسية الدوائية؟
كيف نستطيع وقاية أنفسنا من الحساسية الدوائية؟
للحد من مخاطر الإصابة بحساسية الدواء، فمن الواجب على المرضى ضرورة إبلاغ الطبيب المعالج أو الصيدلي بتاريخ أزمة الحساسية الدوائية هذه، ومن ثم سيساعد روتين حجب الوصفات الطبية أو الكبسولات التي تسببت في الحساسية سابقا في التحكم بالتداعيات المرضية واردة الحدوث.
يجب أيضا في هذه الأوقات، عدم إعادة استخدام الوصفات الطبية القديمة بشكل تعسفي أو اللجوء إلى استخدام أدوية الآخرين فالوقت والحالة الجسمانية تختلف ويجب عدم التعامل مع هذا الوضع بشكل ذاتي على الإطلاق.
بالنسبة للأشخاص الذين لديهم تاريخ من الحساسية الشديدة، فيوصى بضرورة حمل بطاقة تحذير أو سوار من حساسية الدواء ليتم علاجه على الفور في حالة حدوث حادث طبي.
في النهاية، يمكننا تلخيص الأمر بأن حساسية الدواء هي عبارة رد فعل غير طبيعي ولكن يمكن السيطرة عليها تماما خاصة إذا تم اكتشافه مبكرا وعلاجه بشكل صحيح حيث من الواجب على المرضى ألا يكونوا ذاتيين خاصة مع ظهوربعض الأعراض المرضية مثل الشرى أو الحكة الجهازية أو وذمة الشفاه، لأن هذه الـأعراض يمكن أن تكون رد فعل تحذيري على حالة صحية أكثر خطورة.