يعتبر فيتامين E من أهم أنواع الفيتامينات المعروفة منذ فترة طويلة في مجال العناية بالبشرة المعنية بالعمل على إبطاء عملية الشيخوخة، وتحسين صحة القلب وإمداد الجسم بالكثير والعديد من الفوائد. بالرغم من ذلك، وفي حال إتباع أنماط الاستخدام الغير سليمة مع فيتامين E، فمن الوارد أن يترتب على هذا الأمر حدوث العديد من المخاطر الصحية المحتملة، وبناء على هذا سنقوم فيما يلي بالتعرف على أهمها.
فيتامين E
فيتامين E
يعد فيتامين E هو الاسم العام لمجموعة من المركبات الجزيئية ومن أهمها α توكوفيرول حيث يعد هذا هو الشكل الأكثر نشاطا بيولوجيا في البشر.
يعمل هذا الفيتامين أيضا كمضاد للأكسدة قابل للذوبان في الزيت، ومن ثم يبرز دوره الفعال في حماية أغشية الخلايا من تلف الجذور الحرة والتي تؤدي بشكل رئيسي إلى شيخوخة الجلد والتنكس العصبي والعديد من الأمراض المزمنة.
مصادر فيتامين E الغذائية
تتمثل المصادر الطبيعية الغنية بفيتامين E بالأطعمة فيما يلي:
– الزيوت النباتية (زيت عباد الشمس – زيت جنين القمح – زيت الكانولا)
– المكسرات (اللوز – الكستناء – بذور عباد الشمس)
– الخضروات الداكنة (السبانخ – البروكلي)
– الحبوب الكاملة.
إقرأ أيضا: 10 أطعمة غنية بفيتامين E تعمل على تغذية البشرة
أضرار استخدام فيتامين E بطريقة خاطئة
على الرغم من أن فيتامين E من المغذيات الدقيقة الأساسية، إلا أنه إذا تم استخدامه بطريقة خاطئة خاصة عند تناوله في الجرعات العالية ولفترة طويلة، فمن الممكن أن ينتج على هذا الأمر حدوث العديد من الآثار الجانبية الخطيرة.
الجدير بالذكر أن هذه المخاطر تزداد بشكل أكبر لدى كبار السن أو الأشخاص المصابين بأمراض مزمنة أو الذين يتناولون أدوية طويلة الأمد.
بوجه عام، تتمثل هذه المخاطر فيما يلي:
أولا: التعرض للنزيف واضطرابات التخثر
التعرض للنزيف واضطرابات التخثر
يمكن أن يقوم فيتامين E بالعمل على منع تراكم الصفائح الدموية والتقليل من تخثر الدم الخفيف. لذا، وعند تناوله بجرعات عالية (أكثر من 400 وحدة دولية في اليوم) خاصة عند دمجه مع مضادات التخثر مثل الوارفارين أو الأسبرين أو كلوبيدوجريل، فقد يترتب على هذا الأمر زيادة مخاطر التعرض للنزيف.
من الهام معرفة، أن هذه الحالة المزعجة من النزيف يمكن أن تصيب الجهاز الهضمي، أو مناطق تحت الجلد … إلخ.
ثانيا: زيادة مخاطر الإصابة بسرطان البروستاتا
زيادة مخاطر الإصابة بسرطان البروستاتا
طبقا لبعض الأبحاث والدراسات، فقد تم التحقق من أنه في حال تناول معدلات مرتفعة من فيتامين E والتي قد تبلغ 400 وحدة دولية يوميا، فسوف يزيد هذا الأمر من خطر الإصابة بسرطان البروستاتا بنسبة كبيرة ومقلقة.
الجدير بالذكر، أن هذه المخاطر قد تكون مرتفعة بشكل خاص لدى الأشخاص الذين لا يعانون من نقص في فيتامين E، مما يشير هذا إلى أن الإفراط في تناوله يمكن أن يؤدي إلى حدوث نتائج عكسية.
ثالثا: المعاناة من اضطرابات الجهاز الهضمي
المعاناة من اضطرابات الجهاز الهضمي
يمكن أن يسبب الاستخدام طويل الأمد لفيتامين E وبجرعات عالية في حدوث يعض الآثار الجانبية مثل الغثيان والإسهال والانتفاخ والتعب والصداع.
تبلغ الجرعات العالية هنا أكثر من 1000 وحدة دولية في اليوم، ومن ثم يمكن أن يؤثر هذا الأمر على الكبد أو يزيد من إنزيماته أو يتسبب في الشكوى من عسر شحميات الدم. إلى جانب إمكانية معاناة بعض الحالات من تلف الأعصاب الطرفية وإن كان هذا الأمر نادرا إلى حد ما.
رابعا: التفاعلات السلبية عند الدمج مع المغذيات الدقيقة
التفاعلات السلبية عند الدمج مع المغذيات الدقيقة
قد يزيد فيتامين E عند تناوله مع بيتا كاروتين لدى المدخنين من مخاطر الإصابة بسرطان الرئة، بالإضافة إلى إمكانية قيام هذا الفيتامين بالتقليل من فاعلية بعض الأدوية الخافضة للدهون في الدم (العقاقير المخفضة للكوليسترول) أو التسبب في حدوث بعض التفاعلات السلبية خاصة إذا تم تناوله مع العديد من أنواع الأدوية الأخرى.
أهم الإرشادات للاستخدام الآمن لفيتامين E
أهم الإرشادات للاستخدام الآمن لفيتامين E
يجب استكمال فيتامين E عندما يكون هناك نقص حقيقي منه حيث يتجلى هذا الأمر في:
- أمراض سوء الامتصاص (أمراض الكبد الصفراوية – التليف الكيسي – مرض الاضطرابات الهضمية …)
- سوء التغذية أو تناول بعض أنواع الوجبات الغذائية الصارمة للغاية.
– تبلغ الجرعة الموصى بها (RDA) من فيتامين E للبالغين حوالي 15 مجم / يوم (~ 22 وحدة دولية) ، والتي يمكن تحقيقها من خلال نظام غذائي متوازن وغني بالدهون.
– يجب عدم تناول هذا الفيتامين بشكل تعسفي أو بجرعات عالية ما لم يتم وصفه ومراقبته طبيا.
– إعطاء الأولوية للمكملات الغذائية من الأطعمة الطبيعية.
– ينصح بأهمية عدم دمج هذا الفيتامين بشكل عشوائي مع مضادات التخثر أو الأدوية المزمنة
– من الضروري عدم استخدام فيتامين E بشكل مستمر لفترة زمنية طويلة دون المعاناة من علامات نقص أو مؤشرات طبية
– لأغراض العناية بالبشرة، يمكن استخدام فيتامين E الموضعي بالتركيز الصحيح (أقل من 5-10٪) للحد من التهيج والالتهابات.
يعتبر فيتامين E هو عنصر غذائي دقيق مهم لصحة الجلد وجهاز المناعة ومضادات الأكسدة. ومع ذلك، يمكن أن يؤدي الاستخدام غير السليم أو المطول له دون مؤشرات طبية إلى حدوث آثار جانبية خطيرة.
لذا، وبدلا من إساءة استخدام هذا الفيتامين لإعتباره فيتامين معجزة مضاد للشيخوخة، فيوصى بأهمية بناء نظام غذائي علمي، وإعطاء الأولوية للأطعمة الطبيعية، واستخدام المكملات الغذائية الإضافية فقط عند الضرورة القصوى وتحت مشورة طبية.