تحتوي العديد من العصائر والمشروبات الطبيعية على مواد فعالة تساعد على تعزيز صحة الدماغ وتعمل على تحسين الذاكرة، ومن هنا قررنا أن نحاول اليوم وبشكل توضيحي مفسر أن نتعرف على أهم هذه المشروبات للعمل على إدخالها إلى داخل أنظمتنا الغذائية ومن ثم التمتع بذاكرة صحية وقوية.
ما هي أفضل المشروبات الطبيعية المعنية بتعزيز حالة الذاكرة؟
أولا: القهوة
القهوة
تعد القهوة هي المشروب الأكثر استهلاكا على مستوى العالم، والتي تعمل وبشكل رئيسي على إبقاء الجسم في حالة إستيقاظ بسبب إحتوائها على المستقبلات المتنافسة. إلى جانب دورها الفعال في زيادة الناقلات العصبية مثل الدوبامين والنورادرينالين، مما يقلل هذا من مشاعر التعب والإرهاق عدم القدرة.
تحتوي القهوة أيضا على مركبات مضادة للأكسدة مثل حمض الكلوروجينيك والتي يمكن أن تؤثر أيضا بشكل إيجاب على صحة الدماغ.
على سبيل التأكيد، فقد أثبتت بعض الأبحاث أنه في حال شرب ما لا يقل عن 3 أكواب من القهوة يوميا، فسوف يترتبط هذا الأمر بالوقاية من ضعف الذاكرة، وتدعيم القدرة على تعلم المعلومات وتذكرها شفهيا أما فيما يخص المرضى الذين يعانون من ارتفاع ضغط الدم، فينصح بألا يتم تخطي النسب الصحية المسموح بها والتي تبلغ من 0.5 إلى 1 كوب من القهوة يوميا.
إستكمالا للأبحاث فقد تم إثبات أن عنصر الكافيين يمكن أن يساهم بشكل رئيسي في التقليل من مخاطر الإصابة بمرض باركنسون أو إبطاء تطور المرض، ولكن يجب الوضع في عين الإعتبار أن تكون نسبة هذا العنصر المتناولة آمنة بنسبة تصل إلى 400 مجم يوميا، أي ما يعادل حوالي 4 أكواب من القهوة أو 741 مل.
ثانيا: الشاي الأخضر
الشاي الأخضر
يعد محتوى الكافيين في الشاي الأخضر أقل بكثير من محتوى القهوة، لكنه مشروب غني بمركبين واعدين من منشط الذهن آلا وهما ، L-theanine و epigallocatechin gallate (EGCG).
تشير الدراسات إلى أن L-theanine قد يزيد من موجات ألفا في الدماغ المتعلقة بالاسترخاء، ويقلل من التوتر والقلق ويحسن من نوعية النوم أما عندما يتم الجمع بين L-theanine والكافيين فمن الممكن أن يحسن هذا الأمر من الانتباه والأداء المعرفي.
فيما يخص مضادات الاكسدة الموجودة في الشاي الأخضر. Epigallocatechin gallate (EGCG) فهي تتمثل في مادة كاتشين التي ثبت أن لها العديد من الفوائد الصحية. على سبيل المثال، يمكن أن يدخل EGCG إلى الدماغ من خلال الحاجز الدموي الدماغي، والذي قد يكون له آثار مفيدة على الدماغ أو يستطيع حتى مقاومة الأمراض التنكسية العصبية.
ثالثا: عصير البرتقال
عصير البرتقال
يتميز عصير البرتقال بغناه بفيتامين C حيث قد وجدت بعض الأبحاث أن تناول هذا الفيتامين يرتبط بتحسين المهام الأدائية والتركيز والأداء.
بالرغم من ذلك، فتوجد بعض من الآثار السلبية لهذا العصير وخاصة المحلى منه والتي تتمثل في إحتواءه على سعرات حرارية أعلى بكثير من الفواكه الكاملة، ومن ثم زيادة التعرض لبعض المخاطر الصحية السمنة ومرض السكري من النوع 2 وأمراض القلب.
لذا، تعد أفضل طريقة للحصول على هذا الفيتامين هي تناول برتقالة فقط حيث تحتوي الفاكهة الكاملة على نسبة أقل من السعرات الحرارية والسكريات، بالإضافة إلى أنها تحتوي على ألياف أكثر من عصير البرتقال، بينما لا تزال توفر كمية جيدة من فيتامين C للجسم، وفي حال الرغبة في تناول العصير فيجب أن يكون عصير طبيعي خالي من السكريات والمواد الحافظة.
رابعا: حليب الكركم
حليب الكركم
يشار إلى هذا المشروب أيضا باسم الحليب الأصفر، فالجدير بالذكر أن حليب الكركم هذا هو عبارة عن مشروب دافئ ورائع لصحة الجسم وهذا بسبب إحتواء الكركم على مادة الكركمين المضاد للأكسدة، والتي يمكن أن تزيد من إنتاج الجسم لعامل التغذية العصبية المشتق من الدماغ (BDNF).
الجدير بالذكر، أنه قد تم ربط المستويات المنخفضة من BDNF بالإعاقات العقلية والاضطرابات العصبية. لذلك، قد تؤدي زيادة مستويات هذا العامل إلى تحسين وظائف المخ والقدرة المعرفية بشكل ملحوظ وواضح.
خامسا: عصير الشمندر الأحمر
عصير الشمندر الأحمر
يعد الشمندر الأحمر هو عبارة عن نبات أحمر غامق غني بشكل طبيعي بالنترات (سلائف أكسيد النيتريك)، والتي يعمل الجسم على استخدامها لتعزيز الأكسدة الخلوية وتحسين تدفق الدم.
من هنا، يقوم الكثير من الناس بتناول عصير الشمندر الأحمر قبل أداء التمارين والأنشطة البدنية بسبب خصائصه التي تزيد من تدفق الدم، والتي يمكن أن تساعد وبشكل رئيسي على تحسين صحة الدماغ والوقاية من الأمراض العصبية، مثل مرض الزهايمر.
يجب العلم أيضا، أنه من الممكن أن تلعب إشارات أكسيد النيتريك دورا في مناطق الدماغ المسؤولة عن اللغة والتعلم والذاكرة، وبناء علية يمكن أن يعزز عصير الشمندر الأحمر هذه التأثيرات عن طريق زيادة إنتاج أكسيد النيتريك.
بوجه عام، للمشروبات الطبيعية العديد والكثير من الفوائد الصحية. لذا، فمن الواجب علينا أن نعمل على إدراجها داخل أنماطنا الغذائية اليومية مع أهمية مراعاة تجنب السكر المضاف.