يغلب على مريض السكري الكثير من مشاعر القلق عند القيام بتناول بعض أنواع الأطعمة والخضروات والفواكه، فالجدير بالذكر أن هذا الأمر يرجع إلى خوف أصحاب هذه الحالة المرضية المزمنة من التعرض لأزمة ارتفاع نسبة السكر في الدم وما يتبع هذا من توابع صحية خطيرة. على سبيل التحديد، يمكننا أن نتحدث اليوم على فاكهة الأناناس وما مدى آمان تناول مرضى السكري لها؟ وهذا بمزيد من التوضيح والتفصيل.
الأناناس ومرضى السكري
الأناناس ومرضى السكري
في بداية الأمر، يجب علينا معرفة أنه يمكن لمرضى السكري تناول أي طعام بما في ذلك الأناناس والفواكه الأخرى، ولكن يجب مراعاة الكيفية التي يتم بها ممارسة روتين التناول وفقا للنظام الغذائي والأنماط الحياتية المناسبة للحالة المرضية.
إلى جانب هذا، فقد يكون لنوع داء السكري ذاته تأثير على استهلاك فاكهة الأناناس، فالجدير بالذكر أنه غالبا ما ينصح الأطباء وخبراء التغذية مرضى السكري بضرورة تناول نظام غذائي مغذي ومتوازن ومحكوم خاصة عند تناول أطعمة الكربوهيدرات حيث يوصى بضرورة وضع خطة تمرين تتوافق مع هذا الأمر، بالإضافة إلى أهمية استخدام الأدوية الموصوفة طبيا.
يجب العلم أيضا، أنه مع هذه الحالة المرضية يقوم الأطباء بتقديم نصيحة هامة جدا تتمثل في ضرورة قيام مرضى السكري بتناول مجموعة متنوعة من الأطعمة الطازجة، بما في ذلك الفواكه. بالرغم من ذلك، ونظرا إلى أن الفاكهة تحتوي على الكربوهيدرات، بما في ذلك السكريات الطبيعية، فمن المهم حسابها بعناية في نظامنا الغذائي اليومي.
الكربوهيدرات التي يكتسبها مريض السكري عند تناول الأناناس
الكربوهيدرات التي يكتسبها مريض السكري عند تناول الأناناس
بشكل رئيسي، يحتاج مرضى السكري إلى حساب كمية الكربوهيدرات المستهلكة كل يوم لأن الكربوهيدرات هي سبب زيادة مستويات السكر في الدم. لذا، وعند الرغبة في الحفاظ على مستويات الجلوكوز في نطاق صحي، من الضروري أن يتم الحفاظ على تناول ثابت للكربوهيدرات طوال اليوم.
عند ممارسة عملية حساب الكربوهيدرات المتناولة، فسوف يرغب الناس في الحصول على 45-60 جراما من الكربوهيدرات لكل وجبة رئيسية و 15-20 جراما من الكربوهيدرات لكل وجبة خفيفة حيث يأتي هذا الأمر اعتمادا على أهداف السعرات الحرارية اليومية.
ولكن، من الوارد أن تختلف هذه الكمية اعتمادا على العوامل الفردية والتي قد تتمثل في الأدوية المتناولة ومستويات التمارين الرياضية التي يتم القيام بها.
في هذه الآونة، يمكن للأطباء أو أخصائيي التغذية أن يقوموا بمساعدة مرضى السكري في وضع خطة بعد تحديد كمية الكربوهيدرات في اليوم اللازمة لكل مريض.
بوجه عام، وفيما يخص توازن الكربوهيدرات، فيمكننا القيام بتناول أي أطعمة نرغب في تناولها، ولكن علينا التأكد من أن الكمية الإجمالية للكربوهيدرات في وجبة واحدة تكون ضمن النطاق المسموح به، ولا تسبب زيادة مفاجئة في نسبة السكر في الدم.
لذلك وعند إضافة طعاما عالي الكربوهيدرات مثل فاكهة الأناناس إلى وجباتنا اليومية، فقد يكون من الضروري تخطي تناول بعض الأطعمة الأخرى مثل البطاطس أو شرائح الخبز في هذه الاثناء للتأكد من حصولنا على الكمية المناسبة من الكربوهيدرات وتجنب ارتفاع نسب السكر في الدم.
مريض السكري والسكريات الموجودة في فاكهة الأناناس
مريض السكري والسكريات الموجودة في فاكهة الأناناس
يتواجد داخل شريحة رقيقة من الأناناس حوالي 5.5 جرام من السكر الطبيعي، وبناء على هذا فتحتوي. شريحة تزن حوالي 85 جراما على 8.3 جرام من السكر، وكوب من الأناناس يحتوي على 16.3 جرام.
نظرا لأن الجسم يمتص السكر بشكل أسرع من النشا، فمن الممكن أن يتسبب الأناناس في ارتفاع نسبة السكر في الدم.
أما فيما يخص كوب واحد من قطع الأناناس المعلبة (حوالي 170 جرام بعد إزالة الماء)، فهوي يحتوي على ما يقرب من 28 جراما من الكربوهيدرات ومن هنا يمكننا القول بأن الأناناس المنقوع في شراب يحتوي أيضا على كمية أعلى من الكربوهيدرات حيث يتم توضيح هذا الأمر على ملصق المنتج.
إلى مرحلة العصير، فيجب العلم أن نصف كوب من عصير فاكهة الأناناس النقي (113.4 جم) يحتوي على 16 جراما من الكربوهيدرات حيث يقوم العصير بفقدان الألياف، مما يجعل السكر الموجود في العصير أسهل وأسرع في مجرى الدم عن تناول الأناناس الطازج.
لذلك، يمكننا القول أنه حتى عصير الأناناس الخالي من السكر أو النقي 100٪ يمكن أن يسبب ارتفاع السكر في الدم خاصة إذا تم تناوله بكميات كبيرة.
مريض السكري والاستمتاع بفاكهة الأناناس
مريض السكري والاستمتاع بفاكهة الأناناس
حتى لو كانت فاكهة الأناناس تحتوي على مؤشر نسبة السكر في الدم مرتفع، فلا يزال بإمكان مرضى السكري الاستمتاع بها في ظل ظروف الرقابة الغذائية الصارمة.
على سبيل التوضيح، وعند الرغبة في تناول الأناناس، فينصح بأهمية تناول حصة معتدلة (1/2 كوب أناناس معلب أو 3/4 كوب أناناس طازج) والعمل على مزجه مع البروتين مثل الجبن قليل الدسم أو الزبادي اليوناني أو الدهون الصحية مثل المكسرات لتقليل القيمة الإجمالية للمؤشر الجلايسيمي لوجبة خفيفة أو وجبة رئيسية.
إلى جانب هذا، فقد أظهرت بعض الأبحاث المعنية بهذا الأمر أنه مع الأشخاص المصابين بداء السكري من النوع 2، فينصح بأهمية تناول الخضروات والبروتينات قبل تناول الكربوهيدرات حيث يقلل هذا الروتين بشكل كبير من مستويات السكر والأنسولين بعد الوجبات مقارنة بتناول الكربوهيدرات أولا.