لأزمة فقدان الذاكرة العديد من المسببات والتي من الوارد أن تتمثل في بعض العوامل الوراثية والعمرية والمعاناة من بعض الحالات المرضية التي تؤثر على الدماغ بشكل رئيسي. بناء على هذا، فقد عقدنا العزم على أن يكون محور حديثنا اليوم يتمثل في الآلية الصحية للعمل على تحسين الذاكرة والقدرة العقلية قدر الإمكان.
ما هي أسرار تحسين الذاكرة للتغلب على مشكلة النسيان؟
أولا: تدريبات العقل والدماغ
تدريبات العقل والدماغ
بشكل رئيسي، يمكن أن تساعد التدريب والتحديات العقلية على تحسين الذاكرة. الجدير بالذكر، أن هذه التمارين تتمثل في الألغاز أو الشطرنج أو ألعاب الروبيك أو بعض أنواع الألعاب العقلية الأخرى التي يمكن أن تحفز نشاط خلايا الدماغ، مما يساعد هذا على تجديد وتقوية الشبكات العصبية الموجودة، ومن ثم تعزيز حالة الذاكرة وحل المشكلات وخلق الكثير من المرونة في التفكير.
بالإضافة إلى ذلك، فتساعد تدريبات الدماغ من النوعية السابق ذكرها أيضا على منع التدهور المعرفي بسبب الشيخوخة، وبالتالي الحفاظ على وظيفة الذاكرة بشكل جيد وفعال.
إقرأ أيضا: أفضل الفيتامينات والأعشاب لتحسين حالة الذاكرة
ثانيا: التنظيم ووضع الخطط
التنظيم ووضع الخطط
عند الرغبة في التقليل من أزمة النسيان، فمن الضروري أن نقوم بتنفيذ أغلب المهام عن طريق وضع خطة في العمل حيث تعتبر الحياة المرتبة وسيلة فعالة لزيادة الذاكرة بشكل ملحوظ.
من الهام معرفة، أنه بسبب التنظيم الجيد والترتيب الصحيح، فمن الممكن أن يتم التقليل من الضغط النفسي والحد من الانحرافات، والتخلص من الفوضى أو الحمل الزائد على المعلومات، وبناء عليه يمكن للدماغ معالجة المعلومات الجديدة وتذكرها بشكل أكثر كفاءة.
من ناحية أخرى، تساعد أنظمة تطوير الخطط واتباعها أيضا في تطوير مهارات إدارة الوقت والمهام، مما يقلل هذا الأمر من احتمالية نسيان أو فقدان التفاصيل المهمة.
بالإضافة إلى ذلك، وعندما يتم تنظيم كل شيء بطريقة منهجية ، فسوف يصبح من الأسهل العثور على المعلومات الضرورية، والتقليل من العبء على الذاكرة، والسماح للدماغ بالتركيز على تذكر المعلومات الجديدة بكل سهولة.
ثالثا: عدم إساءة استخدام الأجهزة الإلكترونية
عدم إساءة استخدام الأجهزة الإلكترونية
مما لا شك فيه، أن روتين عدم إساءة استخدام الأجهزة الإلكترونية يمكن أن يساعد في تحسين الذاكرة لأن الاستخدام المفرط لهذه الأجهزة غالبا ما يؤدي إلى الانحرافات وتقليل القدرة على التركيز، وتشتيت الإنتباه.
يجب العلم، أنه عند التركيز على الشاشات الإلكترونية، فسوف يميل الدماغ إلى معالجة المعلومات على مستوى ضحل وأقل عمقا، مما يقلل هذا من قدرته على تذكر المعلومات ومعالجتها بشكل فعال وأكثر كفاءة.
في المقابل، وعند الحد من استخدام هذه النوعية من الأجهزة الإلكترونية، فمن الممكن أن يشجع هذا الأمر على التفاعل وجها لوجه والمشاركة في الأنشطة العملية، مما يعزز هذا من عملية التركيز والإبداع ومن ثم تنمية مهارات الذاكرة والقدرة العقلية.
رابعا: أداء التمارين الرياضية بشكل دوري منتظم
أداء التمارين الرياضية بشكل دوري منتظم
تعتبر ممارسة الرياضة والأنشطة البدنية من أهم الوسائل الفعالة المعنية بتعزيز الذاكرة عن طريق تحفيز الدورة الدموية، وزيادة تدفق الدم إلى الدماغ، والمساعدة على توفير الأكسجين والمواد المغذية اللازمة لأنشطة الخلايا العصبية.
الجدير بالذكر، أن جميع هذه العوامل يمكنها تحفيز إنتاج عوامل نمو الأعصاب، ودعم عملية تطوير الخلايا العصبية الجديدة وبقائها، وبالتالي تعزز القدرة على التعلم والتذكر.
من ناحية أخرى، يساعد النشاط البدني أيضا في التقليل من مشاعر التوتر والعمل على تحسين جودة النوم، مما يساهم هذا الأمر في الحفاظ على الوضوح العقلي وتعزيز حالة الذاكرة.
خامسا: الحصول على قسط كاف من النوم
الحصول على قسط كاف من النوم
بشكل لا جدال فيه، يقوم روتين الحفاظ على قسط كاف من النوم في الأوقات المحددة بالعمل على تحسين حالة الذاكرة لأنه خلال هذه الفترة، يقوم الدماغ بعملية توحيد للمعلومات، وتحويل الذكريات قصيرة المدى إلى ذكريات طويلة المدى. وبالتالي، يساعد هذا على تحسين الذاكرة بشكل فعال وبمعدلات أكثر جودة.
من ناحية أخرى، يساعد النوم العميق أيضا على تنقية الهرمونات المسببة للإجهاد والتي تتراكم في الدماغ، مثل الأدرينالين والكورتيزول والنورادرينالين، مما يساهم هذا الأمر في تقليل التوتر، ودعم استعادة خلايا الدماغ، وبالتالي تحسين الذاكرة والتعلم.
سادسا: الانتباه إلى الأمراض المزمنة
الانتباه إلى الأمراض المزمنة
تساعد الفحوصات الصحية الدورية والكشف المبكر عن الأمراض المزمنة وإدارتها على تحسين حالة الذاكرة، وهذا لأن الحالات الصحية المزمنة مثل مرض السكري وارتفاع ضغط الدم وارتفاع الكوليسترول (عسر شحميات الدم) من الممكن أن تؤثر سلبا وبشكل ملحوظ على وظائف وآلية عمل المخ.
الجدير بالذكر، أنه غالبا ما تؤدي هذه الأمراض إلى حدوث الإصابة باضطرابات التمثيل الغذائي، مما يتسبب هذا في إصابة الجسم بحالة من التوتر، وبالتالي تعزيز مستويات مرتفعة من هرمون الكورتيزول، وإتلاف الجهاز المناعي ومن هنا تبدأ رحلة المعاناة والشكوى من ضعف الذاكرة، وتدهو الصحة العقلية.