يعد ارتفاع مؤشر إنزيم الكبد عند الأطفال الصغار من أهم العلامات المرضية التي يمكن أن تصيب العديد من الآباء بحالة من القلق والخوف على أطفالهم، فعلى الرغم من أن هذه العلامة لا تعد دائما مظهرا من مظاهر الإصابة ببعض الحالات المرضية الخطيرة، إلا أنه من الهام اكتشاف هذه الحالة باكرا وعرض الأمر على الطبيب المختص لحماية صحة كبد الأطفال. بوجه عام، سنتحدث اليوم على أزمة ارتفاع إنزيمات الكبد عند الأطفال وما هي أهم أعراضها؟ وعلام تدل صحيا لإحتواء الأمر باكرا قبل حدوث أي مضاعفات؟.
ارتفاع انزيمات الكبد
ارتفاع انزيمات الكبد
وفقا لمعلومات أطباء الكبد، فيمكننا القول بأن إنزيمات الكبد هذه هي عبارة عن مجموعة من الإنزيمات المنتجة من خلايا الكبد، والتي تلعب دورا مهما في عملية التمثيل الغذائي في الجسم والتخلص من السموم.
الجدير بالذكر، أنه عندما تتلف هذه الخلايا، فسوف تتسرب بعض الانزيمات مثل ALT (ألانين أمينوترانسفيراز) وAST (أسبارتات أمينوترانسفيراز) إلى مجرى الدم، ومن ثم تزداد إنزيمات الكبد في الاختبارات الكيميائية الحيوية.
الأسباب الشائعة لارتفاع إنزيمات الكبد عند الأطفال الصغار
الأسباب الشائعة لارتفاع إنزيمات الكبد عند الأطفال الصغار
في الأطفال الصغار، يمكن أن تحدث أزمة ارتفاع إنزيمات الكبد لأسباب عديدة حيث تنقسم إلى 4 مجموعات رئيسية:
1) الالتهابات
يعد هذا هو السبب الرئيسي لتلف الكبد عند الأطفال حيث يمكن أن تُصاب هذه الفئة العمرية ببعض أنواع الفيروسات مثل التهاب الكبد HAV أو HBV أو HCV أو فيروسات أخرى مثل الفيروس المضخم للخلايا (CMV) و EBV (Epstein-Barr) والفيروس الغدي.
بالإضافة إلى ذلك، فإن الإنتان أو التهاب القناة الصفراوية أو الطفيليات مثل ديدان القناة الصفراوية هي أيضا عوامل يجب مراعاتها لأنها تتسبب بشكل رئيسي في ارتفاع انزيمات الكبد.
2) التسمم الدوائي
يمكن أن تكون لبعض أنواع الأدوية الشائعة لدى الأطفال مثل الباراسيتامول دورا سلبيا على الصحة وفعالا في ظهور هذه الحالة المرضية خاصة إذا تم تناول هذه المنتجات بجرعة زائدة أو طويلة الأمد، ومن ثم تصبح سامة للكبد.
بالإضافة إلى ذلك، يمكن للمضادات الحيوية أيضا مثل ريفامبيسين أو إيزنيازيد أو مضادات الاختلاج المساهمة بشكل رئيسي في زيادة إنزيمات الكبد خاصة إذا لم يتم استخدامها بالجرعات الصحيحة ومراقبتها عن كثب.
3) اضطرابات التمثيل الغذائي وأمراض الكبد المزمنة
من الممكن أن تتسبب بعض الأمراض الوراثية مثل ويلسون (اضطراب التمثيل الغذائي النحاسي)، والجالاكتوز في الدم، وتيروزينيميا، أو مرض الكبد الدهني غير الكحولي (NAFLD) في ارتفاع إنزيمات الكبد لدى الأطفال وخاصة مع من يعانون من السمنة المفرطة.
يجب العلم أيضا أن هذه العرض المرضي من الممكن أن يحدث مع بعض الأطفال المصابين بالتهاب الكبد المناعي الذاتي، أي نعم اضطراب نادر ولكنه خطير.
4) عوامل أخرى
قد يعاني الأطفال الصغار من زيادة عابرة في إنزيمات الكبد بعد التعرض للحمى أو التطعيم أو أداء التمارين الشديدة.
بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن يؤدي التهاب العضلات أو الإصابة أيضا إلى زيادة AST (إنزيم غير محدد للكبد)، مما يسبب هذا الأمر حدوث حالة من الارتباك في التشخيص خاصة إذا لم يتم تقييمه بعناية.
أعراض تشير إلى أن الطفل يحتاج إلى فحص إنزيمات الكبد
أعراض تشير إلى أن الطفل يحتاج إلى فحص إنزيمات الكبد
في كثير من الحالات، لا يعاني الأطفال الذين يعانون من ارتفاع إنزيمات الكبد من أي مظاهر سريرية واضحة ولا يتم اكتشافهم إلا بالصدفة من خلال اختبارات الدم.
بالرغم من ذلك، وفي حال ظهور أي من الأعراض التالية، فسوف يحتاج الآباء إلى اصطحاب أطفالهم إلى أقرب منشأة طبية:
- التعب المطول وفقدان الشهية والقيء.
- اليرقان، واصفرار العينين، والبول الداكن.
- ألم في منطقة الضلع السفلي اليمنى، وتضخم الكبد.
- معاناة الأطفال من حكة في الجلد بشكل مستمر لأسباب غير معروفة.
- التعرض للنزيف بشكل غير طبيعي أو ظهور الكدمات.
طرق تشخيص وتقييم مدى تلف الكبد عند الأطفال
طرق تشخيص وتقييم مدى تلف الكبد عند الأطفال
لتقييم حالة الكبد بشكل كامل، سيطلب الطبيب سلسلة من الاختبارات والتي تتمثل فيما يلي:
- فحص الدم: قياس ALT ،AST ،GGT ،ALP، البيليروبين.
- الأجسام المضادة الفيروسية: التحقق من التهاب الكبد A و B و C.
- الموجات فوق الصوتية للكبد: للتقييم الهيكلي، والكشف عن تحلل الدهون، والتليف، أو الأورام.
- Fibroscan (قياس مرونة الكبد): لتقييم درجة تليف الكبد.
- الاختبارات الجينية والكيميائية الحيوية: في حالات الاضطرابات الأيضية المشتبه بها.
- خزعة الكبد: يتم إجراؤها فقط في حالة الاشتباه في التهاب الكبد المزمن أو لسبب غير معروف.
طرق علاج ارتفاع إنزيمات الكبد عند الأطفال
طرق علاج ارتفاع إنزيمات الكبد عند الأطفال
تعتمد الطريقة العلاجية على السبب المحدد لهذه الحالة المرضية، فعلى سبيل التوضيح:
- زيادة خفيفة وعابرة في إنزيمات الكبد: قد لا يتطلب الأمر أي تدخل بل يتم اللجوء إلى المراقبة الروتينية بعد 2-4 أسابيع.
- الحالات الناجمة عن الأدوية: نقوم بالتوقف عن تناول الأدوية المسببة لهذه الحالة المرضية، ونعمل على تناول الأدوية الواقية من الكبد، وتلقي العلاج الداعم إذا لزم الأمر.
- بسبب الفيروسات: نقوم في بداية الأمر بعلاج الأعراض، وتلقي فترات الراحة، والحصول على التغذية الكافية، فمن الهام معرفة أن في حالة التهاب الكبد B / C المزمن، فقد يحتاج الطفل إلى علاج محدد.
- الكبد الدهني: العمل على ضبط النظام الغذائي، ودعم عملية فقدان الوزن، وممارسة الرياضة بشكل صحيح.
- مرض الكبد الوراثي أو المناعي الذاتي: مع هذه الحالة يمكن استخدام العلاج المكثف أو الكورتيكوستيرويدات.
أنماط حماية الأطفال من الإصابة بتلف الكبد
أنماط حماية الأطفال من الإصابة بتلف الكبد
عند الرغبة في دعم سُبل الوقاية من تلف الكبد عند الأطفال، فيجب علينا اتباع التدابير التالية:
- الحصول على التطعيمات الكاملة، وخاصة التهاب الكبد A و B.
- عدم تناول الأدوية بشكل تعسفي، وخاصة المسكنات الخافضة للحرارة والمضادات الحيوية.
- أعطاء الأطفال طعاما صحيا وتجنب الأطعمة المشتبه في تعرضها للتسمم.
- الحفاظ على معدلات الوزن الصحية، والتقليل من الأطعمة الدهنية والمشروبات الغازية.
- إجراء الفحوصات الصحية الدورية للاطفال خاصة مع من يعانون من السمنة والأمراض المزمنة.
في نهاية الأمر، يجب العلم أن زيادة إنزيمات الكبد عند الأطفال الصغار هي علامة كيميائية حيوية لا ينبغي الاستخفاف بها، فعلى الرغم من أنها قد تكون ظاهرة عابرة فقط بعد العدوى الفيروسية أو الأدوية إلا أنه من الواجب علينا عدم تجاهلها لمنع حدوث أي مضاعفات صحية خطيرة لاحقا.