من المشروبات الصباحية التي اعتاد الكثير منا على تناولها، لخلق الكثير من مشاعر اليقظة والإنتباه فيمكننا أن نقوم بذكر القهوة والتي تتميز بغناها بالمركبات المضادة للأكسدة التي تساعد في تقليل الالتهاب داخل الجسم والتحكم في مستويات السكر بالدم. لذا، فقد جئنا اليوم لكي نتحدث عن الطريقة الصحيحة والفعالة لاستخدام القهوة عند الرغبة في الوقاية من مرض السكر والتحكم في مستويات السكر بالدم.
مضادات الأكسدة البوليفينول والوقاية من مرض السكري
مضادات الأكسدة البوليفينول والوقاية من مرض السكري
تحتوي القهوة على مضادات الأكسدة البوليفينول وحمض الكلوروجينيك، فالجدير بالذكر أن للعناصر المضادة للأكسدة هذه دورا فعالا في للوقاية من مرض السكري من النوع 2.
على سبيل التوضيح أكثر، تحتوي القهوة على نسبة عالية من مضادات الأكسدة المصنوعة من مادة البوليفينول والتي لديها القدرة الفعالة في التأثير بشكل إيجابي على العديد من العوامل المرتبطة بتطور مرض السكري خاصة من النوع 2، بما في ذلك مقاومة الأنسولين والالتهاب المزمن والإجهاد التأكسدي واضطرابات التمثيل الغذائي للجلوكوز.
بالإضافة إلى ذلك، فقد أظهرت العديد من الدراسات واسعة النطاق أن الأشخاص الذين يتبعون نظاما غذائيا غنيا بالبوليفينول لديهم نسب خطورة أقل بكثير للإصابة بمرض السكري من النوع 2 عن أولئك الذين يستهلكون كميات أقل من مادة البوليفينول.
يرجع ذلك الأمر إلى أن مادة البوليفينول المشتقة من القهوة تقوم بإظهار العديد من التأثيرات الكبيرة في عملية تنظيم نسبة السكر في الدم بما في ذلك تثبيط الالتهابات، وتعزيز حساسية الأنسولين، ودعم الخصائص المضادة الأكسدة، وتحسين استقلاب الجلوكوز.
أظهرت بعض الدراسات الأخرى أن الآلية التي يقوم حمض الكلوروجينيك والبوليفينول المماثل بالسير عليها تتمثل في تثبيط إنزيمات هضم الكربوهيدرات وتعزز من امتصاص الجلوكوز في العضلات والكبد، وبالتالي تزيد من فرص توازنه المرجوه.
بناء على هذا، فيمكننا ان نقوم بتسليط الضوء على الإمكانات غير المستغلة للقهوة خاصة فيما يتعلق بمركب البوليفينول، ودعم آلية الوقاية من مرض السكري من النوع 2 أو الحد منه.
بالرغم من ذلك، فقد لاحظ الباحثون أيضا أن الأدلة المُعطاه على الآلية الفعالة لمشروب القهوة والتغلب على أزمات مرض السكري، فلا تزال في الغالب قبل السريرية، وتتطلب تجارب أكثر مصدقية لإضافة دراسات التمثيل الغذائي ومن ثم إثبات ان مركب البوليفينول المتواجد بالقهوة بشكل رئيسي ذات دور فعال تجاه هذا الأمر.
إقرأ أيضا: هل يساعد شرب القهوة على طرد حمض اليوريك من الجسم؟
ملاحظات يجب مراعاتها عند شرب القهوة للتحكم في مستويات السكر بالدم
ملاحظات يجب مراعاتها عند شرب القهوة للتحكم في مستويات السكر بالدم
يمكن لمرض السكري والبوليفينول والمعادن المتواجدة في القهوة العمل على تحسين كفاءة إدارة الأنسولين والجلوكوز، ولكن في حال استخدام السكر المضاف والحليب والمحليات، فمن الممكن أن يترتب على ذلك زيادة مخاطر ارتفاع مستويات السكر في الدم.
إلى جانب هذا، وعند القيام بالاستخدام المفرط للكافيين فسوف يترتب على ذلك الأمر زيادة هرمونات التوتر مثل الكورتيزول والأدرينالين، مما يزيد هذا الأمر تباعا من مستويات السكر في الدم. بالإضافة إلى زيادة التعرض لمشاكل النوم والآثار الجانبية للكافيين وما لها من تأثير سلبي ملحوظ أيضا على مستويات السكر في الدم.
لذلك، وعند الرغبة في الاستفادة من الفوائد المحتملة للقهوة للمساعدة على التحكم في نسبة السكر بالدم وتقليل مخاطر الإصابة بمرض السكري، من الواجب علينا معرفة كيفية استخدام القهوة بشكل صحيح.
الآلية الصحيحة لتناول القهوة والحد من مستويات السكر بالدم
1) التحكم في كمية الكافيين المتناولة
التحكم في كمية الكافيين المتناولة
عند القيام بتناول الكثير من الكافيين، فسوف يترتب على هذا السلوك الشعور بالكثير من مشاعر القلق والأرق ومع بعض الأشخاص يمكن أن يتسبب هذا الأمر في رفع نسبة السكر بالدم بشكل مؤقت.
يعتقد معظم الخبراء أن أقل من 200 ملغ من الكافيين أي حوالي 1-2 كوب من القهوة السوداء من الأنظمة الآمنة بشكل عام، ولكن هذا الأمر يمكن أن يختلف من فرد لآخر اعتمادا على الحالة المرضية الخاصة به. لذلك، يجب على الناس مراقبة رد فعل أجسامهم تجاه استخدام القهوة.
2) تجنب السكريات والحليب المكثف
تجنب السكريات والحليب المكثف
من الواجب على مرضى السكري معرفة أن السكر أو الحليب المكثف أو العسل أو أي نوع من المحليات كلها يمكن أن تزيد من مستويات السكر في الدم.
لذا، فإذا كان الهدف هو التحكم في نسبة السكر بالدم، فيجب العلم أن روتين إضافة السكر إلى القهوة سيأتي بنتائج عكسية.، ومن ثم فيوصى بضرورة تجنب شرب القهوة سريعة الذوبان والتي غالبا ما تحتوي هذه على نسبة عالية من السكريات والدهون.
3) تجنب الكافيين بالقرب من وقت النوم
تجنب الكافيين بالقرب من وقت النوم
لا يغقل علينا جميعا، أن عنصر الكافيين هذا يمكن أن صعوبة في النوم والأرق حيث تعد هذه المشكلة من أهم المسسبات التي تؤدي إلى زيادة مخاطر ارتفاع السكر في الدم ومقاومة الأنسولين. لذلك، فلا ينصح بشرب القهوة بالقرب من وقت النوم.
في النهاية، يمكننا القول بأن القهوة هي عامل هام وداعم لتعزيز سُبل الوقاية من مرض السكري، ولكنها ليست بديلا عن نظام غذائي صحي ومتوازن يأتي جنبا إلى جنب مع ممارسة التمارين الرياضية بانتظام والحفاظ على وزن صحي للتحكم في نسبة السكر في الدم وتقليل مخاطر الإصابة بمرض السكري.