يمكن أن تؤثر الاختلالات الهرمونية الأنثوية الناتجة عن اضطرابات الغدد الصماء على عملية التمثيل الغذائي وتؤدي إلى زيادة الوزن والسمنة لدى النساء خاصة في فترات ما قبل وأثناء انقطاع الطمث. من هنا، فقد قررنا أن نقوم الآن بالتعرف على أهم الأسباب التي تجعل اضطرابات الغدد الصماء تؤدي إلى حدوث المعاناة من زيادة الوزن وارتفاع فرص الإصابة بالسمنة، وكيف نستطيع تجنب هذا الأمر؟
أسباب زيادة الوزن بسبب اضطرابات الغدد الصماء
أسباب زيادة الوزن بسبب اضطرابات الغدد الصماء
تكتسب العديد من النساء في فترة ما قبل انقطاع الطمث الوزن على الرغم من ممارسة عادات التغذية الصحية وممارسة الرياضة باعتدال. لذا، فينبغي عدم التعجل والحكم على الأمر بأنه واقع بسبب الإفراط في تناول الطعام حيث قد يكون الجاني الرئيسي هنا هو الاضطرابات الهرمونية.
في الواقع، تعمل الهرمونات على تنظيم عملية التمثيل الغذائي بالكامل، وتخزين الدهون، والتحكم في مشاعر الجوع والشبع، وإنفاق الطاقة أما في حال حدوث بعض الأضطرابات، فمن الممكن أن تكون بعض الهرمونات من محفزات إنتاج الدهون.
يتضح هذا الأمر من خلال الآتي:
أولا: عدم توازن هرمون الاستروجين
نقص هرمون الاستروجين: يعد هذا الأمر شائع عند النساء قبل انقطاع الطمث حيث يعمل على إبطاء عملية التمثيل الغذائي، ويتسبب في تراكم الدهون بمنطقة البطن، وتباعا يصبح من السهل زيادة الوزن بالرغم من تناول القليل من الطعام.
فرط هرمون الاستروجين: تتسبب هذه الحالة في احتفاظ الجسم بالماء وتخزين الدهون خاصة في منطقتي الأرداف والفخذين. لذلك، يمكن أن يؤدي نقص أو زيادة هرمون الاستروجين إلى زيادة الوزن والسمنة بمعدلات ملحوظة.
ثانيا: إرتفاع نسبة الأنسولين
عند المعاناة من أزمة مقاومة الأنسولين، فسوف يقوم الجسم بتخزين السكر في الدهون بكل سهولة، وتباعا يشعر المرضى بالجوع، والرغبة الشديدة في تناول الحلويات، والتعب والإرهاق بعد الأكل، وتناول الكثير من الطعام، بالإضافة إلى عدم القدرة على حرق السعرات الحرارية.
تتجلى هذه الحالة المرضية في ظهور بعض العلامات المرضية مثل كبر حجم البطن، وتكون الدهون الحشوية، والإرهاق والتعب بعد تناول الطعام، والرغبة الشديدة في تناول الحلويات.
ثالثا: ارتفاع هرمون الكورتيزول (هرمون التوتر)
يساعد هرمون الكورتيزول في العمل على إدارة التوتر ودعم ضغط الدم ومحاربة الالتهابات داخل الجسم، ولكن يجب الآخذ في عين الإعتبار أنه في حالة المعاناة من الإجهاد المطول، فسوف يؤدي ذلك إلى زيادة مستويات هذا الهرمون، ومن ثم تحدث حالة من تراكم الدهون في البطن، والشكوى من اضطرابات النوم، وزيادة الوزن على الرغم من تناول القليل من الطعام وممارسة الرياضة كثيرا.
رابعا: اضطرابات الغدة الدرقية
عند الشكوى من قصور الغدة الدرقية، فسوف يؤدي ذلك الـأمر إلى إبطاء عملية التمثيل الغذائي، مما يتسبب هذا في حرق الجسم للسعرات الحرارية بشكل سيئ، وتراكم الدهون بسهولة، وزيادة الوزن بالرغم من تناول القليل من الطعام حيث يعد أمر فقدان الوزن في هذه الآونة صعب للغاية.
كيفية تجنب زيادة الوزن والسمنة بسبب اضطرابات الغدد الصماء
كيفية تجنب زيادة الوزن والسمنة بسبب اضطرابات الغدد الصماء
بعد ما قمنا بذكره من أسباب سابقا، فيمكننا القول بأنه كلما تقدمت المرأة في السن، زادت صعوبة فقدان الدهون. لذلك، يجب على النساء في سن اليأس إتباع الآتي:
– ضبط الأنظمة الغذائية اليومية والعمل على زيادة كمية الخضروات الخضراء المتناولة والأطعمة قليلة الدسم.
– العمل على حرق 200 سعرة حرارية يوميا مقارنة بذي قبل حيث يُنصح بضرورة الحفاظ على هذا الأمر بشكل منتظم لتحسين تراكم الدهون بشكل ملحوظ.
– التقليل من تناول الأطعمة الغنية بالدهون والوجبات السريعة والجبن والأطعمة المقلية مع ضرورة إعطاء الأولوية للأطعمة المسلوقة والمبخرة والمكملة بالأطعمة المغذية ولكن ينبغي أن تكون منخفضة السعرات الحرارية.
– ممارسة التمارين الرياضية بانتظام حيث يعد هذا الروتين هو مفتاح التحكم في الوزن، وزيادة كثافة العضلات ودعم عملية التمثيل الغذائي وفقدان الدهون بشكل فعال.
في حال عدم القدرة على تنفيذ مثل هذه النصائح، فمن الواجب عليكي سيدتي أن تقومي بالذهاب إلى أخصائي تغذية للحصول على المشورة بشأن خارطة طريق فعالة وآمنة لفقدان الوزن.
الوقت المناسب للذهاب إلى طبيب اضطرابات الغدد الصماء
الوقت المناسب للذهاب إلى طبيب اضطرابات الغدد الصماء
يجب على النساء في فترة ما قبل انقطاع الطمث أو اللواتي تظهر عليهن علامات اضطرابات الغدد الصماء الذهاب إلى أقرب منشأة طبية أو طبيب مختص عند ظهور العلامات التالية:
- زيادة الوزن أو فقدانه بشكل غير مبرر.
- المعاناة من اضطرابات الدورة الشهرية، وتساقط الشعر، وظهور حب الشباب، وجفاف الجلد.
- التهيج والأرق والإجهاد المطول.
- العطش المتكرر، والشرب كثيرا، والتبول بمعدلات زائدة خاصة في الليل.
- زيادة الوزن أو فقدانه بشكل غير طبيعي.
- التئام الجروح خلال فترات زمنية طويلة.
- المعاناة من الإمساك المزعج.
من الهام معرفة، أنه إذا لم يتم اكتشاف هذه النوعية من الاضطرابات وعلاجها في الوقت المناسب، يمكن أن تسبب اضطرابات الغدد الصماء مضاعفات خطيرة قد تتمثل في قصور القلب، والحوادث الدماغية الوعائية، والإصابة بهشاشة العظام، وعسر شحميات الدم، ووقوع بعض الآثار السلبية على الصحة النفسية والخصوبة.