يلعب النظام الغذائي الصحي دورا مهما في دعم عملية التحكم في ضغط الدم خاصة عند تناول الأدوية العلاجية للتغلب على هذه الحالة المرضية. الجدير بالذكر، أنه توجد بعض الأطعمة الآمنة عند التناول في هذه الأوقات، بالإضافة إلى دورها الرائع في زيادة فاعلية أدوية خفض ضغط الدم، وتحسين صحة القلب، وما إلى ذلك. لذلك، سنقوم اليوم بالتعرف على أهم 5 أطعمة داعمة لصحة الأفراد الذين يتناولون الأدوية الخافضة للضغط وهذا من خلال سطورنا القادمة.
ما هي أهم 5 أطعمة داعمة لصحة من يتناولوا الأدوية الخافضة للضغط؟
1) الخضروات الورقية الخضراء
الخضروات الورقية الخضراء الداكنة
عند الحديث عن الخضروات الورقية الخضراء، فيمكننا أن نقوم بذكر بعض الأنواع مثل السبانخ واللفت والخس حيث تحتوي جميعها على عنصر البوتاسيوم، وهو معدن رائع يلعب دورا مهما في الحفاظ على توازن ضغط الدم، بالإضافة إلى دوره الفعال في مساعدة الجسم على التخلص من الصوديوم عن طريق البول وتوسيع الأوعية الدموية، مما يساعد هذا على تقليل الضغط الواقع على جدران الأوعية الدموية.
بالنسبة للأشخاص الذين يتناولون الأدوية الخافضة للضغط وخاصة مدرات البول، فمن الممكن أن تساعد مكملات الخضروات الخضراء الغنية بالبوتاسيوم في الحفاظ على استقرار المنحل بالكهرباء، ومنع الإصابة بنقص عنصر البوتاسيوم الذي يسبب ضعف العضلات أو التشنجات أو عدم انتظام ضربات القلب.
بالرغم من ذلك، فتجدر الإشارة إلى أنه مع المرضى المعرضين لمخاطر الإصابة بفرط بوتاسيوم الدم أن يقوموا بتجنب الإفراط في تناول الخضروات الغنية بالبوتاسيوم، لتجنب حدوث أي مضاعفات صحية تتعلق بهذا الأمر.
يجب العلم أيضا، أن الخضروات الورقية الخضراء تعمل على توفير الكثير من الألياف القابلة للذوبان، مما يساعد هذا الأمر على التحكم في نسبة السكر ودهون الدم حيث تعد هذه هي عوامل التمثيل الغذائي التي غالبا ما تصاحب ارتفاع ضغط الدم. في الوقت نفسه، تحتوي هذه النوعية من الخضروات أيضا على العديد من مضادات الأكسدة التي تساعد في حماية جدران الأوعية الدموية وتقليل الالتهابات المزمنة داخل الجسم.
للحفاظ على قيمة الخضروات الغذائية هذه، فيجب العمل على معالجتها عن طريق التبخير أو الغليان أو القلي السريع باستخادم كميات صغيرة من الزيت مع ضرورة تجنب الغليان لفترة طويلة أو الطهي مرارا وتكرارا لأن هذا الوضع سيفقد الخضروات هذه عنصر البوتاسيوم والفيتامينات.
إقرأ أيضا: تدابير للسيطرة على مخاطر ارتفاع ضغط الدم خلال فصل الصيف
2) الأسماك الدهنية
الأسماك الدهنية
تعتبر الأسماك الدهنية مثل السلمون والماكريل والسردين والرنجة مصدرا غنيا بأحماض أوميغا 3 الدهنية، وهي عبارة عن مكونات نشطة ثبت أن لها تأثيرا خفيفا على خفض ضغط الدم وتحسين وظيفة البطانة وتقليل مخاطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية.
على سبيل التوضيح، تساعد مكملات أوميغا 3 في تقليل الالتهاب الجهازي، والحد من لزوجة الدم، وتوسيع الأوعية الدموية، وبالتالي دعم عملية التحكم في ضغط الدم.
أما بالنسبة للأشخاص الذين يتناولون الأدوية الخافضة للضغط، فمن الممكن أن يساعد روتين تناول مكملات الأسماك الدهنية من 2-3 مرات في الأسبوع في زيادة حماية القلب والأوعية الدموية دون التسبب في حدوث أي تفاعلات دوائية.
أظهرت بعض الدراسات أيضا أن أحماض أوميغا 3 الدهنية يمكن أن تقلل من معدل ضربات القلب وتحد من مخاطر عدم انتظام ضربات القلب حيث تعد هذه المشكلة شائعة لدى المرضى الذين يعانون من ارتفاع ضغط الدم على المدى الطويل.
من الهام معرفة، أن الأسماك الدهنية تعتبر مصدرا رائعا للبروتين عالي الجودة وسهل الهضم والذي يحتوي على نسبة منخفضة من الدهون المشبعة مقارنة باللحوم الحمراء، مما يساعد هذا على التحكم في الوزن والدهون وسكر الدم.
يجب العلم أن هذه ميزة كبيرة للأشخاص الذين يعانون من ارتفاع ضغط الدم مع متلازمة التمثيل الغذائي. ولكن، تجدر الإشارة إلى ضرورة تجنب تناول الأسماك المعلبة التي تحتوي على نسبة عالية من الصوديوم، والتي يجب تحضيرها عن طريق التبخير أو الشوي أو القلي بدلا من القلي في الكثير من الزيت.
3) الثوم
الثوم
يتميز الثوم بكونه غذاء غني بالعنصر النشط الأليسين، وهو عبارة عن مركب يمكن أن يدعم توسع الأوعية، ويقلل من المقاومة المحيطية، وبالتالي يساعد على خفض ضغط الدم قليلا حيث قد أظهرت بعض الدراسات أن الاستهلاك المنتظم للثوم يمكن أن يحسن من ضغط الدم الانقباضي والانبساطي لدى المرضى الذين يعانون من ارتفاع ضغط الدم الخفيف إلى المتوسط.
يمكن للأشخاص الذين يتناولون الأدوية الخافضة للضغط تناول الثوم كطعام دعم طبيعي، ولكن ينبغي تجنب الجرعات الزائدة أو الجمع بين هذا الطعام وبين مميعات الدم مثل الأسبرين والوارفارين لأنه يمكن أن يزيد من مخاطر النزيف. إلى جانب هذا، فمن الممكن أن يزيد الثوم أيضا من آثار الأدوية الخافضة للضغط ، مما يتسبب هذا في انخفاض ضغط الدم بشكل ملحوظ خاصة إذا تم تناوله بجرعات كبيرة.
بالإضافة إلى دور الثوم الداعم لضغط الدم إلا أننا لا نستطيع تغافل دوره أيضا في تقليل الكوليسترول الضار والدهون الثلاثية، مما يحسن هذا من مقاومة الجسم بفضل خصائصه المضادة للبكتيريا والمضادة للالتهابات.
بوجه عام، تعد جميع هذه الفوائد رائعة جدا للأشخاص الذين يعانون من أمراض القلب والأوعية الدموية الكامنة. لذا، وعند الرغبة في الحصول على تأثير جيد، فيوصى بضروة استخدام الثوم الطازج المفروم قبل المعالجة لإطلاق الأليسين حيث الحفاظ على المكونات النشطة.
4) الشوفان
الشوفان
يحتوي الشوفان على نسبة عالية من بيتا جلوكان، وهو نوع من الألياف القابلة للذوبان التي ثبت أنها تساعد في خفض ضغط الدم عن طريق تحسين مرونة الأوعية الدموية والمساعدة في التحكم بنسبة الكوليسترول في الدم.
بالإضافة إلى ذلك، فتحتوي هذه الرقائق أيضا على مؤشر نسبة السكر في الدم منخفض، وهو مناسب للأشخاص الذين يعانون من ارتفاع ضغط الدم خاصة مع الأفراد المصابين بمرض السكري من النوع 2.
بناء على هذا، فيمكننا القول بأنه عند إضافة الشوفان إلى وجبة الإفطار أو الوجبات الخفيفة فسوف يساهم هذا الأمر على خلق الشعور بالامتلاء لفترة زمنية طويلة، ودعم عملية التحكم في الوزن، وهو عامل مهم في علاج ارتفاع ضغط الدم. إلى جانب هذا، فيأتي دور هذه الحبوب الممتاز في تنظيم الأنسولين، والتقليل من التهابات الأوعية الدموية، والمساهمة في حماية نظام القلب والأوعية الدموية.
بالنسبة للأشخاص الذين يتناولون الأدوية الخافضة للضغط، فمن الهام معرفة أن الشوفان لا يسبب أي تفاعلات سلبيةعلى الصحة حيث يمكن دمجه بأمان في النظام الغذائي اليومي. ومع ذلك، فمن الضروري أن يتم إعطاء الأفضلية للشوفان الكامل، وتجنب الشوفان الفوري مع السكر أو الملح المضاف.
يمكن تحضير الشوفان بعدة طرق مثل نقعه طوال الليل أو إضافته إلى العصائر أو الخبز أو عن طريق دمجه مع حليب الجوز غير المحلى والفواكه الأقل حلاوة لتحسين فاعلية التحكم في ضغط الدم.
5) الموز
الموز
يتميز الموز بكونه من الفواكه الغنية بالبوتاسيوم التي يسهل العثور عليها وسهلة الأكل ومناسبة جدا للأشخاص الذين يعانون من ارتفاع ضغط الدم.
على سبيل الفهم، تحتوي كل موزة متوسطة الحجم على حوالي 400-450 مجم من البوتاسيوم، مما يساعد هذا الأمر على موازنة الإلكتروليتات، وتعزيز عملية إفراز الصوديوم عبر الكلى، وبالتالي دعم الانخفاض الطبيعي في ضغط الدم.
أما فيما يخص للأشخاص الذين يتناولون مدرات البول التي تطلق البوتاسيوم مثل فوروسيميد أو هيدروكلوروثيازيد، فمن الممكن أن يساعد روتين تناول الموز في منع نقص بوتاسيوم الدم وهو من المضاعفات المحتملة التي تتسبب في عدم انتظام ضربات القلب وضعف العضلات أما إذا كان المريض يتناول حاصرات البوتاسيوم مثل سبيرونولاكتون، فمن الضروري استشارة الطبيب قبل تناول الموز بشكل يومي منتظم.
تعمل فاكهة الموز أيضا على توفير الألياف وفيتامين ب 6 والمغنيسيوم وجميعها عناصر ومواد مفيدة للقلب واستقلاب الطاقة حيث يوصى بتناول النوعية متوسطة النضج، وليست ذات الطبيعة الناضجة بشكل كامل مع إمكانية دمجها ببعض المكسرات أو الزبادي غير المحلى، لتحقيق أقصى منافع صحية.