ليس البالغين وحدهم مايمكنهم مواجهة هذا النمط الإلتهابي الشائع من الآلام في المفاصل بل أن الأطفال أيضا يمكنهم الإصابة بنفس المرض, ولكنه يحمل اسم (التهاب المفاصل اليفعي مجهول السبب), والذي يمكن أن يعاني منه فئات المراهقين أيضا , وبما أنه غير معلوم الأسباب فإن العامل المحفز لحدوثه لم يتم تحديده على وجه الدقة إلا أنه يرتبط بهجمات يطلقها الجهاز المناعي على المفاصل كما يعتقد أن كلا من العوامل الوراثية والبيئية يتداخلان مع الإصابة بتلك الحالة
ومن حيث نطاق التأثير الذي تخلفه تلك المشكلة الإلتهابية فإن الأمر من الممكن أن يتجاوز كونها من الحالات المؤثرة على العظام حين يصاب الغضروف المغطي لاطراف العظام بالضعف والتدهور حيث أن العين وهو العضو المسئول عن الإبصار بالإضافة إلى الجلد يدخلان ضمن أنواع التأثيرات المتوقعة ولكن بشكل طفيف , بالإضافة إلى الأعضاء الداخلية الحيوية كذلك مثل القلب والرئتين, وبما أنها اعراض خفيا قد تمر مرورا عابرا حيث تكون غير مرئية حتى تعلن المفاجآت غير السارة عن مضاعفات أكثر خطورة , ومن أجل تجنبها يجب أن نعلم 3أنماط من المضاعفات يسببها التهاب المفاصل اليفعي مجهول السبب لدى الأطفال
ماهو التهاب المفاصل اليفعي لدى الأطفال؟
ماهو التهاب المفاصل اليفعي لدى الأطفال؟
من أشكال التهاب المفاصل الأكثر شيوعا لدى الأطفال أو كما يعرف بمرض الروماتيزم الطفولي الذي يستمر مع الطفل المصاب لمدة تصل إلى 6 أسابيع , وتكون بداية انطلاقه في المرحلة العمرية التي تقل عن 16 عاما ويتم تشخيص الإصابة عقب استبعاد جميع المسببات الأخرى لالتهاب المفاصل, وربما لايعلم كثيرا تلك الحقائق المرتبطة بإلتهاب المفاصل الروماتويدي والخاصة بالتداعيات السلبية التي يتركها على صحة عيون المريض وجلده وأعضاءه.
في غالبية الحالات غير المعالجة من هذا المرض والتي يتم تجاهلها فمن الممكن أن يفلت الأمر من بين أيدينا ويخرج عن نطاق السيطرة حيث يتطور إلى تلف في عين الطفل المصاب ومنه إلى أعضاء أخرى , وبما أن الجهاز المناعي له دور أساسي في وقوع الإصابة حيث يمثل المنظومة الدفاعية التي تتولة مهمة التصدي للغزاة من فيروسات وجراثيم وميكروبات يمكن أن تقتحم الجسم من مختلف المصادر
ويمكن أن يكون سبب إصابة الطفل بإلتهاب مفصلي شديد راجعا إلى تعرض النسيج المبطن للمفصل والذي يعرف (الغشاء الزليلي) وذلك جراء حدوث شكل من التفاعلات ذات الطبيعة المعقدة بين أجهزة المناعة بنوعيها الفطري والمكتسب والذي يطلق عليه التكيفي ويشهد تطورات على مدار الحياة كما يمكن أن تتداخل العوامل الوراثية أيضا بسبب طفرات جينية معينة , وربما توجد احتمالات لوجود مثيرات محفزة من مصادر بيئية خارجية
حول أساسيات تشخيص التهاب المفاصل مجهول السبب لدى الأطفال
حول أساسيات تشخيص التهاب المفاصل مجهول السبب لدى الأطفال
تبدأ أولى خطوات التشخيص الدقيق بالفحص السريري للكشف عن التهاب المفاصل الروماتويدي لدى الأطفال , ومن الممكن الإهتمام بإخضاع الطفل للتحاليل المخبرية التي تضع تقييمات لدرجة نشاط المرض وحدته , وقد برزت أهمية التدخل العلاجي المبكر والفعال في الوقت المناسب , وتحديدا العلاجات البيولوجية والتي تعبر عن أنواع الأدوية المشتقة من مصادر حيوية بما يحصد تأثيرات إيجابية على المدى الطويل فيما يخص التهاب المفاصل الروماتويدي اليفعي
أنماط من المضاعفات يسببها التهاب المفاصل اليفعي مجهول السبب لدى الأطفال
أولا التأثير على العيون( التهاب العنبية )
التهاب العنبية
من خلال الحديث عن هذا الشكل من التهابات العيون الذي يندرج تحت مسمى التهاب العنبية والذس يستهدف الطبقة الوسطى من الأنسجة في جدار العين والتي يطلق عليها اسم العنبية ويتم اعتبارها من أكثر المضاعفات شيوعا والناجمة عن التهاب المفاصل الروماتويدي لدى الأطفال والتي يصاحبها ظهور أعراض فجائية مثل حرقان مؤلم في العيون , مع احمرار وتهيج في العيون , وحساسية ضوئية , بالإضافة إلى ضبابية الرؤية ولعل مايميزها وجود تورمات إلى داخل البنية الداخلية للعيون فقط
من الواجب أن يقوم الآباء بإصطحاب الأطفال المصابين بإلتهاب المفاصل اليفعي من أجل إجراء فحوصات دورية للإطمئنان على صحة العيون من أجل الحماية من مضاعفات تلك الحالة المؤدية إلى اعتام عدة العين حيث تكون العدسة الطبيعية معتمة وتفقد شفافيتها الأمر الذي يؤدي إلى ضعف شديد في النظر , علاوة على أنواع أخرى من المضاعفات مثل الجلوكوما , وتدهور النظر في الحالات غير المعالجة منه
تظل الحاجة للخضوع لإختبارات الفحص بصفة منتظمة من الأمر الضرورية حتى لو لم تظهر أي علامات مرئية لمشكلات العيون تفاديا لأي مخاطر مستقبلية تؤدي إلى عواقب جسيمة
اقرأ أيضا التهاب المفاصل اليفعي مجهول السبب لدى الأطفال .. الأعراض وطرق العلاج
ثانيا : التأثير على الجلد ( التهاب المفاصل الصدفي)
التهاب المفاصل الصدفي
من ضمن الحالات الجلدية المزمنة التي تصيب المفاصل على جانبي الجسم بالتورم ويشكو منه بعض مرضى الصدفية , ومن الممكن أن ينتج عنه بقع من الطفح الجلدي لدى فئات الأطفال المصابين , وفي بعض الأحيان قد يشهد هذا الطفح الجلدي اختلافات لونية , إلا أنه في الغالب مايكون في شكل بقع متقشرة ذات لون أحمرجنبا إلى جنب مع علامات الطفح الجلدي
ثالثا التأثير على الأعضاء الحيوية ( متلازمة تنشيط البلاعم )
ربما يكون الأمر مثيرا للتعجب والإستغراب إلا أنه من المحتمل أيضا أن يكون لدى الأطفال المصابون بإلتهاب المفاصل شكاوى من آلام التشنج في المعدة ,وانقباضات صدرية علاوة على أزمات ضيق التنفس , بسبب ماطرأ من تأثيرات على أعضاء الجسم الداخلية ذات الوظائف الحيوية مثل الرئتين , والكبد , الطحال , والقلب رغم أن الأمر قد يكون بعيدا كل البعد عن توقعاتك
عندما تصل المضاعفات إلى مرحلة أكثر تقدما لتصيب أعضاء الجسم من الداخل فإن الأمر سوف يؤثر سلبا على الأنشطة اليومية التي يمارسها الطفل ويتسبب في عقبات تحول دون أدائها , وعند حدوث ذلك فإن تبني أساليب سريعة في العلاج يعد إجراءا إلزاميا في مثل تلك الظروف لتجنب ظهور تداعيات خطيرة تؤدي إلى فشل سريع في الأعضاء وذلك للحد من الإصابة بمتلازمة تنشيط البلاعم المؤدية إلى قصور كلى ذو أوجه متعددة يقود إلى فشل شديد ناجم عن التهاب حاد , وفي الحالات غير المعالجة منها يمكن أن تصبح مهددة للحياة , ومن ضمن أعراضها الشائعة ملاحظة ارتفاعات في درجة الحرارة, مع سيطرة علامات الإرهاق والتعب المزمن , وبقع من الكدمات الواضحة والشديدة
علاج التهاب المفاصل عند الأطفال
مضادات الالتهاب غير الستيرويدية
تتم التوصية بمضادات الالتهاب غير الستيرويدية التي تعتبر من أفضل خيارات العلاجات الدوائية ذات الفاعلية الكبرى والتي تستخدم على نطاق واسع كعلاج لإلتهاب المفاصل لدى الأطفال , ويعد الشكل النموذجي من العلاج الذي يهدف لتسكين الألم جنبا إلى جنب مع جلسات العلاج الطبيعي ,ومن جانب آخر لابد من مراعاة الأنماط الحياتية الصحية التي تشمل التغذية الصحية السليمة , وممارسة التمارين الرياضية بشكل منتظم , مع الحصول على ساعات كافية من النوم كل ذلك يخفف من فرص مواجهة التهابات , مع الإلتزام بلقاحات التطعيم المقوية للمناعة