مما لا شك فيه، أن لروتين ممارسة الرياضة في الصباح بشكل صحيح دورا فعالا وداعما لعملية التمثيل الغذائي والتقليل من الدهون المتواجدة داخل الجسم بشكل فعال، ولكن يجب الآخذ في عين الإعتبار إن هناك بعض العادات التي تبدو غير ضارة يتم فعلها في الصباح، ولكنها تتسبب بشكل رئيسي في إصابة الجسم بحالة من القلق والتوتر ومن ثم المعاناة من سهولة تراكم الدهون، والتعب لفترات زمنية طويلة. لهذا الأمر، فقد قررنا أن نتعرف فيما يلي على أهم 3 أخطاء شائعة يجب تجنبها عند ممارسة الرياضة في الصباح، للتمتع بفوائد هذه التمارين بشكل أو بآخر.
ما هي أهم 3 أخطاء شائعة يجب تجنبها عند ممارسة الرياضة في الصباح؟
1) ممارسة التمارين الرياضية بعد الاستيقاظ مباشرة
ممارسة التمارين الرياضية بعد الاستيقاظ مباشرة
يعتقد الكثير من الناس أن في حال ممارسة الرياضة على معدة فارغة، فسوف يساعد هذا الأمر الجسم على حرق الدهون بشكل أفضل.
الجدير بالذكر، أن هذا التفكير قد يكون صحيح مع بعض الحالات فقط، ولا يمكننا اعتماده كقاعدة تعامل أساسية خاصة إذا كنا نقوم بممارسة الرياضة مباشرة بعد الاستيقاظ، دون تناول الطعام لمدة 7-9 ساعات.
في هذا الوقت، قد يكون الجسم في حالة نقص حاد في الطاقة، وبمستويات السكر في الدم ويصبح الجليكوجين ذات معدلات منخفضة في الكبد، مما يتسبب ذلك في انخفاض كفاءة الأداء أثناء القيام بفعل التمارين الرياضية والأنشطة البدنية.
من الهام معرفة، أنه من الممكن أن يؤدي إجبار الجسم على ممارسة التمارين الرياضية عندما لا يتم إمداد الجسم بالطاقة والوقود إلى زيادة إفراز الكورتيزول والمعروف بهرمون التوتر، ومن ثم الشعور بالتعب والإرهاق والدوار وعدم القدرة على إنجاز المهام، وزيادة تراكم الدهون خاصة في منطقة البطن حيث يعد هذا هو السبب في أن الكثير من الناس يقوموا بفعل الكثير من الأنشطة الجادة في الصباح، ولكنهم ما زالوا لا يحققون تأثير فقدان الدهون المتوقع حدوثه.
من الممكن أيضا أن تتسبب آلية أداء التمارين الشاقة عندما الإستيقاظ للتو مع العزوف عن تناول الطعام إلى التسبب وبشكل رئيسي في فقدان العضلات أكثر من فقدان الدهون حيث سيضطر الجسم بعد ذلك إلى استخدام كلتا العضلتين كوقود، مما يقلل هذا من عملية التمثيل الغذائي على المدى الطويل.
لذا، وعند الرغبة في ممارسة التمارين الرياضية في الصباح الباكر، فينصح بضرورة التفكير في تناول وجبة خفيفة مثل موزة أو كوب من حليب الجوز أو القليل من الكاجو قبل أداء أي تمارين رياضية أو أنشطة، لزيادة قدرة الجسم على التحمل والتقليل من مشاعر الجوع بعد التمارين التي يت فعلها.
إقرأ أيضا: هل لروتين المشي لمسافات قصيرة جدا فوائد صحية؟
2) أداء التمارين الرياضية بقوة وشدة لفترات زمنية طويلة
أداء التمارين الرياضية بقوة وشدة لفترات زمنية طويلة
بشكل أو بآخر، يمكن أن تجلب آلية ممارسة الرياضة في الصباح العديد من الفوائد الصحية، ولكن إذا تم القيام بهذه التمارين بقوة شديدة أو مطولة مباشرة بعد الاستيقاظ ، فسوف يوضع الجسم تحت ضغط كبير لأنه لم يفلت تماما من حالة الراحة.
على سبيل التوضيح، وبعد الحصول على فترات النوم الكافية ليلا، فسوف تكون درجة حرارة الجسم منخفضة، وسيصبح ضغط الدم غير مستقر مع نشاط الجهاز العصبي الودي بشكل تدريجيا، ومن ثم تعد هذه هي الفترة التي يحتاج فيها الجسم إلى التسخين برفق مع ضرورة الإبتعاد عن أداء أي تمارين عالية الكثافة.
عند ممارسة الرياضة بقوة بعد الاستيقاظ مباشرة أو الجري بسرعة أو رفع الأوزان الثقيلة، فقد لا تتمكن الدورة الدموية وعملية التنفس من تلبية الطلب المتزايد على الأكسجين، مما يتسبب هذا الأمر بكل سهولة في الشعور بالدوخة وضيق التنفس حتى قد يصل الأمر إلى انخفاض ضغط الدم لدى بعض الأشخاص مع إمكانية الشعور بالتعب بعد التمرين والتقليل من أداء الجسم على مدار اليوم وزيادة الشهية الغذائية وتناول الكثيرمن الأطعمة في الوجبات الأخرى لتعويض الطاقة المفقودة.
لذا، وبدلا من ممارسة الرياضة بقوة فور الاستيقاظ، فيجب أعطاء الأولوية لأشكال معتدلة من التمارين مثل التمدد والمشي وركوب الدراجات الخفيفة مع ضرورة إقتصار المدة الزمنية على 30-40 دقيقة، وزيادة وقت الإحماء من 5-10 دقائق على الأقل لتحسين الدورة الدموية والتنفس قبل الانتقال إلى التمارين الرئيسية.
3) تخطي وجبة الإفطار
تخطي وجبة الإفطار
بعد الجلسة التدريبية المكونة من التمارين الرياضية، فسوف يحتاج الجسم إلى وقت للتعافي وتجديد الطاقة المستهلكة حيث ينصح في هذه الفترة بضرورة تجنب الاستحمام بالماء البارد، أو الإندفاع نحو ممارسة المهام العملية أو تخطي وجبة الإفطار، ومن ثم لن يكون لدى الجسم فرصة مثالية للشفاء، ومن ثم الشعور بالتعب بسهولة لفترة زمنية طويلة وتعطل دورة التمثيل الغذائي.
من الهام معرفة، أن وجبة الإفطار هي وجبة أساسية تعمل على تنظيم مستويات السكر في الدم والأنسولين، وتساهم في دعم صحة الدماغ لكي يعمل بكل ثبات. لذا، وفي حال تخطي تناول هذه الوجبة أو تناولها بعد فوات الأوان من أداء التمارين، فسوف يصاب الجسم بحالة من القلق والتوتر بسبب تراكم الكورتيزول (هرمون التوتر) ومن ثم تراكم الدهون بدلا من حرقها.
بمرور الوقت، وعند السير على روتين تخطي وجبة الإفطار فسوف يتعرض الجسم لفقدان كتلة العضلات والتباطؤ في رحلة فقدان الدهون، والشعور بالجوع دائما أو الرغبة في تناول الكثير من الأطعمة السكرية.
لتحسين فعالية التدريبات في الصباح الباكر، فيجب العمل على قضاء 5-10 دقائق في الاسترخاء برفق بعد أداء التمارين الرياضية، وشرب كمية كافية من الماء، وإعادة الشحن بوجبة فطور متوازنة تحتوي على البيض أو الشوفان أو الزبادي أو الفاكهة أو خبز القمح الكامل حيث تعد جميع هذه الخيارات مثالية لتوفير الطاقة وخلق الكثير من مشاعر الإمتلاء لفترة زمنية طويلة، مما يساهم هذا في التحكم بروتين تناول السعرات الحرارية في داخل الجسم.