في كثير من الأوقات، يتم اللجوء إلى إعطاء أطفالنا مكملات فيتامين C للعمل على تقوية مناعتهم الجسمانية خاصة في وقت تغير الموسم. ومن هنا فقد توارد على الذهن تساؤل هام جدا آلا وهو هل يجب على الأطفال تناول مكملات فيتامين C بشكل دوري منتظم؟ هذا ما سنتحدث عنه اليوم بمزيد من التوضيح والفهم من خلال سطورنا القادمة.
ما هو الدور الذي يلعبه فيتامين C في نمو الأطفال الصغار؟
ما هو الدور الذي يلعبه فيتامين C في نمو الأطفال الصغار؟
يعد فيتامين C هو أحد المغذيات الدقيقة الأساسية التي تشارك في العديد من العمليات البيولوجية المهمة في الجسم، خاصة عند الأطفال الذين هم في مرحلة النمو حيث تحتاج أجسامهم لهذا الفيتامين لتصنيع الكولاجين، وهو بروتين هيكلي مهم في الجلد والعظام والأوعية الدموية والأنسجة الضامة، بالإضافة إلى دوره الفعال في عملية دعم التئام الجروح والحفاظ على الأنسجة السليمة.
بالإضافة إلى ذلك، يساعد فيتامين C وبشكل فعال في زيادة امتصاص الحديد غير الهيم من الأطعمة النباتية، وهو أمر مهم للأطفال الصغار المعرضين لفقر الدم بسبب نقص الحديد. إلى جانب هذا، فيأتي أيضا دوره المضاد للأكسدة والذي يعمل على حماية الخلايا من تلف الجذور الحرة، وهو عامل يؤثر على وظيفة المناعة والنمو بشكل عام.
يعرف فيتامين C أيضا بدعم وظيفة المناعة وتحفيز نشاط خلايا الدم البيضاء وزيادة إنتاج الإنترفيرون، وهي عبارة عن مادة تساعد في مكافحة الفيروسات. بالرغم من ذلك، فلا يوجد دليل علمي واضح بأن مكملات فيتامين C يمكن أن تمنع إصابة الأطفال بالأنفلونزا أو الالتهابات.
بوجه عام، تختلف الاحتياجات اليومية من فيتامين C عند الأطفال باختلاف المرحلة العمرية، فوفقا لتوصيات الأطباء والخبراء، فسوف يحتاج الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين الـ 1-3 سنوات إلى حوالي 15 مجم / يوميا، ويحتاج الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين الـ 4-8 سنوات إلى 25 مجم / يوميا، ويحتاج الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين الـ 9-13 عاما إلى 45 مجم / يوميا.
إقرأ أيضا: أهم العلامات التحذيرية التي تدل على إفتقار الجسم لفيتامين C
هل يحتاج الأطفال إلى تناول مكملات فيتامين C بانتظام؟
هل يحتاج الأطفال إلى تناول مكملات فيتامين C بانتظام؟
في ظل الظروف الطبيعية والمعتادة، فإذا كان الأطفال يتغذون على مجموعة متنوعة من الأطعمة، وخاصة الفواكه والخضروات الطازجة مثل البرتقال والجريب فروت والمانجو والبابايا والفراولة والقرنبيط والخضروات، فيمكننا وبكل سهولة تلبية احتياجات الطفل اليومية من فيتامين C دون تناول أي شكل من المكملات.
بمزيد من التوضيح، فقد أظهرت العديد من الدراسات أن الأطفال الذين يتبعون نظاما غذائيا متوازنا، ولا يعانون من اضطرابات الامتصاص أو الحالات الطبية الأساسية الخطيرة، فنادرا ما يعانون من نقص فيتامين C وفي هذه الأوقات يجب الإطمئنان.
الجدير بالذكر، أنه عادة ما يفرز فيتامين C الزائد في البول لأن هذا فيتامين قابل للذوبان في الماء، ومع ذلك إذا تم استخدام جرعات عالية منه بانتظام، فسوف تزداد مخاطر الإصابة باضطرابات الجهاز الهضمي أو الإسهال أو الغثيان أو زيادة بيلة الأوكسالاكتية ، فمن الهام معرفة أن جميع هذه العوامل تؤدي وبشكل رئيسي إلى الشكوى منلحصوات الكلى التي يمكن أن تحدث حتى عند الأطفال الصغار.
في بعض الحالات، وخاصة مع الأطفال الذين يعانون من ضعف أو فقدان الشهية لفترات زمنية طويلة أو بعد التعرض لأحد أنواع الإصابات الشديدة، أو في حال اتباع نظام غذائي خاص، فقد يقوم الطبيب بوصف مكملات فيتامين C بجرعات منخفضة على المدى القصير مع مراعاة عدم تكملة هذه النوعية من المكملات بشكل ذاتي بدون إشراف طبي لتجنب حدوث أي مضاعفات صحية سلبية.
متى يتم إعطاء الأطفال مكملات فيتامين C؟ وكيف يتم اختيارها؟
متى يتم إعطاء الأطفال مكملات فيتامين C؟ وكيف يتم اختيارها؟
في بداية هذا الروتين، فينبغي أن تستند آلية التكميل بفيتامين C مع الأطفال الصغار إلى تقييمات تغذوية فردية، ولا يوصى باستخدامها بشكل عشوائي، فإذا لزم الأمر فسوف يوصي الطبيب بإعطاء الأفضلية لشكل العصائر أو الأقراص القابلة للمضغ أو القطرات المخصصة للأطفال على أن تكون بكميات مناسبة للعمر التي توصي به المنظمات الصحية والمختصين.
من الواجب على الآباء تجنب أعطاء أطفالهم أقراص فيتامين C الفوارة الخاصة بالبالغين، ما لم يقوم الطبيب بوصفها تحديدا وبجرعات مقسمة بعناية. إلى جانب هذا، فلا ينبغي تقييم احتياجات فيتامين C بناء على ما إذا كان الطفل مصابا بنزلة برد فقط، لأن نزلات البرد الفيروسية مرض شائع عند الأطفال ولا ترتبط بالضرورة بنقص الفيتامينات.
يجب أيضا مراعاة تناول مكملات فيتامين C بالتوازي مع زيادة كمية الفواكه والخضروات المتناولة في النظام الغذائي اليومي حيث لا تزال هذه النوعية من الأطعمة هي المصدر الأكثر أمانا وفاعلية لهذا الفيتامين الهام لصحة الجسم.
يجب الآخذ في عين الإعتبار، أنه إذا كان الطفل يعاني من مظاهر مرضية غير طبيعية أو مقلقة مثل نزيف اللثة أو التعب غير المبرر أو علامات نقص المغذيات الدقيقة، فمن الضروري الذهاب إلى الأطباء المختصين لعمل الفحوصات والإختبارات اللازمة بكل دقة ومن ثم الوقوف على طبيعة الحالة البدنية وما يحتاج إلية الجسم من عناصر غذائية.