في السابق وعند ذكر الحالة المرضية المعروفة بالنزيف الدماغي، فكان يتبادر على الذهن تلقائيا كبار السن بداية من سن الـ 50 إلى 70 عاما، وهذا لزيادة فرص تعرضهم لأزمة الإصابة بهذه الحالة المُقلقة وخاصة من كان لديهم تاريخ من الأمراض المزمنة مثل ارتفاع ضغط الدم والسكري ولا يخضعوا لعلاج يومي مستمر أما فيما يخص الوقت الحالي، فتعد أزمة السكتة الدماغية التي تتمثل في الاحتشاء والنزيف الدماغي آخذة في الارتفاع بين الشباب. لذا، فقد قررنا أن نتعرف اليوم على ما هي أهم أنواع النزيف الدماغي؟ وكيف يمكننا التعرف على هذه الحالة المرضية لإحتواء الأمر قبل تفاقمه وتطوره؟
النزيف الدماغي
النزيف الدماغي
يعد النزيف الدماغي هو شكل من أشكال الحوادث الدماغية الوعائية التي تحدث عندما تتمزق الأوعية الدموية الدماغية، مما يؤدي هذا إلى حدوث ورم دموي في الجمجمة ومن ثم التسبب في الضغط على أنسجة المخ المحيطة، وظهور الوذمة الدماغية، وزيادة الضغط داخل الجمجمة، وانخفاض تدفق الدم إلى الدماغ، مما قد يؤدي ذلك إلى زيادة مخاطر الوفاة أو ترك الكثير من العقابيل العصبية الشديدة.
أسباب وعوامل تزيد من مخاطر الإصابة بالنزيف الدماغي
أسباب وعوامل تزيد من مخاطر الإصابة بالنزيف الدماغي
بوجه عام، تمثل حالات الإصابة بالنزيف الدماغي حوالي 15٪ من حوادث الأوعية الدموية الدماغية حيث يحتاج المرضى في هذه الآونة إلى مراقبة الوضع الصحي عن كثب في أقرب منشأة طبية متخصصة لإجراء جراحة تخفيف الضغط على الفور وعند الحاجة.
من الهام معرفة، أن هذه الأزمة الصحية تحدث عندما لا يتم التحكم في ارتفاع ضغط الدم خاصة عند كبار السن، وفي حال المعاناة من اضطرابات تخثر الدم خاصة مع المرضى الذين يتناولون مضادات التخثر.
إلى جانب هذا، فمن الممكن أن تؤدي تشوهات الأوعية الدموية الدماغية (تمدد الأوعية الدموية – التشوهات الشريانية الوريدية) لزيادة مخاطر التعرض إلى هذه الأزمة المرضية، بالإضافة إلى أنه في حال تعاطي المخدرات (الكوكايين والمواد الأخرى المسببة للإدمان والإفراط في تناول الكحول) أو الشكوى من بعض الأمراض الطبية مثل تليف الكبد، والتهاب الكبد المزمن، والتعرض إلى إصابات الرأس بسبب السقوط والاصطدامات إلى زيادة فرص الإصابة بالنزيف الدماغي.
أنواع النزيف الدماغي
أنواع النزيف الدماغي
يتواجد داخل الدماغ 3 طبقات من الأغشية المعنية بحماية هذه المنطقة ولكنه من المتوقع حدوث أزمة النزيف هذه في الأماكن التالية:
1- نزيف تحت الغشاء العنكبوتي: نزيف بين الغشاء العنكبوتية والغشاء الناعم.
2- النزيف فوق الجافية: نزيف بين عظم الجمجمة والطبقة الجافية.
3- نزيف تحت الجافية: نزيف بين الجافية والأغشية العنكبوتية.
4- نزيف داخل الجمجمة: يتمثل في حدوث النزيف في الفصوص أو الكريات أو المخيخ.
5- النزيف البطني: يحدث النزيف في البطينين وبعض التجاويف في الدماغ.
إقرأ أيضا: 6 علامات تحذيرية تدل على حدوث الإصابة بأورام الدماغ
أعراض النزيف الدماغي
أعراض النزيف الدماغي
عند الإصابة بالنزيف الدماغي، فعادة ما تبدو هذه الحالة المرضية واضحة في المظاهر التالية:
– المعاناة من الصداع الشديد، الذي يصفه بعض الأشخاص أحيانا بأنه أشد صداع أصيبوا به على الإطلاق حيث يكون مصحوبا بالغثيان أو القيء.
– التعرض لأزمة الاضطرابات المعرفية، والتي تبدو ظاهرة من خلال الوعي المشوش أو الخمول أو التهيج.
– حدوث تنميل مفاجئ أو تشوه في الوجه، وضعف في اليدين والساقين حيث من الوارد حدوث هذا الأمر على جانب واحد من الذراع والساق.
– ظهور بعض العلامات المرضية الأخرى مثل صعوبة الكلام، وتداخل الكلام، وعدم وضوح الرؤية المفاجئ.
– ارتفاع ضغط الدم.
– إذا كانت الحالة المرضية شديدة، فسوف يتواجد الكثير من النزيف في الدماغ، وسيصبح المريض في غيبوبة عميقة، وتحدث المعاناة من عدم انتظام ضربات القلب، وغالبا يتوفى معظمهم في غضون 48 ساعة.
مضاعفات الإصابة بالنزيف الدماغي
مضاعفات الإصابة بالنزيف الدماغي
توجد العديد من المضاعفات التي تنتج عن أزمة الإصابة بالنزيف الدماغي والتي تتمثل في الآتي:
1) الشلل النصفي: طبقا للكثير من الإحصاءات، فتتعرض نسبة كبيرة جدا من الأشخاص الذين أصيبوا بسكتة دماغية إلى حدوث المعاناة من مضاعفات الشلل النصفي بعد الشفاء حيث يعدهذا هو أشد أنواع عواقب النزيف الدماغي، مما يجعل المريض غير قادر على أخذ زمام المبادرة في حياته.
2) اضطرابات اللغة: يشكو المرضى الذين يعانون من نزيف دماغي بأن لديهم فم مشوه، لا ينطق بطبيعة مستديرة وواضحا كما كان عندما كانوا بصحة جيدة، بالإضافة إلى أنه لن تكون بعض الأصوات قادرة على النطق أو فقدان حرف العلة الأخير. لذا، فإذا كانت مضاعفات هذه الحالة المرضية شديدة، فسوف تكون قدرة المريض اللغوية كما لو كان طفل يتعلم الكلام.
3) سلس البول: يعد هذا العرض المرضي من أهم المضاعفات الأكثر شيوعا لدى مرضى النزيف الدماغي.
4) الاضطرابات المعرفية: تتمثل هذه الحالة هنا عند اللامبالاة بكل شيء، والمعاناة من فقدان الذاكرة وعدم تذكر الكثير.
5) اضطرابات الجهاز التنفسي: وتبدو واضحة في الحثل الرئوي وفشل الجهاز التنفسي.
لذلك، وعند التعرف على العلامات والأعراض الخطيرة للنزيف الدماغي، فيوصى بضرورة الاتصال على الفور بالطوارئ والإنتقال إلى أقرب منشأة طبية.
طرق الوقاية من النزيف الدماغي
طرق الوقاية من النزيف الدماغي
* التحكم في ضغط الدم وعلاج الأمراض الكامنة مثل مرض السكري وعسر شحميات الدم.
* يحتاج المرضى الذين يعانون من اضطرابات تخثر الدم أو الذين يتناولون مضادات التخثر إلى الامتثال للعلاج ومتابعة الفحوصات وفقا لموعد الطبيب ومنع إصابات السقوط في الأنشطة اليومية.
* الإقلاع عن التدخين.
* فقدان الوزن (في حالة زيادة الوزن والسمنة).
* تناول نظاما غذائيا غنيا بالفواكه والخضروات.
* الحفاظ على التدريبات البدنية والأنشطة الرياضية.
* من الضروري إجراء فحوصات صحية دورية وفحص السكتة الدماغية كل 6 أشهر على الأقل للمساعدة في اكتشاف المخاطر مبكرا، خاصة لدى الأشخاص الذين يعانون من أمراض كامنة، وتشوهات الأوعية الدموية الدماغية ، وتمدد الأوعية الدموية أو تضيق الدم، واضطرابات تخثر الدم، والسمنة، وارتفاع الدهون في الدم، وتصلب الشرايين.
* ينبغي على الشباب الذين يعانون في كثير من الأحيان من الصداع حتى لو كان مؤقتا عدم التعامل مع هذا الأمر بشكل ذاتي لأن أزمة النزيف الدماغي هذه يمكن أن تسبب الوفاة أو العجز الدائم.