من أكثر التشوهات الخلقية شيوعا في الجهاز الهضمي، فيمكننا أن نقوم بذكر أزمة ضمور المريء وما لهذه الحالة المرضية من توابع صحية خطيره جدا قد تصل إلى حد الوفاة خاصة إذا لم يتم اكتشاف الأمر وعلاجه في الوقت المناسب. بشكل أكثر توضيحا، سنتحدث اليوم على ضمور المريء عند الأطفال وأهم الأسباب المؤدي لحدوث هذه الحالة وما هي الأعراض الدالة عليها؟ وكيف نستطيع القيام بعلاجها؟.
ضمور المريء عند الأطفال
ضمور المريء عند الأطفال
تُعرف حالة ضمور المريء بأنها عبارة عن اضطراب في الدورة الدموية للمريء مصحوبا بوجود أو عدم وجود اتصال غير طبيعي بين المريء والقصبة الهوائية. الجدير بالذكر، أنه في الوقت الحالي وعلى الرغم من التقدم في جراحة تطعيم المريء والإنعاش، إلا أنه لا يزال ضمور المريء مرضا ذو معدل وفيات مرتفع لأنه غالبا ما يكون مصحوبا بمجسات القصبة الهوائية والمريء التي تسبب الالتهاب الرئوي الشفطي.
بشكل رئيسي، يمكن تشخيص ضمور المريء مبكرا قبل الولادة عن طريق الموجات فوق الصوتية في عمر الـ 24 أسبوعا حيث غالبا ما يضطر الأطفال المصابون بضمور المريء إلى الخضوع لعملية جراحية لمساعدة الأطفال في الحصول على فرصة أكبر للبقاء على قيد الحياة، ولكن إذا تركوا لفترة طويلة، فقد يؤدي ذلك الأمر بكل سهولة إلى زيادة مخاطر الإصابة بالالتهاب الرئوي وارتفاع ضغط الدم الرئوي وتفاقم المرض.
من هنا يمكننا القول، بأن الاكتشاف المبكر للمرض يقوم بلعب دورا مهما للغاية في العلاج لأنه إذا تم اكتشافه في وقت متأخر، فمن الممكن أن يشكل النخر المعوي خطرا على المرضى من الأطفال.
أسباب ضمور المريء عند الاطفال
أسباب ضمور المريء عند الاطفال
تحدث حالة ضمور المريء المرضية نتيجة للتطور الجنيني غير الطبيعي بين الأسبوع الرابع والسادس من الحمل، وهو ما يفسر أن ضمور المريء غالبا ما يكون مصحوبا بالعديد من العيوب الخلقية المنسقة الأخرى في العمود الفقري والكلى والأعضاء التناسلية والقلب والأوعية الدموية والجهاز الهضمي.
بالرغم من ذلك، فإن سبب التشوهات في عملية تكوين الجنين لا يزال غير معروف بشكل ثابت أو محدد على الإطلاق ومع جميع الحالات.
إقرأ أيضا: دوالي المريء.. ما هي؟ وكل ما يتعلق بها من معلومات
علامات ضمور المريء الخلقي عند الاطفال
علامات ضمور المريء الخلقي عند الاطفال
بوجه عام، تظهر أعراض الطفل المصاب بضمور المريء الخلقي في وقت مبكر جدا بعد الولادة، فالأمر هنا يعد حالة مرضية مقلقة ولا يجب التهاون عند التعامل معها.
بمزيد من التوضيح، غالبا ما تظهر على الأطفال المصابون بضمور المريء العلامات التالي ذكرها:
1) المعاناة من اضطرابات الجهاز التنفسي حيث يتعرض الأطفال لأزمة التنفس السريع الضحل، بالإضافة إلى زيادة إفراز اللعاب، والتفريغ في الشعب الهوائية، والمعروف أيضا باسم أعراض “رغوة السلطعون”، فمن الهام معرفة أن هذه العلامة مبكرة وغالبا ما تكون من أعراض البقع، وأحيانا يمكن أن تسبب الإفرازات الوردية انسداد في منطقة مجرى الهواء.
2) ظهور بعض الأعراض المرضية على الجهاز الهضمي حيث يصبح الطفل شاحبا عند الرضاعة الأولى، ويسعل ويتقيأ بصورة مرضية غير مطمئنة.
3) انتفاخ كبير في البطن بسبب انتفاخ المعدة أو العكس.
4) الالتهاب الرئوي الوليدي الناجم عن الاختناق أو الإفراز في الشعب الهوائية، مما يترتب على ذلك جعل الحالة المرضية في صورتها الأسوأ.
بناء على العلامات السابق ذكرها، فيمكننا أن نقوم باصحاب الطفل إلى الطبيب المختص وعرض الطفل عليه ومن ثم اكتشاف هذه الحالة المرضية في وقت مبكر لأن منهجية الاكتشاف الباكر هذه تلعب دورا مهما للغاية في عملية العلاج حيث يساعد هذا الأمر الأطفال على تجنب خطر الإصابة بالنخر المعوي والمخاطر الأخرى التي تهدد الحياة.
طرق علاج ضمور المريء الخلقي عند الاطفال
طرق علاج ضمور المريء الخلقي عند الاطفال
في كثير من الأحيان، وخاصة فيما يتعلق بالأطفال المصابين بضمور المريء الخلقي، فيجب العلم أن أكثر طرق العلاج شيوعا وفاعلية هو اللجوء إلى التدخلات الجراحية.
يتم تحقيق هذا الأمر عن طريق قيام الأطباء بإجراء عملية جراحية لخياطة طرفي المريء معا خاصة إذا كان الطفل يعاني من ضمور المريء لخلق فجوة طفيفة. الجدير بالذكر، أن ذلك الأمر يساعد على تطهير الجهاز الهضمي من الفم إلى المعدة.
أما في الحالات التي يكون فيها ضمور المريء كبيرا جدا، فسوف يقوم الطبيب بإجراء عملية جراحية لإزالة قطعة من الأمعاء ليتم تطعيمها في المريء أو يمكن للأطباء وضع الرأس على المريء على الرقبة ، وفتح مظلة المعدة لإطعام الطفل حيث من الوارد خضوع الطفل لعملية رأب المريء بعد بلوغ الـ 6 أشهر.
خلاصة الأمر، تعد عملية الكشف المبكر والعلاج عند الأطفال المصابين بضمور المريء الخلقي أمرا بالغ الأهمية لحماية حياة الأطفال حيث تتجنب آلية إجراء الجراحة المبكرة مخاطر حدوث مضاعفات خطيرة تهدد حياة الطفل، وبناء على هذا فمن الواجب على الوالدين عدم التعامل مع هذا الوضع المرضي بشكل ذاتي أو بأي وضعية فيها حالة من التهاون ومع بداية عمر الطفل وعند ظهور أي أعراض مرضية غير مطمئنةن فيجب إصطحابه وبشكل فوري إلى الطبيب المختص.