مما لا شك فيه أن طبيعة الرغبة الجنسية لدى الجنسين تتأثر بالعديد من العوامل مثل الهرمونات والحالة النفسية والاجتماعية والجسدية، فهذا الأمر لا يمكننا اعتباره خطا ثابتا مع الجميع ولكنه يتغير ويتطور طبقا لكل مرحلة من مراحل الحياة والعمر مع الرجال كانوا أو النساء. بشكل أكثر فهما، سنتعرف اليوم على التغيرات الجنسية التي تحدث للجسم طبقا للمرحلة العمرية وسنستمر في التوضيح امتدادا مع مراحل العمر المتقدمة.
التغييرات النموذجية التي تعود على الرغبة الجنسية طبقا لكل مرحلة عمرية
أولا: وصف الرغبة الجنسية عند الرجال طبقا للمرحلة العمرية
وصف الرغبة الجنسية عند الرجال طبقا للمرحلة العمرية
– سن الـ 20: مع بداية الرحلة، فتعد هذه هي الفترة التي يصل فيها هرمون التستوستيرون (هرمون الذكورة) إلى ذروته، مما يعزز هذا الوضع من الرغبة الجنسية القوية عند الذكور.
بالرغم من ذلك، فمن الوارد مع هذه المرحلة العمرية أن تحدث معاناة الرجال أيضا من مشاكل ضعف الانتصاب (ED) بسبب قلة الخبرة أو الإجهاد النفسي أو كأحد الأعراض المرضية المبكرة الدالة على حدوث المعاناة من بعض الحالات الطبية الأساسية مثل أمراض القلب والأوعية الدموية.
– سن الـ 30 وأوائل الأربعينيات: لا تزال الرغبة الجنسية الذكورية مرتفعة مع هذه المرحلة العمرية على الرغم من أن مستويات هرمون التستوستيرون تبدأ في الانخفاض تدريجيا، وعادة ما يكون معدل الإنخفاض حوالي 1٪ سنويا بعد سن الـ 35.
إلى جانب هذا، فمن الممكن أن يصبح لروتين العمل والأسرة والمسؤوليات الأخرى دورا سلبيا كبيرا في التأثير على مستوى اهتمام الرجال بالعلاقة الجنسية.
– سن الـ 50 عاما فما فوق: في حال تمتع الرجال بالصحة البدنية والعقلية الجيدة مع بلوغ سن الـ 50 وما فوق، فلا يزال بإمكان الرجال في هذا العمر الحفاظ على حياة جنسية مرضية للنفس وللشريك.
علىى الجانب الآخر، فمن الممكن في هذه الأوقات أن تصبح أزمة ضعف الانتصاب أكثر شيوعا لهذه الفئة العمرية، ولكن السبب هنا لا يرجع إلى العمر وحده، ولكنه غالبا ما يرتبط بالأمراض الشائعة في سن الشيخوخة مثل مرض السكري والسمنة وأمراض القلب والأوعية الدموية والأدوية.
إقرأ أيضا: تأثيرات سلبية لقلة ممارسة العلاقة الجنسية بين الزوجين
ثانيا: وصف الرغبة الجنسية عند النساء طبقا للمرحلة العمرية
وصف الرغبة الجنسية عند النساء طبقا للمرحلة العمرية
– سن الـ 20: في عالم الطبيعية الفسيولوجية للمرأة تعد هذه الفترة هي ذروة الخصوبة الإنجابية لكن فيما يخص الرغبة الجنسية، فيختلف الأمر من سيدة لأخرى وليس بالضروري أن يكون الوضع في ذروته.
الجدير بالذكر، أن بعض الدراسات المعنية بهذا الأمر تشير إلى أن الرغبة الجنسية لدى النساء قد تزيد تدريجيا في أواخر العشرينات من العمر.
– سن الـ 30 وأوائل الـ 40: تعتبر هذه الفترة في حياة المرأة هي الفترة الذهبية التي تصل فيها رغبة الأنثى الجنسية إلى ذروتها.
على سبيل الفهم، تشير بعض الأبحاث إلى أن النساء اللواتي تتراوح أعمارهن بين الـ 27 و 45 عاما لديهن تواتر وشدة أعلى من التخيلات والرغبة الجنسية، ويمارسن الجنس أكثر من المراحل العمرية الأخرى.
– مرحلة المخاض: كما نعلم جميعا أنه بسبب فترتي الحمل والولادة تحدث الكثير من التغيرات التي تصيب جسد المرأة حيث يمكن أن ترتفع الرغبة الجنسية في المراحل المتوسطة بسبب الهرمونات ولكن يمكن أن تنخفض أيضا بسبب التعب والقلق وتغيرات الجسم.
بناء على هذا، ففيمكننا اعتبار هذه الفترة من الفترات الغير مستقره على الإطلاق والتي يجب التعامل معها بحرص وتحت إشراف المختصين لتجنب الوقوع في أي أزمات نفسية.
– سن الـ 50 فصاعدا: مع بلوغ سن الـ 50، فسوف يشعرن العديد من النساء بمزيد من الحرية خاصة مع تخطيهن لمراحل الإنجاب والرضاعة والعناية بالأطفال، والعديد من العوامل التي تعد بمثابة حالات ضغط مؤثرة على الرغبة الجنسية.
ولكن، يمكن أن تقلل فترة انقطاع الطمث من مستويات هرمون الاستروجين، مما يؤدي ذلك إلى جفاف المهبل وانخفاض الرغبة الجنسية. إلى جانب إمكانية ظهور بعض الأعراض المرضية الأخرى مثل الهبات الساخنة وصعوبة النوم وزيادة الوزن ومن ثم التأثير سلبا على الحياة الجنسية.
دور الهرمونات في الرغبة الجنسية لكلا الطرفين
دور الهرمونات في الرغبة الجنسية لكلا الطرفين
على الرغم من أن الهرمونات تلعب دورا مهما جدا في الرغبة الجنسية، إلا أن الأمر بأكمله لا يعتمد عليها كليا، فلا يزال لدى الرجل الذي يعاني مستوى منخفض من هرمون التستوستيرون رغبة جنسية طبيعية، في حين أن الشخص ذو المستوى المرتفع قد يعاني من مشكلة تجاه هذه الرغبة. لذا، فغالبا ما تكون الصحة البدنية والعقلية والعلاقات والعوامل النفسية هي العوامل الأكثر أهمية في هذه الآونة أو يمكننا اعتبار الأمر رباط مشترك لعديد من العوامل الفعالة والمؤثرة.
لذا، ومن خلال موقعنا هذا فننصح بأهمية التعامل مع المشاكل التي تصيب الرغبة الجنسية بمزيد من الحكمة والدراية والفهم حيث يتم تحقيق هذا من خلال التواصل مع المختصين والاطباء لتحديد أسباب المشكلة واتخاذ خيارات العلاج المناسبة من إجراء بعض التعديلات في أنماط الحياة، ووصف الهرمونات (هرمون الاستروجين للنساء، والتستوستيرون للرجال) إمتدادا إلى آلية تناول الأدوية المتخصصة.