العسل هدية طبيعية غنية بالعديد من العناصر الغذائية فمع إحتواءه على الإنزيمات والفيتامينات ومضادات الأكسدة، إلا أنه يتمتع أيضا بالقدرة على دعم عملية الهضم وتقليل الانزعاج المعوي خاصة في حال تناوله كمشروب مخلوط بالماء أو ببعض العناصر الطبيعية الأخرى. لذا، وعند الرغبة في الاستفادة من هذه الميزة تحديدا، فمن الواجب علينا أن نتعرف على كيفية استخدامها، بالإضافة إلى أهمية معرفة الفئات التي يجب أن تتوخي الحذر عند تناول العسل، لتجنب حدوث أي مضاعفات صحية.
ما هي فوائد شرب العسل على صحة الأمعاء؟
أولا: دعم عملية الهضم
دعم عملية الهضم
بشكل رئيسي، يحتوي العسل على إنزيمات طبيعية، بما في ذلك الأميليز والإنفرتاز. الجدير بالذكر، أن هذه الإنزيمات تساعد على تكسير النشويات والسكريات المعقدة إلى أشكال أبسط، وبالتالي تكون داعمة جيدة للجسم حتى يستطيع امتصاص العناصر الغذائية بشكل فعال.
لذا، وعند شرب العسل الممزوج بالماء الدافئ في الصباح، فسوف يتم تحفيز الجهاز الهضمي بلطف، مما يقلل هذا الأمر من مشاعر الثقل أو عسر الهضم بعد الوجبات.
ثانيا: الحفاظ على توازن البكتيريا المعوية
الحفاظ على توازن البكتيريا المعوية
أظهرت العديد من الدراسات الحديثة أن العسل يعمل كمادة حيوية. على سبيل التوضيح، فإنه لا يتم امتصاص السكريات قليلة السكاريد الموجودة في العسل بداخل الأمعاء الدقيقة ولكنها تذهب مباشرة إلى الأمعاء الغليظة، لتصبح مصدرا غذائيا رائعا للبروبيوتيك.
بناء على هذا، فسوف يساعد العسل في الحفاظ على توازن البكتيريا المعوية، ومن ثم يمنع عملية نمو البكتيريا الضارة، ويحسن من صحة الجهاز الهضمي.
إلى جانب هذا، فقد أظهرت بعض الدراسات البحثية أيضا أن العسل يمكن أن يساعد في تقليل أعراض الإسهال والتهاب الأمعاء بفضل هذه الفائدة الفعالة والرائعة لصحة الجسم.
ثالثا: تخفيف مشاعر الإمساك والانتفاخ
تخفيف مشاعر الإمساك والانتفاخ
قد تتحسن حالة بعض الأشخاص الذين يعانون من مشاكل الإمساك أو الانتفاخ مع إضافة العسل إلى نظامهم الغذائي حيث يحدث هذا الأمر لأن العسل له تأثير ملين خفيف، مما يساعد على تليين البراز، وتحفيز التمعج المعوي للعمل بشكل أكثر إيقاعا.
في الوقت نفسه، وبفضل قدرته على تغذية البروبيوتيك، فيساهم العسل بصورة فعالة في تقليل الانتفاخات وخاصة مع الأشخاص الذين يعانون من اضطرابات الجهاز الهضمي الوظيفية.
رابعا: الحد من التهابات المعدة
الحد من التهابات المعدة
يحتوي العسل على بيروكسيد الهيدروجين الطبيعي ومركبات الفينول التي لها خصائص مضادة للبكتيريا ومضادة للالتهابات.
على سبيل التأكيد، تشير بعض الدراسات إلى أن العسل يمكن أن يمنع نمو بكتيريا هيليكوباكتر بيلوري التي تعد هي السبب الرئيسي في المعاناة من قرحة المعدة، مما يساعد هذا الأمر على تهدئة الأغشية المخاطية وحماية المعدة.
بالإضافة إلى ذلك، تساعد مضادات الأكسدة الموجودة في العسل أيضا في تقليل الإجهاد التأكسدي، وهو عامل مرتبط بالعديد من الأمراض المزمنة التي من الوارد أن تصيب الجهاز الهضمي.
خامسا: دعم التعافي من الإسهال
دعم التعافي من الإسهال
وفقا لآراء بعض المختصين، فقد تم استخدام العسل في العديد من تركيبات الإماهة والإلكتروليت حيث تساعد آلية إضافة هذا العنصر الرائع على تحسين امتصاص السوائل في الأمعاء، وبالتالي تقصير مدة الإسهال.
كما وثقت بعض التجارب أيضا الآثار الإيجابية للعسل على مرضى الإسهال بسبب مرض التهاب الأمعاء أو الالتهابات البكتيرية، وما له من دور فعال تجاه هذا الأمر.
إقرأ أيضا: 9 فوائد تعود على الجسم عند تناول خليط العسل مع الكركم
ما هي طرق شرب العسل للحفاظ على صحة الأمعاء؟
ما هي طرق شرب العسل للحفاظ على صحة الأمعاء؟
– شرب العسل في الصباح: يتم تطبيق هذا عن طريق خلط ملعقة كبيرة من العسل مع الماء الدافئ (حوالي 40-45 درجة مئوية) للاحتفاظ بالإنزيمات والعناصر الغذائية حيث يساعد روتين الشرب هنا على معدة فارغة في دعم عملية تحفيز الجهاز الهضمي بلطف ومن ثم تنقية الجسم.
– إضافة الليمون أو الزنجبيل: عند خلط العسل مع عصير الليمون أو شاي الزنجبيل، فسوف يعود هذا الأمر بالعديد من المنافع على الصحة وأهمها دعم صحة الجهاز الهضمي وتقوية جهاز المناعة وتدفئة البطن.
– الشرب بإعتدال: يجب استخدام 1-2 ملاعق كبيرة فقط من العسل (حوالي 20-30 جم) يوميا حيث يمكن أن يؤدي تناول الكثير من السكر إلى زيادة نسبة السكريات في الجسم والتأثير على الوزن أو نسبة السكر في الدم بشكل سلبي.
– إعطاء الأولوية للعسل النقي: يستطيع العسل الخام أو غير المعالج أن يحتفظ بالإنزيمات والمواد النشطة بيولوجيا أكثر من العسل الذي يتم تكريره في درجات حرارة عالية.
ما أهم الملاحظات الهامة التي يجب معرفتها عند استخدام العسل؟
ما أهم الملاحظات الهامة التي يجب معرفتها عند استخدام العسل؟
1) غير مخصص للاستخدام للأطفال الأقل من عام: يحذر الخبراء من إعطاء العسل للأطفال دون سن الـ 12 شهرا، بما في ذلك العسل المخفف حيث يرجع السبب في ذلك هو أن العسل يمكن أن يحتوي على جراثيم بكتيريا كلوستريديوم البوتولينوم، وفي هذه الآونة يكون الجهاز الهضمي للطفل ليس ناضجا بما يكفي للتعامل معه، مما يؤدي ذلك إلى زيادة مخاطر الإصابة بالتسمم بالبوتولينوم.
2) يحتاج مرضى السكري إلى توخي الحذر: كما نعلم جميعا أن العسل سكر طبيعي، لكنه لا يزال بإمكانه رفع نسبة السكر في الدم. لذا، فيجب على مرضى السكري استشارة الطبيب قبل إضافة العسل إلى نظامهم الغذائي، فإذا كان مسموحا بذلك فمن الضروري حساب كمية العسل في النظام الغذائي العام لتجنب ارتفاع السكر في الدم بعد الأكل.
3) تجنب إساءة الإستخدام: على الرغم من فوائد العسل العديدة، إلا أنه ليس دواء ولا يمكن أن يحل محل العلاجات الطبية. بناء على هذا، فسوف يحتاج الأشخاص الذين يعانون من أمراض الجهاز الهضمي المزمنة (مثل قرحة المعدة والتهاب القولون ومتلازمة القولون العصبي) إلى اتباع نظام الطبيب، واعتبار العسل دعما إضافيا فقط.
4) ملاحظة الحساسية والآثار الجانبية الأخرى: قد يكون لدى بعض الأشخاص حساسية من العسل أو حبوب اللقاح حيث يتضح هذا الأمر في بعض المظاهر المرضية مثل الحكة والشرى حتى قد يصل الأمر إلى المعاناة من ضيق في التنفس أما في حال المعاناة من أعراض غير عادية، فيجب علينا وفورا التوقف عن عملية التناول وطلب العناية الطبية. بالإضافة إلى ذلك، فمن الممكن أن يتسبب الاستخدام المفرط للعسل في تسوس الأسنان أو زيادة الوزن أو الشكوى اضطرابات السكر في الدم.