في أغلب الأوقات، عادة ما يقوم الآباء بإصطحاب أطفالهم إلى طبيب أمراض العيون عندما يكون لعيونهم بعض المظاهر المرضية الغير طبيعية والواضحة فقط مثل الحول وتدلي الجفون، ولكن يجب الآخذ في عين الإعتبار أن هناك أمراض عيون أخرى خطيرة تتطور بصمت وبشكل سريع دون ظهور أي أعراض أو علامات خارجية، وخاصة الأخطاء الانكسارية وأمراض قاع العين. لذا، فمن الضروري جدا على الوالدين عدم تجاهل روتين الفحص لأطفالهم لتجنب حدوث أي مضاعفات صحية غير مرغوب فيها. بمزيد من التوضيح، سنتحدث اليوم على أمراض العين الصامتة عند الأطفال وكيف نستطيع اكتشافها والتعامل معها بشكل طبي سليم؟.
أمراض العين الصامتة عند الأطفال
أمراض العين الصامتة عند الأطفال
طبقا لآراء الكثير من الأطباء، فتعد أمراض العيون عند الأطفال متنوعة للغاية، ولكن في حال تعامل الأهل بشكل ذاتي فسوف يتم اكتشاف الأمراض ذات الأعراض الواضحة مثل التورم والاحمرار والحول فقط أما على الجانب الآخر وفيما يخص الأمراض الصامته فسيتم تجاهلها ومن هنا تحدث العديد من المضاعفات الخطيرة التي لا يحمد عقباها بعد ذلك.
على سبيل الفهم أكثر يتواجد اثنان من أكثر الأمراض الصامته والغير مرئية شيوعا آلا وهما:
1- الأخطاء الانكسارية: والتي تتمثل في قصر النظر وطول النظر والاستجماتيزم حيث تكون عيون الطفل من الخارج طبيعية تماما، ولكن في الواقع تصاب قدرة الطفل على الرؤية بحالة من الضعف.
2- أمراض قاع العين: تقع هذه النوعية من الأمراض في أعماق العين ولا يمكن اكتشافها إلا عند قيام الأطباء باستخدام المعدات المتخصصة للفحص، فالأمر هنا لا يمكن أن يكون مرئي بالعين المجردة إطلاقا ولا يمكن للوالدين اكتشافه إلا من خلال الفحوصات المتخصصة.
إقرأ أيضا: هل نستطيع استخدام قطرات العين المالحة الفسيولوجية لأطفالنا الصغار بانتظام؟
الوقت الذهبي لاصطحاب الطفل لفحص العين الشامل
الوقت الذهبي لاصطحاب الطفل لفحص العين الشامل
تعرفنا من قبل على بعض أمراض العين التي لا نستطيع القيام باكتشافها إلا من خلال الفحوصات المخصصة. إذن ما هو الوقت المناسب لاصطحاب الطفل لفحص العين؟.
فيما يخص هذا الأمر، فيقوم أطباء العيون بتقديم التوصيات المهمة والتي تتمثل في الآتي:
- فحص عيون الأطفال لدى الطبيب بشكل فوري بمجرد ظهور علامات غير طبيعية حتى وإن كانت هذه العلامات بسيطة، فيجب التعامل مع مثل هذه الأمور بمزيد من الفطنة والاهتمام.
- اللجوء إلى أنماط الفحص المبكر خاصة إذا كان لدى أحد أفراد الأسرة مثل الآباء والأشقاء تاريخ من أمراض العيون أو يعانون من قصر أو طول النظر الشديد، وتباعا يجب اصطحاب الطفل إلى الطبيب في وقت مبكر للكشف عن العوامل الوراثية، حتى لو بدت العيون طبيعية تماما ولا يصيبها أي شيء.
- الإعتياد على إجراء فحوصات ما قبل المدرسة مع الأطفال الذين ليس لديهم تاريخ عائلي حيث يوصي الأطباء بأهمية فعل هذا الروتين الوقائي مرة واحدة على الأقل قبل دخول الصف لدعم جميع سُبل الاكتشاف المبكر والتدخل على الفور وتلقي العلاج السليم في هذه المرحلة وتجنب العواقب المؤسفة التي من الوارد حدوثها لاحقا.
ملاحظات واعتبارات هامة يجب على الوالدين أن يكونوا على دراية بها
ملاحظات واعتبارات هامة يجب على الوالدين أن يكونوا على دراية بها
في بداية الأمر، سوف يتملك العديد من الآباء أعتقادا خاطئا آلا وهو أن أطفالهم صغار جدا ولا يعرفون كيفية الخضوع لعمليات الفحص الشاملة، لذلك لن يرغبوا في الذهاب لعملية الفحص هذه ولكن يجب الآخذ في عين الإعتبار أنه مع التقدم العلمي الحالي، أصبحت آلية تشخيص أمراض العيون عند الأطفال الصغار أسهل بكثير وأكثر دقة.
بوجه عام، يمكن للأطباء أن يقوموا باكتشاف أمراض العيون مبكرا عند الأطفال بداية من عمر الـ 6 أشهر حيث يرجع ذلك إلى الأجهزة الحديثة المتواجدة في هذا العصر تحديدا ودورها الفعال في اكتشاف أي خطأ انكساري وارد أن يعاني منه الطفل، وإلى أي مدى قد وصلت الحالة المرضية ومتى تكون هناك حاجة للتدخل؟.
من الهام معرفة، أنه لا يستدعي كل خطأ انكساري يصيب الطفل أن يقوم على آثاره بارتداء النظارة على الفور، فطبقا لآراء أطباء العيون أنه في الحالات الفسيولوجية سوف تتم الحاجة إلى المراقبة الدورية، ولكن مع الأخطاء الانكسارية المرضية التي تؤثر على الوظيفة البصرية مثل قصر النظر أو طول النظر الشديد، فسوف يحتاج الأطفال إلى التدخل وارتداء النظارات مبكرا.
لضمان أدق نتائج تشخيصية، فيجب على الآباء اختيار المرافق الطبية لطب العيون ذات السمعة الطيبة ، والتي لديها أطباء ذوي خبرة ومعدات حديثة ومناسبة لفحص الأطفال الصغار بمزيد من الآمان والراحة
أما بالنسبة للأطفال الذين تم تشخيص إصابتهم بالأخطاء الانكسارية، فإن زيارات المتابعة المنتظمة تكون مهمة للغاية حيث يأتي هذا الأمر اعتمادا على الحالة المرضية للطفل، وفي أغلب الأوقات قد يحدد الطبيب موعدا للمتابعة كل 6 أشهر أو كل 3-4 أشهر لمراقبة تطور المرض وضبط النظارات وفقا لذلك.
في النهاية، يجب على الوالدين التعامل مع أزمات أطفالهم الصحية بشكل عام والخاصة بالعين على سبيل التحديد بمزيد من الوعي والفهم والادراك وتجنب الاهمال والتغاضي للبعد عن أي مضاعفات صحية واردة الحدوث.