من الأزمات الصحية التي من الممكن أن تصيب كبار السن ويسهل التغاضي عنها يمكننا أن نتحدث عن ضعف الغدة الكظرية. الجدير بالذكر، أن هذه الأزمة الصحية يمكن أن تتسبب بشكل رئيسي في حدوث العديد من التبعيات المرضية مثل التعب والارهاق وانخفاض ضغط الدم والشكوى من اضطرابات التمثيل الغذائي وزيادة مخاطر الوفاة خاصة إذا تأخر العلاج. بشكل أكثر شمولا وتوضيحا، فسوف نتعرف الآن من خلال مقالنا اليوم على اضطرابات الغدة الكظرية عند كبار السن وما هي أهم أعراضها؟ وكيف نتعامل معها بشكل صحيح تحت الإشراف الطبي؟.
كبار السن وحالة الغدة الكظرية
كبار السن وحالة الغدة الكظرية
مع التقدم في العمر وخاصة فئة كبار السن، فسوف تحدث حالة من الضعف التي تصيب الغدد الكظرية، مما يتسبب هذا الأمر في عدم إنتاج الجسم لما يكفي من الهرمونات الأساسية مثل الكورتيزول والألدوستيرون.
يجب العلم، أن هذه هي الهرمونات تلعب دورا مهما في الحفاظ على الطاقة، ومستويات ضغط الدم المنضبطة، بالإضافة إلى تهيئة الجسم بشكل صحيح إلى إمكانية الاستجابة للإجهاد.
عند حدوث خلل في هذه الوظيفة، فقد يعاني المريض من الارهاق الملحوظ ، وحدوث حالة من الانخفاض التي تصيب ضغط الدم حتى يقع المريض في حالة حرجة خاصة إذا لم يتم اكتشاف المرض في الوقت المناسب.
وظيفة الغدة الكظرية
وظيفة الغدة الكظرية
تقع الغدد الكظرية فوق كل كلية بما في ذلك القشرة ونخاع الغدة الكظرية حيث تقوم هذه القشرة الغدية بالعمل على افراز هرمونات الجلوكوكورتيكويد (الكورتيزول) والقشرانيات المعدنية (الألدوستيرون) والأندروجينات الصغيرة.
على سبيل التوضيح، يعمل هرمون الكورتيزول على تنظيم آلية الاستجابة للإجهاد، واستقلاب الجلوكوز، ومنع اصابة الجسم بالالتهابات، وتنظيم الألدوستيرون الذي يعمل على ضبط توازن الماء المالح وضغط الدم.
عندما تكون الغدد الكظرية أو محور ما تحت المهاد والغدة النخامية في حالة من الضعف، فسوف يفتقر الجسم إلى الكورتيزول و / أو الألدوستيرون وهي حالة تسمى قصور الغدة الكظرية، ومع كبار السن تحديدا يمكن أن تتفاقم أزمة انخفاض وظيفة الغدة الكظرية بسبب عملية الشيخوخة والأمراض الأساسية والآثار الجانبية للأدوية.
تصنيف الاضطرابات وآليات قصور الغدة الكظرية
تصنيف الاضطرابات وآليات قصور الغدة الكظرية
ينقسم قصور الغدة الكظرية إلى ثلاثة أنواع رئيسية:
- قصور الغدة الكظرية الأولي / مرض أديسون: تحدث هذه الحالة المرضية بسبب الضرر المباشر الذي يصيب قشرة الغدة الكظرية وتباعا تحدث حالة من انخفاض إنتاج هرموني الكورتيزول والألدوستيرون.
- قصور الغدة الكظرية الثانوي: بسبب عدم قدرة الغدة النخامية على إفراز ما يكفي من الـ ACTH (هرمون محفز قشرة الغدة الكظرية)، والذي يؤثر بشكل رئيسي على الكورتيزول ويجعل هرمون الألدوستيرون أقل تأثرا لأنه يتم تنظيمه بشكل أكبر بواسطة نظام الرينين والأنجيوتنسين.
- قصور الغدة الكظرية من الدرجة الثالثة: يصيب منطقة ما تحت المهاد، فعند الاستخدام طويل الأمد للجلوكوكورتيكويد، فسوف يثبط هذا الأمر من محور ما تحت المهاد والغدة النخامية والغدة الكظرية.
يجب العلم أنه مع التقدم في العمر، فسوف تتغير بنية واستجابة الغدد الكظرية بطبيعتها حيث ينخفض إنتاج الألدوستيرون، وتقل القدرة على الاستجابة للإجهاد، وتتقلص مخازن الهرمونات.
من الهام معرفة، أن هذه التغييرات تجعل كبار السن أكثر عرضة لبعض الآثار الجانبية الخطيرة والتي تحدث عندما تتلف الغدد الكظرية بشكل أكبر.
إقرأ أيضا: 7 أسباب تؤدي إلى المعاناة من التعب والإرهاق المستمر
أعراض قصور الغدة الكظرية عند كبار السن
أعراض قصور الغدة الكظرية عند كبار السن
مع كبار السن، غالبا ما تكون أعراض قصور الغدة الكظرية غير واضحة إطلاقا ويسهل الخلط بينها وبين أعراض الشيخوخة أو الأمراض الأساسية.
على سبيل الفهم أكثر، تتمثل هذه الأعراض في الآتي:
- التعب والإرهاق لفترات زمنية طويلة.
- ضعف العضلات.
- انخفاض الطاقة.
- فقدان الشهية.
- فقدان الوزن.
- الغثيان الغير مبرر.
- المعاناة من آلام في البطن.
- الدوخة عند الوقوف (انخفاض ضغط الدم الوضعي).
- انخفاض ضغط الدم المزمن.
- نقص السكر في الدم.
- المعاناة من اضطرابات المنحل بالكهرباء حيث انخفاض الصوديوم، وارتفاع البوتاسيوم (في حالة القصور الأولي مع تلف الألدوستيرون).
- انخفاض مفاجئ في ضغط الدم.
- وفقدان الوعي.
- التعرض للصدمات حيث تعد هذه حالة طبية طارئة تهدد الحياة.
تشخيص قصور الغدة الكظرية عند كبار السن
تشخيص قصور الغدة الكظرية عند كبار السن
غالبا ما يتأخر تشخيص قصور الغدة الكظرية لدى كبار السن لأن الأعراض المرضية تكون غير واضحة ويمكن الخلط بينها وبين بعض الأعراض المرضية الأخرى بكل سهولة.
لذا، ولإجراء التشخيص الصحيح، فسوف يعمل أخصائي الغدد الصماء على جمع الآتي:
- اختبارات الدم الأولية: قياس الكورتيزول صباحا، والـ ACTH ، والصوديوم، والبوتاسيوم.
- اختبار تحفيز ACTH: حيث يتم حقن ACTH ويتم قياس استجابة الكورتيزول، فإذا كانت الزيادة صغيرة جدا، فسوف يشير هذا إلى أن الغدد الكظرية لا تستجيب بشكل جيد.
- تصنيف الضعف الأولي أو الثانوي: يتم تحدث هذا بناء على تركيز الـ ACTH والرينين والألدوستيرون (إذا لزم الأمر).
- اختبارات إضافية: تتجلى في تصوير الغدة الكظرية (CT / MRI) للبحث عن الآفات والمناعة الذاتية والسل والأورام الخبيثه.
- تقييم الاستجابة للإجهاد: إذا كان المريض يعاني من هذه الأزمة بشكل حاد، فيجب العلم أن انخفاض ضغط الدم لا يستجيب للعلاج التقليدي، وتباعا يجب النظر في أزمة الغدة الكظرية.
بوجه عام، يعد التشخيص المبكر والتصنيف المرضي الصحيح هما مفتاح لتلقي آلية العلاج بشكل فعال.
طرق علاج قصور الغدة الكظرية عند كبار السن
طرق علاج قصور الغدة الكظرية عند كبار السن
عادة ما يكون علاج قصور الغدة الكظرية هو العلاج بالهرمونات البديلة، والذي يتجلى في الآتي:
- الجلوكوكورتيكويدات البديلة: في هذه الآونة، غالبا ما يتم اختيار الهيدروكورتيزون حيث يتم تقسيمها إلى جرعات لمحاكاة إيقاعات الساعة البيولوجية.
- القشرانيات المعدنية (فلودروكورتيزون): تعد هذه النوعية الدوائية ضرورية في حالة القصور الأولي (أديسون) لتنظيم الصوديوم والبوتاسيوم والحفاظ على انخفاض ضغط الدم.
- تعديل الجرعة عند الإجهاد: عندما يعاني المريض من الحمى أو العدوى أو الجراحة، فيجب العمل على زيادة جرعة الجلوكوكورتيكويد بشكل مؤقت.
- مراقبة الإلكتروليتاتات وضغط الدم والوزن وردود الفعل السلبية: ينصح الخبراء بأهمية إجراء تعديلات للجرعة خاصة في حالة وجود القصور الكلوي أو الكبدي أو التفاعلات الدوائية.
- تثقيف المرضى وأفراد الأسرة: يجب على مريض قصور الغدة الكظرية أن يتعرف كثيرا على هذا المرض من حيث كيفية ضبط الجرعة، وإحضار الأدوية الوقائية (حقن الهيدروكورتيزون الطارئ) عند الخروج.
- المراقبة طويلة الأجل: لآلية التقييم الدوري لوظيفة الهرمونات، والقلب والأوعية الدموية، وفحص الكلى، وكثافة العظام دورا مهما في الوقوف على الحالة الصحية بشكل دقيق، وهذا لأن الاستخدام طويل الأمد للجلوكوكورتيكويد يمكن أن يسبب هشاشة العظام والسكري وارتفاع ضغط الدم.