يمكن لبعض الأدوية أن تتسبب بشكل رئيسي في جعل من يقوموا بتناولها بالشعور بالكثير من أحاسيس الجوع والرغبة في تناول الطعام بكميات زائدة، مما يترتب على ذلك اكتساب الوزن بمعدلات غير متوقعة. من هنا،وعند القيام بفهم آلية عمل مجموعات الأدوية التي تسبب زيادة الشهية، فسوف يساعد ذلك المرضى على استخدام الأدوية بأمان والتحكم بشكل فعال في أوزانهم. بمزيد من الفهم والتوضيح أكثر، فقد قررنا أن نفتح اليوم ملف الحديث عن الأدوية التي تزيد من الشهية الغذائية وتتسبب بشمل ملحوظ في زيادة الوزن.
لماذا تزيد بعض المجموعات الدوائية من الشهية الغذائية؟

لماذا تزيد بعض المجموعات الدوائية من الشهية الغذائية؟
بشكل رئيسي، تعد الدماغ هي المتحكم الأساسي في مشاعر الشبع والجوع من خلال الناقلات العصبية مثل الدوبامين والسيروتونين والنورادرينالين والهيستامين.
الجدير بالذكر، أنه في حال قيام بعض الأدوية بتغيير تركيز أو نشاط هذه المواد، فقد تزداد الشهية الغذائية بصورة ملحوظة.
بالإضافة إلى ذلك، فتقوم أيضا بعض الأدوية بالتأثير على مستويات الأنسولين أو اللبتين، أو تعمل على تعطيل إشارات الشبع، أو تقلل من استقلاب الطاقة، مما يترتب على ذلك زيادة رغبة الجسم نحو تناول المزيد من الطعام للتعويض.
من هنا يمكننا القول بأن آلية الدواء المسبب للشهية ترجع إلى الآتي:
1- تثبيط السيروتونين أو النورادرينالين والتقليل من مشاعر الشبع.
2- زيادة نشاط الدوبامين والذي يقوم بخلق الكثير من مشاعر الرضا والسعادة عند تناول الطعام.
3- التأثير على منطقة ما تحت المهاد، وتحفيز مركز تكييف الطعام.
4- التأثيرات غير المباشرة على النوم والمزاج حيث يعاني بعض المرضى من قلة النوم أو التعب أو الاكتئاب وتباعا يصبحوا أكثر عرضة لتناول المزيد من الطعام.
ما هي أهم المجموعات الدوائية التي تزيد من الشهية الغذائية؟
يمكن لمجموعات معينة من الأدوية أن تتسبب بشكل أساسي في تغيير عملية التمثيل الغذائي وتؤثر على الناقلات العصبية في الدماغ، وبالتالي تحفز من مشاعر الجوع أو زيادة الشهية خاصة مع الأطعمة الغنية بالسكر والنشويات.
تتمثل هذه المجموعات فيما يلي:
1) مضادات الاكتئاب

مضادات الاكتئاب
عند الحديث عن مضادات الاكتئاب ثلاثية الحلقات مثل (أميتريبتيلين – إيميبرامين – دوكسيبين … إلخ)، وبعض مثبطات استرداد السيروتونين الانتقائية أو مثبطات استرداد السيروتونين الانتقائية مثل الباروكستين، فيجب العلم أن أغلب هذه الأنواع تزيد من الشهية وتؤدي إلى زيادة الوزن.
يرجع هذا الأمر إلى أن هذه النوعية الدوائية تؤثر على توازن السيروتونين والهيستامين وهما اثنان من أجهزة الإرسال المشاركة في تنظيم مشاعر الشبع والنشوة، فعندما تنخفض مستويات السيروتونين فسوف تزيد الرغبة لدى بعض الأفراد نحو تناول الحلويات أو النشويات ومن هنا تحدث أزمة زيادة الوزن.
إقرأ أيضا: لماذا تسبب اضطرابات الغدد الصماء زيادة الوزن والسمنة؟
2) مضادات الذهان

مضادات الذهان
تتمثل مضادات الذهان هنا في بعض المنتجات الدوائية مثل (كلوزابين – أولانزابين – ريسبيريدون -كيوتيابين) حيث تعد هذه المجموعة من أكثر المجوعات وضوحا لزيادة الوزن.
الجدير بالذكر، أن هذه المجموعة الدوائية لا تزيد من مشاعر الجوع فقط، بل تقلل أيضا من التمثيل الغذائي الأساسي، مما يتسبب هذا الأمر في حدوث اضطرابات بعملية تنظيم هرمونات اللبتين والأنسولين، وهما هرمونان يتحكمان في الشبع ويخزنان الطاقة.
في هذه الآونة، غالبا ما يكتسب المستخدمون على المدى الطويل الوزن بسرعة، وخاصة في منطقة البطن حيث تتراكم الدهون بصورة ملحوظة.
3) الكورتيكوستيرويدات

الكورتيكوستيرويدات
تعتبر أدوية الكورتيكوستيرويدات مثل (بريدنيزولون – ديكساميثازون – ميثيل بريدنيزولون) من أهم العناصر الدوائية التي تعمل على تحفيز عملية استحداث السكر وتزيد من الشهية الغذائية خاصة مع الأطعمة الحلوة.
مع آلية الاستخدام المطول لهذه المجموعة الدوائية، فمن الممكن يمكن أن يؤدي ذلك الأمر إلى زيادة الوزن وتكون دهون البطن واحتباس الماء المالح والمعاناة من اضطرابات التمثيل الغذائي للدهون ولنسبة السكر في الدم.
لذلك، وعند الاضطرار إلى تناول الكورتيكوستيرويدات لفترة زمنية طويلة، فيجب على المرضى اتباع نظام غذائي صحي معني بالتحكم في الطاقة والملح حيث يجب أن يأتي هذا الأمر جنبا إلى جنب مع مراقبة الوزن والسكر في الدم بشكل دوري.
4) أدوية السكري

أدوية السكري
يمكن أن تسبب بعض الأدوية الخافضة لسكر الدم مثل الأنسولين أو السلفونيل يوريا (جليبن كاميد – جليكلازيد … إلخ) حدوث رد فعل جسماني متمثل في الجوع الشديد عندما ينخفض سكر الدم بشكل مفرط.
تباعا لهذا، فغالبا ما يأكل المرضى أكثر لتجنب نقص السكر في الدم، مما يؤدي هذا إلى زيادة الوزن غير المرغوب فيها.
للحد من ذلك، يوصى بضرورة تقسيم الوجبات واختيار الأطعمة ذات المؤشر الجلايسيمي المنخفض ومراقبة نسبة السكر في الدم بانتظام لضبط الجرعة وفقا لذلك.
5) الأدوية الهرمونية

الأدوية الهرمونية
يمكن أن تسبب المستحضرات الدوائية التي تحتوي على جرعات عالية من هرمون الاستروجين أو البروجسترون في حدوث حالة من احتباس الماء وزيادة الشهية والوزن بشكل خفيف.
الجدير بالذكر، أن درجة التأثير هنا تعتمد على الجرعة ومدة الاستخدام، ففي النساء اللواتي يتعين عليهن تناول مثل هذه الأدوية على المدى الطويل، فغالبا ما يفضل الأطباء أن يتم اعطاء هذه التركيبات بجرعة منخفضة للحد من الآثار الجانبية الغير مرغوب فيها.
6) أدوية الصرع وآلام الأعصاب

أدوية الصرع وآلام الأعصاب
يمكن لبعض الأدوية مثل (الفالبروات – الجابابنتين – البريجابالين) أن تزيد من مشاعر الجوع وتحفز الأفراد نحو آلية تناول الطعام خاصة عند استخدامها لفترات زمنية طويلة.
بوجه عام، تتضمن الآلية المتبعة هنا تغيير الموصلية GABA واستقلاب الطاقة في الخلايا العصبية، وتباعا يجب مراقبة المرضى للوزن بشكل دوري والحفاظ على نظام غذائي يتم التحكم فيه بالسعرات الحرارية طوال فترة العلاج.
خلاصة الأمر، وعند المعاناة من زيادة الوزن بمعدلات ملحوظة عند تناول أي من المجموعات الدوائية سابقة الذكر، فيجب التواصل مع الطبيب المختص بشكل فوري وعرض الأمر عليه لتجنب حدوث أي مضاعفات صحية مع ضرورة تجنب التعامل مع الوضع بشكل ذاتي.
إلى جانب هذا، فينصح أيضا بأهمية اتباع الانماط الحياتية الصحية مثل النوم باكرا وفي أوقات محددة وتناول العناصر الغذائية الصحية وممارسة التمارين الرياضية والإبتعاد تماما عن تناول منتجات التبغ ومشروبات الكافيين.
