يأتي علينا في بعض الأوقات أننا نقوم بالإستيقاظ من النوم في حالة متعبة ومفتقدة إلى الطاقة، نرغب في النوم مرة أخرى بالرغم من حصولنا على عدد كافي ومناسب من ساعات النوم. فهل هذه الحالة تحدث نتيجة التعرض لبعض الأسباب الجسمانية أوالنفسية؟ هذا ما سنتعرف عليه بمزيد من التفصيل من خلال سطور مقالنا التالية.
النوم الطبيعي الصحي
يحتاج البالغون الذين تتراوح أعمارهم بين الـ 18 و 64 عاما إلى النوم من 7-9 ساعات يوميا حيث يعد هذا المعدل المتوسط للحصول على جسم صحي. فيجب العلم أن النوم أقل من اللازم يمكن أن يسبب الشعور بالتعب، والنوم كثيرا لا يجعل الفرد يبدو أكثر يقظة أوحيوية ولكن قد يصيبه بالخمول الشديد.
عند شعور الفرد بالنعاس ليلا أو نهارا لفترات طويلة فسوف يؤدي ذلك إلى تدهور خطير في الحالة الصحية، وكفاءة العمل، والعلاقات الاجتماعية. لذا يجب علينا أن نتعرف على أهم الأسباب التي تؤدي إلى الرغبة في النوم بشكل مستمر لكي نستطيع أن نتعامل معها بشكل سليم، ووضع الطرق العلاجية المناسبة لها.
ما هي أهم أسباب الشعور الدائم بالنعاس؟
-
سوء نوعية النوم
قد نصاب في بعض الأوقات بحالة من الخمول بالرغم من حصولنا على قسط كاف من النوم، فقد تجد أنفسنا بدون أي قوة في اليوم التالي. فالجدير بالذكر أن جودة النوم لا ترتبط بمدة النوم فقط، بل ترتبط أيضا بعوامل أخرى عديدة، مثل ما إذا كنا نغفو بسهولة، أو نخلد إلى النوم بشكل عميق، وما إذا كان النوم في حالته المتقطعة، وما إلى ذلك.
بوجه عام إذا لم نحصل على قسط كاف من النوم الجيد، فسوف نشعر دائما بالتعب والنعاس بغض النظر عن مقدار النوم الذي قومنا بالحصول عليه.
-
النظام الغذائي الغير صحي
يتلقى الجسم بشكل رئيسي الطاقة من خلال تناول الطعام حيث يؤدي تخطي مواعيد تناول الوجبات بشكل متكرر إلى جانب اللهث وراء الطعام الغير صحي، وعدم التوازن في تناوله إلى حدوث نقص الطاقة والمواد الأساسية، والشعور بالتعب الدائم والنعاس.
يجب علينا أن نقوم بالعمل على تحقيق التوازن بين جميع العناصر الغذائية وشرب كمية كافية من الماء وهذا لتحسين حالة النوم أكثر. بالإضافة إلى ضرورة الانتباه إلى تناول الطعام في الوقت المحدد وبالأخص الذي يحتوي على الفيتامينات الضرورية مثل الحديد وفيتامين B12 وفيتامين D4.
-
نمط الحياة النمطي المستقر
إن الحفاظ على نمط الحياة بشكل روتيني مستقل لفترة طويلة قد يلعب دورا رئيسيا في حدوث الإكتئاب والاضطرابات العقلية الأخرى، ومتلازمات التمثيل الغذائي، وخطر السمنة، وأمراض القلب والأوعية الدموية، فيجب العلم أن الطباع اليومية المستقرة ذو الطابع النمطي إلى جانب قضاء بعض الوقت على الأجهزة الإلكترونية والتعرض للضوء الأزرق من العادات التي تؤثر بشكل رئيسي على عادات النوم ليلا والشعور دائما بالتعب والنعاس أثناء النهار.
يجب أن نعمل على زيادة الأنشطة البدنية المناسبة لنا مثل المشي والركض وممارسة الرياضة خلال فترات النهار وهذا للمساعدة على تنظيم النوم والطاقة بشكل أفضل.
-
الإفراط في التدريب البدني
يمكن أن يؤدي القيام بالتمارين البدنية الثقيلة مع الجدول الزمني الضيق، إلى حدوث استنفاد كبير للجسم حيث تعد ليلة واحدة من النوم غير كافية للتعافي ومن هنا يأتي الشعور بالخمول والرغبة في النوم مرارا وتكرارا. بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن يسبب التمرين المفرط الكثير من الأوجاع والآلام والإصابات وانخفاض القدرة على العمل وفقدان الوزن غير المقصود وتقلب المزاج أو الاكتئاب.
في هذه الحالة، يجب القيام بممارسة التمارين الرياضية بشكل صحيح والإلتزام بالأوقات التي يقوم المدرب المتخصص بتقديم النصيحة بها حيث السماح للجسم بالراحة والتعافي ومن هنا نستطيع القضاء على مشاكل النوم قدر الإمكان.
في الوقت نفسه، يوصى الخبراء دائما بضروة تجنب الحركة والإفراط في التدريب قبل ساعتين من وقت النوم حيث يساعد ذلك الأمر على النوم بشكل جيد وبصورة أفضل.
-
الإجهاد النفسي
يعد الإجهاد النفسي المفرط من الأسباب الرئيسية التي من الممكن أن تسبب التعب وتقلل من جودة النوم حيث قد يصل الأمر إلى مواجهة الصعوبة في النوم، وغالبا ما يستغرق المصاب أكثر من 30 دقيقة في الليلة لكي يغفو.
قد يضطر المصاب ببعض المشكلات النفسية إلى القلق كثيرا في منتصف الليل وفي بعض الأوقات قد يصل الأمر إلى عدم إمكانية العودة مرة أخرى إلى النوم. لذا يجب العمل على تحسين الحالة النفسية قدر الإمكان من خلال إدارة الإجهاد والمواقف العصبية في الأمور الحياتية والعملية في العمل على التقليل من الإرهاق وأعراض النوم أكثر من اللازم.
-
الحالة المرضية
يعد التعب والضعف والشعور بالنعاس على الرغم من الحصول على الكثير من النوم هي أعراض مرتبطة بالعديد من الحالات الصحية المختلفة، بما في ذلك:
- فقر الدم
- مرض الغدة الدرقية
- أمراض المناعة الذاتية
- توقف التنفس أثناء النوم
- الخدار
- متلازمة تململ الساق
- متلازمة التعب المزمن
- مرض الانسداد الرئوي المزمن (COPD)
- داء السكري
- فيبروميالغيا
- أمراض القلب
- الاضطرابات النفسية مثل: الاكتئاب والقلق والاضطراب ثنائي القطب
- السرطان
يجب العلم أن هذه الظروف الصحية تؤثر على جودة النوم ومستويات الطاقة بطرق مختلفة، لكنها بوجع عام تسبب التعب والنعاس الشديد. بالإضافة إلى ذلك، فمن الممكن أن تتأثر الطاقة الجسمانية بالعلاج الذي يتم الإستعانة به، مثل العلاج الكيميائي للسرطان.
يجب العلم أيضا أن النساء خلال فترة الحمل وأثناء انقطاع الطمث قد يواجهن العديد من مشاكل النوم. فبالنسبة للنساء الحوامل، تتعرض أجسامهن للتعب الجسماني بسهولة أكبر إلى جانب الإصابة بنوبات التبول الليلي المتكرر بسبب نشاط الجنين مما ينتج عن ذلك المعاناه الشديدة من إضطرابات النوم.
أما بالنسبة لانقطاع الطمث وفترة ما قبل انقطاع الطمث، فقد تتأثر جودة النوم بسهولة بسبب المعاناه من الهبات الساخنة والتعرق الليلي إلى جانب التغيرات الهرمونية وعوامل الشيخوخة والإجهاد.
-
الآثار الجانبية للأدوية
يعد النعاس المتكرر والتعب من الآثار الجانبية الشائعة لتناول العديد من أنواع الأدوية المختلفة، والتي يمكن أن تشمل بعض مسكنات الألم، ومضادات القيء، ومضادات الاختلاج، وأدوية ضغط الدم، ومدرات البول، أو أدوية الاكتئاب والاضطرابات النفسية الأخرى.
يجب العلم أنه إذا كان النعاس الناجم عن استخدام الدواء يؤثر على الحياة اليومية والعملية فيجب على الفور التواصل مع الطبيب المعالج لكي يقوم بمراجعة الدواء والجرعة التي يتم تناولها وإجراء التعديلات اللازمة تجاه هذا الأمر، ولكن يجب تجنب فعل هذا الأمر بشكل ذاتي دون موافقة الطبيب.
كما ذكرنا من قبل، فإن أسباب هذه المشكلة متنوعة للغاية حيث قد يسهل تحديد بعضها والتغلب عليه، والبعض الآخر ينطوي على مشاكل خطيرة تتطلب الإستعانة الطبية وتلقي العلاج الفوري.