يعد تقيؤ الدم أو ما يُعرف طبيبا بمسمى القيء الدموي أحد الحالات الطبية الغير شائعة ولكن لها العديد من المخاطر الصحية المحتملة التي قد تؤدي إلى حدوث الوفاة. لذا يجب علينا أن ننتبه عند ظهور هذه الحالة الصحية وهذا لكي نستطيع التعامل معها بشكل طبي سليم. في العموم هيا نتعرف من خلال سطورنا القادمة على القيء الدموي بمزيد من التفصيل وما هي أهم الأسباب الرئيسية التي قد تؤدي إلى حدوث المعاناه منه؟
ما هو القيء الدموي؟
القيءالدموي هو حالة مرضية تتميز بوجود دم في المحتوى الذي يتم تقييؤه من المعدة حيث تُعد هذه الحالة من الأعراض المزعجة والمخيفة لكثير من الأشخاص، لأنها قد توحي بوجود مشاكل صحية خطيرة. فالجدير بالذكر أن هذه الحالة الصحية يمكن أن تحدث نتيجة لعدة أسباب، بدءا من الأمراض العابرة وصولا إلى الحالات المرضية الخطيرة.
ما هي أسباب الإصابة بالقيء الدموي؟
تتنوع وتتعدد أسباب الإصابة بالقيء الدموي حيث أنها من الوارد ان تشمل أموراً بسيطة وغير خطيرة، وفي حالات أخرى قد تكون ذات أهمية كبيرة وتتطلب اهتماما فوريا من الأطباء والمتخصصين. لذا إليكم الآن بعض الأسباب الشائعة للإصابة بالقيء الدموي التي تتمثل في:
1) تهيج المعدة: يمكن أن يؤدي التهيج الشديد لجدار المعدة إلى حدوث النزيف، وهذا قد يتسبب في القيء الدموي. فيجب العلم أنه عادة ما يحدث هذا بسبب تناول الأطعمة الفاسدة أو مسببات التهيج الأخرى، مثل تناول الأدوية والمسكنات على معدة فارغة.
2) قرحة المعدة: عند الإصابة بقرحة المعدة والمعاناة من الهضم الضعيف، فمن الممكن أن يتسبب هذا في تهيج القرحة وإحداث نزيف في المعدة، الأمر الذي يؤدي إلى حدوث القيء الدموي.
3) التهاب المعدة: يمكن أن تصاب المعدة بالتهاب شديد بداخلها، حيث يسبب هذا الأمر تهيجا وتآكل في جدارها ومن هنا يحدث القيء الدموي.
4) الالتهاب القولوني: قد تحدث الإصابة بالقيء الدموي نتيجة التفاعل مع بعض الالتهابات في القولون، بسبب الإصابة ببعض الأمراض المزمنة مثل التهاب القولون التقرحي.
5) الأورام السرطانية: يمكن أن تكون الأورام السرطانية سواء في الجهاز الهضمي أو غيرها من الأجزاء الداخلية هي سببا رئيسيا لحدوث هذه الحالة المرضية. فيجب العلم أن التقاط الدم من هذه الأورام قد يسبب بشكل واضح الشعور بالقئ الدموي.
6) حصى المرارة أو الكلى: يمكن أن يسبب تواجد حصى المرارة أو الكلى بعض المشاكل في الجهاز الهضمي، بما في ذلك القيء الدموي الذي يحدث بسبب التهيج الناتج عن هذه الحصوات المؤلمة.
7) الضغط النفسي: بعض الأشخاص يعانون من اضطرابات نفسية مثل القلق، والتوتر الشديد، والعصبية الزائدة. فالجدير بالذكر أن جميع هذه الحالات يمكن أن تؤدي إلى حدوث اعتلالًا هضميا يؤدي إلى القيء الدموي.
ما هي أعراض الإصابة بالقيء الدموي؟
يجب علينا الانتباه إلى أي أعراض أخرى مصاحبة للقيء الدموي للوقوف على الحالة الصحية بشكل دقيق ومن أهم الأعراض المصاحبة ما يلي:
- الآلام والتقلصات الحادة في البطن.
- الإسهال المفرط .
- فقدان الوزن الغير طبيعي.
- سوء التغذية وفقدان الشهية.
- الإحساس بالتعب والإرهاق.
ما أهم الفحوصات الطبية التي يجب القيام بها في حالة الإصابة بالقيء الدموي؟
من الضروري معرفة أنه لا يجب تجاهل القيء الدموي تماما وينبغي زيارة طبيب لتلقي الفحص الطبي المناسب وإجراء بعض الإختبارات والفحوصات الإضافية التي نستطيع من خلالها أن نقوم بتقييم هذه الحالة المرضية حيث تتمثل فيما يلي:
أولا: فحوصات الدم
يعتبر فحص الدم هو الفحص الأول الذي يتم إجراؤه لتقييم حالة القيء الدموي حيث يتم هذا من خلال فحص عينة صغيرة يمكن للأطباء من خلالها معرفة حجم الخلايا الدموية ووظائف الأعضاء الحيوية مثل الكبد والكلى. إلى جانب هذا فقد يكشف هذا الفحص عن وجود أي عوامل أخرى قد تتسبب في حالة القيء الدموي ومن ثم يتم توجيه المريض للفحوصات الأخرى المناسبة.
ثانيا: صورة الصدر والبطن
تعطي صورة الصدر والبطن الأطباء نظرة عامة على حالة الأعضاء الداخلية مثل المريء، والمعدة، والأمعاء حيث قد يتم اكتشاف وجود تشوهات هيكلية في هذه الصورة مثل وجود أي انسداد أو ضيق يؤدي إلى حدوث القيء الدموي.
ثالثا: تنظير الجهاز الهضمي العلوي
يعد تنظير الجهاز الهضمي العلوي أحد الفحوصات الأكثر شيوعا وإستخداما لتشخيص حالات القيء الدموي. فالجدير بالذكر أن هذا الإختبار يتم القيام به عن طريق إدخال أنبوب صغير عبر الفم والمريء والمعدة وصولًا إلى الأمعاء الدقيقة. من خلال هذا الاختبار، يمكن للأطباء التحقق من حالة الأنسجة واكتشاف أي مشكلات محتملة مثل القرحة أو التهاب الجدار المعوي.
رابعا: العمليات التشخيصية الأخرى
في بعض الأحيان، قد يلجأ الأطباء إلى إجراء العديد من الفحوصات التشخيصية الأخرى لاستبعاد أي أسباب محتملة أخرى للقيء الدموي. فقد تشمل هذه الإختبارات فحص الأنزيمات الهضمية الأخرى في الدم، أو إجراء فحص البراز للكشف عن وجود الدم.
يجب العلم أن إن الفحوصات الطبية التي قمنا بذكرها تعتبر أمثلة عامة للفحوصات التي يمكن أن تجرى في حالة القيء الدموي، والتي من الممكن أن تختلف من حالة لأخرى حيث قد يقترح الأطباء فحوصات إضافية بناءً على المشاكل الفردية لكل شخص. فيعد الهدف الأساسي من هذه الفحوصات هو التأكد من عدم وجود مشكلة صحية خطيرة ووصف العلاج اللازم بناء على النتائج الدقيقة.
كيف يتم علاج القيء الدموي؟
عند التعرض للقيء الدموي فسوف تعتمد طريقة العلاج التي يختارها الطبيب على السبب المحتمل لحدوثها. فالجدير بالذكر انه في بعض الحالات، قد يتم وصف الأدوية المضادة للقيء للمساعدة في تحسين الحالة أما في حالة وجود التهاب في الأمعاء أو المريء، فمن الممكن أن يقوم الطبيب بوصف الأدوية المضادة للالتهابات أو الأدوية المضادة للأحماض المعدية لتخفيف الأعراض وتقليل الالتهاب.
إلى جانب هذا فقد يُنصح أيضا بضرورة القيام بإجراء تغييرات في نظام الغذاء وأنماط الحياة حيث يفضل تجنب تناول الأطعمة الحارة أو الدهنية أو الحمضية. فالمريض هنا قد يحتاج إلى تناول وجبات صغيرة ومتعددة في اليوم لتخفيف الضغط على المعدة، والامتناع عن شرب الماء قبل النوم مباشرة.
تعتبر العلاجات التكميلية والبديلة أيضا خيارا يستخدمه البعض للتخفيف من القيء الدموي. فقد يكون لبعض الأعشاب الطبية، مثل شاي البابونج أو منقوع اللبان الذكر تأثير فعال في تهدئة الجهاز الهضمي والمساعدة في إيقاف القيء. ومع ذلك يجب أيضا استشارة الطبيب قبل استخدام أي علاج تكميلي أو بديل للتأكد من عدم حدوث تداخل مع الأدوية التي يتم تناولها.