مما لا شك فيه أن التغذية هي عامل مهم يؤثر بشكل كبير ورئيسي على الصحة البدنية والعقلية خاصة مع تقدم الناس في العمر. لذا، فمن الضروري جدا أن يتم التعرف على أفضل الأطعمة المعنية بمساعدة الأشخاص الذين تخطوا سن الـ 50 عاما على أن يكونوا أكثر صحة وسعادة وكفاءة بدنية، وهذا ما سنقوم بذكره لاحقا.
التغذية الصحية لمن تجاوزوا سن الـ 50 عاما

التغذية الصحية لمن تجاوزوا سن الـ 50 عاما
كما نعلم جميعا أن الأنظمة الغذائية الصحية من العوامل الهامة التي تؤثر على الصحة البدنية والعقلية بشكل رئيسي. الجدير بالذكر، أنه عند الدخول إلى الخمسينيات من العمر، فسوف يبدأ جسم الإنسان في الخضوع لتغييرات كبيرة بما في ذلك التدهور الجسدي والعقلي، ومن ثم يلعب النظام الغذائي الصحي والعلمي دورا مهما للغاية في الحفاظ على الصحة وإبطاء عملية الشيخوخة والوقاية من بعض الأمراض.
على سبيل التوضيح أكثر، فقد ركزت العديد من الدراسات على دور الأنظمة الغذائية في التقليل من الحالات النفسية السلبية مثل الاكتئاب، وتعزيز الصحة الإيجابية حيث يتم هذا من خلال قيام بعض المغذيات بدعم معايير المزاج الصحي والسعادة في سن الشيخوخة.
من أهم العناصر الغذائية المعنية بهذا الأمر، فيمكننا أن نقوم بالحديث عن الفواكه والخضروات والدهون المتعددة غير المشبعة (PUFAs) والأسماك، فالجدير بالذكر أن جميع هذه العناصر معروفة على نطاق واسع لفوائدها الصحية، وإرتباطها بشكل رئيسي في عملية الحد من الاكتئاب والإجهاد النفسي من خلال بعض الآليات مثل تحسين صحة الأمعاء وتقليل الالتهابات داخل الجسم وتعزيز نشاط الناقل العصبي.
إلى جانب هذا، فقد أظهرت بعض النتائج البحثية أيضا أن أطعمة هذه العناصر الغذائية تؤثر على الصحة الجسمانية بطرق مختلفة، فعلى سبيل المثال يرتبط تناول الفاكهة والخضروات بالصحة العقلية، بينما يرتبط روتين تناول الأسماك بمستويات السعادة، حتى بعد تعديل أعراض الاكتئاب.
أما فيما يخص آراء الخبراء، فقد تم التصديق على أنه في حال تناول الفواكه والخضروات بشكل يومي منتظم، فسوف يرتبط هذا الروتين بمعدلات عالية جدا من السعادة وفي حال تناول الأسماك الدهنية فمن الممكن أن يدعم هذا الأمر من أساليب الرفاهية عن طريق دعم مسارات الناقل العصبي الصحية للمواد الكيميائية التي تعمل على تنظيم المزاج مثل السيروتونين والدوبامين.
بوجه عام، تسلط هذه النتائج الضوء على أن النظام الغذائي عامل قابل للتعديل ولديه القدرة على تحسين صحة كبار السن وخاصة من تجاوزوا الـ 50 عاما . لذا، فتعد آلية استهلاك الفواكه والخضروات والأسماك إجراء بسيطا واقتصاديا وسهل أيضا عند الرغبة في تحسين الصحة العامة.
إقرأ أيضا: 6 عادات للحفاظ على المظهر الشبابي بعد سن الـ 50
أهم الأطعمة التي ينصح بتناولها بعد بلوغ سن الـ 50 عاما
أولا: الفاكهة

الفاكهة
تعد الفاكهة من أفضل المصادر الطبيعية لفيتامين C ومضادات الأكسدة. على سبيل التوضيح، يساعد فيتامين C على تقوية جهاز المناعة وإنتاج الكولاجين للبشرة أما مضادات الأكسدة فتساعد هذ الأخرى على حماية الخلايا من التلف وتقوية جهاز المناعة وإبطاء عملية الشيخوخة وتقليل مخاطر الإصابة بالأمراض المزمنة.
يجب العلم، أن جميع هذه المنافع هامة بشكل خاص لصحة كبار السن بسبب ضعف جهاز المناعة لديهم وتعرضهم بنسب متزايدة لمخاطر الإصابة بالعديد من الأمراض.
تحتوي الفاكهة أيضا على نسبة عالية من الألياف، مما يحفز هذا من حركة الأمعاء، وهو أمر هام مفيد للجهاز الهضمي ويحد من أزمة الإمساك التي تعد من المشاكل الشائعة لدى كبار السن بسبب تغيير عادات الأكل وعدم ممارسة التمارين الرياضية.
ثانيا: الخضروات

الخضروات
تتميز الخضروات بأنها من أهم العناصر المنخفضة السعرات الحرارية ولكنها غنية بالألياف المعنية بمساعدة كبار السن على التحكم في أوزانهم ومن ثم تثبيت نسبة السكر في الدم بمعدلات آمنة صحيا.
بالإضافة إلى ذلك، تعد الخضروات أيضا مصدر جيد للبوتاسيوم، وهو معدن مهم يساعد في الحفاظ على ضغط دم مستقر إلى جانب عنصر البيتا كاروتين وهو مقدمة لفيتامين أ وضروري للرؤية ولدعم جهاز المناعة، وتباعا تعتبر جميع هذه العناصر مفيدة جدا لكبار السن المعرضين لمخاطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية وارتفاع ضغط الدم.
ثالثا: الأسماك الدهنية

الأسماك الدهنية
تتميز الأسماك الدهنية بمحتواها العالي من أحماض أوميغا 3 الدهنية (EPA و DHA)، فعلى سبيل الفهم أكثر تعتبر أوميغا 3 من العناصر الهامة جدا لصحة الدماغ، مما يساعد هذا الأمر على تحسين صحة الذاكرة والوظيفة المعرفية، ومن ثم التقليل من مخاطر الإصابة بالأمراض العصبية مثل مرض الزهايمر وباركنسون.
يمكن أن تساعد الخصائص المضادة للالتهابات القوية لأوميغا 3 أيضا في تقليل أعراض الاكتئاب، وحماية صحة القلب عن طريق خفض الكوليسترول السيئ ومكافحة الالتهابات المتواجدة بداخل الجسم.
بالإضافة إلى هذا وذاك، فتعد الأسماك الدهنية واحدة من الأطعمة الطبيعية القليلة الغنية بفيتامين د حيث يعتبر هذا الفيتامين هام ورئيسي لدعم عملية امتصاص الكالسيوم، مما يساعد على تقوية العظام والوقاية من هشاشة العظام، وهي مشكلة صحية خطيرة لدى الأشخاص بعد سن الـ 50 عاما، وخاصة النساء بعد الدخول إلى فترة انقطاع الطمث.
