هل حالة التأتأة أو التهتهة عند الأطفال مرحلة ضمن مراحل تعلم الكلام أم أنها دلالة على اضطراب ما ؟ وهنا يجب أن تتعلمي كيفية التمييز بين الحالتين فيجب أن يمر الأطفال وخاصة في المرحلة العمرية التي تتراوح بين سنتين إلى 5 سنوات بالتأتأة التي تعد من الحالات الشائعة لدى معظم الأطفال بحيث يكون الكلام متقطعا وتشكل طريقة ضمن الطرق التدريجية التي تمكنه من تعلم استخدام اللغة وربط الكلمات, والمفردات ببعضها البعض لتشكيل جمل مفيدة يمكن تفسيرها بسهولة من قبل البالغين .
وهنا لايوجد طفل مثل الآخر تماما فقد تستمر حالة تهتهة طفلك لبضعة أسابيع فقط بينما بالنسبة لطفل آخر قد تمتد إلى بضع سنوات ولكن في الغالب ستتوقف تلك الحالة من تقاء نفسها بدون تدخل من قبل أخصائي التخاطب وهذا بالنسبة للحالات العادية التي يمر بها جميع الكلام حتى يستطيع أن يمسك بزمام جملة كاملة ولكن بعض الحالات الأخرى قد تمثل إعاقة من الممكن أن تستمر مع الطفل مدى الحياة ومع الأسف يمكن أن تترك تأثيرا على الجوانب الحياتية والتعليمية وهذا الجانب الآخرى مانخصه بالحديث هنا حول التأتأة عند الأطفال .
حول التأتأة أو التلعثم لدى الأطفال
حول التأتأة أو التلعثم لدى الأطفال
سوف تدفعك عاطفتي الأمومة والأبوه إلى الشعور بمزيد من القلق عقب رؤية طفلك يواجه هذا الإضطراب المتعلق بخروج الكلام بشكل طبيعي وهو مايشار إليه بالتلعثم أو التأتاة ففي بعض الأحيان وبشكل فجائي تجدين أن طفلك يتلعثم مما يجعلك تتسائلين عن طبيعة تلك الحالة الإضطرابية وهل مالديه من تهتهة أمرا طبيعيا سيأخذ بعض الوقت فقط لحين تدربه على الكلام أم يحتاج الذهاب إلى أخصائي علاج النطق وسنوجههك من خلال المقال نحو طرق التعامل مع حالة تلعثم طفلك
ما هي التأتأة عند الأطفال ؟
ما هي التأتأة عند الأطفال ؟
تعد التأتأة هي المسمى الدارج بين الأشخاص والذي يصف الإنقطاع المتكرر في نطق الكلمات بشكل طبيعي وتوجد صور متعددة لها فمثلا يمكن أن يقوم طفلك بتكرار صوت حرف واحد أو مقطع لفظي ومن الشائع أن يكون في بداية الكلمة كأن يقول “bà-bà-ba”. ويمكن أن يتخذ التلعثم وجها آخر متمثلا في إطالة الأصوات مثل “tê-e-e-e-e-e-e-el is.
قد يشعر طفلك بالتردد عند التحدث وقد يتطور ذلك أيضا إلى فقدان صوت معين ولكن الشكل الأكثر شيوعا يتمثل في تكرار الأصوات المتقطعة عند قول جملة كاملة مثل تكرار “آه آه” في الجملة.
بالمناسبة يعد الأطفال من الذكور أكثر عرضة لحالات التلعثم مقارنة بالفتيات كما تتم ملاحظته بسهولة لدى الأطفال الذي مازالوا يتعلمون الحديث ونطق الكلمات على الرغم من أنه يمكن لأي طفل ان يتعرض لتلك الحالة إلا أنها أكثر شيوعا لدى الأطفال في المرحلة التي تتراوح بين 18 إلى 24 شهرا من العمر ثم من المرجح أن تختفي بوصولهم إلى سن الخامسة .
تشير الكثير من الدراسات إلى معاناة طفل واحد من بين 20 طفلا من التهتهة بشكل منتظم ولأكثر من ستة أشهر, ولكننا لانقصد بذلك أن الطفل سيظل متلعثما في حديثه مدى الحياة لذلك سيفيد إطلاعك على المعلومات المتعلقة بالتهتهة في معرفة كيفية التعامل مع تأتأة الأطفال بما يفيدك في الوقاية من المرض
ما هو الفرق بين التأتأة العادية والتأتأة المرضية؟
الفرق بين التأتأة العادية والتأتأة المرضية
انتبهي جيدا عزيزتي الأم إلى ظهور بعض العلامات التي من شأنها الإشارة إلى التلعثم بإعتباره اضطراب سيلازم الطفل إلى الأبد أو من الممكن أن يتطور لمرض أشد خطورة ولنذكر بعض من تلك العلامات :
- تبدو على عضلات وجه طفلك عدم الراحة والتوتر الممزوجان بالقلق عند التحدث
- ملاحظة ارتفاع نبرة صوت طفلك لتصبح أكثر حدة في كل المرات التي يتلعثم فيها
- التوتر الواضح الذي يظهر على طفلك في ظل سعيه لبذل جهدا مضاعفا لإخراج الكلام في كل مرة يتحدث فيها
- في بعض الحالات يحاول طفلك قدر استطاعته تجنب الكلمات التي يمكن ان تزيد حالة تلعثمه أثناء نطقها وذلك من خلال اتباعه طريقة تغيير الكلمات أو استعمال أصوات أخرى للحديث ويحدث ذلك عادة في الحالات الأكثر خطورة وقد يتجنب الطفل الحديث بأكمله .
لماذا يتلعثم الأطفال؟
لماذا يتلعثم الأطفال؟
تم التوصل إلى 4 عوامل تشكل الأسباب الرئيسية لحالات التأتأة لدى الأطفال
يمكن ان تنسب حالة تلعثم طفلك إلى عوامل وراثية ترجع إلى التاريخ العائلي الوراثي رغم اختلاف الآراء في هذا الشأن حيث أن قولنا بأن الأمر يرجع لعامل وراثي يجب أن يتم تدعيمه بالعثور على الجين المسئول عن التلعثم وفي نفس الوقت فإنه من المرجح أن يصاب الطفل بالتلعثم إذا كان أحد أفراد عائلته لديه تلك الحالة التي تم تقدير نسبتها بحوالي 60 ٪.
- المهارات التنموية للطفل : تشمل فئات الأطفال الذين يعانون من اضطرابات الكلام فقد تم إيجاد أن الطفل الذي يعاني من اضطرابات اللغة والنطق سوف يعاني من التلعثم بدرجات أعلى من مقارنة بالآخرين الذين لايعانون من اضطرابات كلامية .
- الفيزيولوجيا العصبية : هل تعلمين بوجود جزء محدد من الدماغ يتولى وظيفة المعالجة اللغوية ؟ وهذا الجزء يختلف لدى الأطفال الذين يتلعثمون عن باقي الأطفال الآخرين ويمكن أن يحدث نوعا من التداخل بين الدماغ والعضلات المتحكمة في الكلام
- الضغط العائلي : جراء تعرض الطفل لبعض الصدمات أو العنف الأسري والضغط الذي يمارس من قبل الأبوين على الطفل علاوة على أنماط الحياة السريعة .
قد يحدث خلل ما في قدرات الطفل الكلامية نتيجة لوقوعه في دائرة الصدمات النفسية أو انفصال الأبوين أو العنف الجسدي مما يصيبه بحالة التأتاة التي تعد نتيجة طبيعية لما تعرض له وفي بعض الحالات نادرة الحدوث قد تكون ناجمة عن مرض ما أو صدمة جسدية على الرغم من عدم وجود أي دلالة على أي أحداث نفسية .
اقرأ أيضا ماذا أفعل تجاه عدم قدرة طفلي البالغ عامين على الكلام ؟
متى يجب أن تأخذي الطفل إلى أخصائي النطق ؟
متى يجب أن تأخذي الطفل إلى أخصائي النطق ؟
في ظل كل هذا القلق من الأفضل لكي تحصلي على اطمئنانك الكامل من خلال الذهاب إلى أخصائي اللغة والنطق الذي سيضع تقييما للأعراض التي تتم ملاحظتها على طفلك لإستكشاف هل حالة التأتاة مؤقتة أم مستمرة وتنم عن إعاقة اضطرابية؟ وفي معظم الحالات المتعلقة بالأطفال، فإن العلاج يهدف في المقام الأول إلى التوجيه والعمل مع الوالدين لتطوير آليات لمساعدة الطفل على التعامل مع التأتأة والتغلب عليها.
الأعراض المصاحبة للتلعثم الشديد لدى الأطفال
الأعراض المصاحبة للتلعثم الشديد لدى الأطفال
ينبغي عليكي التدخل مبكرا وعدم تجاهل أعراض طفلك حيث سيعجل ذلك بفاعلية العلاج لمشكلات التأتاة وخاصة الأنواع الشديدة منها إذن مالعلامات الدالة على ضرورة اصطحاب طفلك للطبيب على النحو التالي :
- زيادة معدلات تلعثم طفلك حتى يتحول الأمر ليصبح أكثر سوءا
- تتم ملاحظة بعض التعبيرات الغريبة على عضلات وجه طفلك وجسمه خلال التلعثم
- مواجعة صعوبات في التحدث
- امتناع الطفل عن الحديث
- ارتفاع نبرة الصوت في كل مرة يتحدث فيها طفلك
- استمرار تلعثم طفلك حتى مع بلوغه سن 5 سنوات
هل يوجد دواء يساعد طفلي على التوقف عن التأتأة؟
على الرغم من اختلاف نوعية العلاجات وفقا لظروف كل طفل إلا أنه لايمكن أن نسلم بوجود علاج محدد لحالات التهتهة حيث أن العلاج يعتمد في المقام الأول على دور أخصائي علاج النطق في تطوير مهارات سلوكية فردية بما يساهم في مد يد العون لطفلك لمجابهة تلعثمه .
طرق لمساعدة طفلك على التخلص من التأتاة
طرق لمساعدة طفلك على التخلص من التأتاة
من خلال اتباعك لمجموعة النصائح سواء أنت أو أحد أفراد العائلة ستتمكني من التغلب على اضطرابات التلعثم لدى طفلك
- إتاحة الفرص أمام طفلك حتى يمكنه التحدث بفاعلية وحرية تامة .
- من الضروري أن تجعلي هدف طفلك منصبا على الحديث دون تأثر بمصادر الضوضاء والمشتتات فمثلا يمكنك جعل طفلك يتحدث مع الآخرين كنوع من التدريب أثناء وجبات الطعام
- لاداعي أن تجعلي ذهنك مشغولا كثيرا بتصويب جمل طفلك يمكنك فقط لفت نظره للكلمات الصحيحة كلما قال شيئا خاطئا .
- تجنبي إجبار طفلك على التحدث بأي شكل من الأشكال وبدلا من ذلك وفري له فرص المشاركة في الأنشطة التي لا تتطلب منهم التحدث
- يعشق الأطفال الإنصات إليهم بإهتمام مع جعل آذانك صاغية لكل مايقوله علاوة على فاعلية آليات التواصل البصري التي ينبغي المحافظة عليها بإنتظام دون أن تجعلي طفلك يلاحظ أي علامات على فقدان صبرك أو شعورك بالإحباط عند تلعثم طفلك .
- لاتجعلي طفلك يشعر بالإحباط جراء تلعثمه أو أنه يفتقد لمقومات التواصل الفعال بل يجب عليكي التوقف عن انتقاده أو إبداء أي ردود فعل سلبية من شأنها تحطيمه أو تصحيح الكلام بنبرة حادة بل اتركيه يعلم أنه يستطيع التواصل بشكل فعال حتى لو كان يتلعثم؛
- ربما يفيدك قول بعض العبارات المحفزة لطفلك مثل خد الأمور تدريجيا ، إلا أنها قد تجعل طفلك يشعر بمزيد من الإحراج
- في ظل أن جميع الأطفال يرغبون في تقليد الآباء لذلك اتبعي طريقة التحدث ببطء عندما تتحدثين حيث سيسعى يتمكن إلى تقليدك
- لا تتردي من التحدث إلى طفلك عن التأتأة. وفي حال كان لديه أي أسئلة أو مخاوف بشأن التأتأة التي يعاني منها، استمعي جيدا له مع مراعاة اختيار كلماتك لتشرحي له أن الأمر طبيعي ويمكن لأي شخص أن يصاب به.