كثيرا ما نسمع عن الكلوروفيل الذي لا يستطيع أي نبات أن يقوم بالعيش بدونه، ولكن هل ورد على الأذهان من قبل أن الكلورفيل هذا يرتبط بالعديد من الفوائد مع العنصر البشري. بشكل توضيحي قررنا اليوم أن نتعرف على ما هو الكلوروفيل؟ وما هي أهم الأطعمة التي تحتوي عليه؟ وكيف يستطيع أن يقوم بإلحاق العديد من المنافع على الصحة؟
ما هو الكلوروفيل؟
يعد الكلوروفيل هو أحد أنواع الصبغة النباتية المسؤولة عن امتصاص الضوء أثناء عملية التمثيل الضوئي، وتوليد الطاقة. فوفقا للعديد من الأبحاث والدراسات، فقد تم إثبات أن الكلوروفيل هو عبارة عن الصباغ الأخضر الذي يتواجد في النباتات والطحالب والبكتيريا الزرقاء، والتي تعتبر ضرورية لعملية التمثيل الضوئي.
بوجه عام، يجب العلم أن أهم تطبيق للكلوروفيل هي عملية التمثيل الضوئي، ولكنه يستخدم أيضا كملون أخضر في الأطعمة ومستحضرات التجميل والصابون وبعض المشروبات. ومن هنا نتساءل هل يعد الكلوروفيل مهم للإنسان بخلاف الحفاظ على الحياة النباتية؟
ما هو تأثير الكلوروفيل على صحة الإنسان؟
في النباتات الطبيعية، يوجد الكلوروفيل في جميع النباتات الخضراء، بما في ذلك الخضروات الورقية الخضراء التي نقوم بتناولها عادة. الجدير بالذكر أنه داخل المعامل والمختبرات، يتم إنشاء خليط شبه اصطناعي مماثل يسمى الكلوروفيلين حيث يتم إستخدامه في المكملات الغذائية على شكل كلوروفيل سائل يستخدم غالبا لعلاج جروح الجلد ورائحة الجسم ومشاكل الجهاز الهضمي والعديد والكثير من المشاكل الصحية.
إلى جانب هذا أيضا فقد أظهرت العديد من الأبحاث أن الكلوروفيل يعمل على حيادية المؤكسدات، مما يعني هذا الأمر أنها تقلل بشكل فعال من الضرر التأكسدي الناجم عن العديد من العوامل مثل سوء التغذية والمواد الكيميائية المسرطنة والتعرض للأشعة فوق البنفسجية والإشعاعات الضارة.
ما هي أهم فوائد الكلوروفيل التي تعود على صحة الإنسان؟
أولا: حماية الكبد والتقليل من مخاطر الإصابة بالسرطان
يقوم الكلوروفيل بالعمل على منع امتصاص الأفلاتوكسين-B1 في البشر ويقلل من المؤشرات الحيوية لتلف الحمض النووي الناجم عن الأفلاتوكسين. فالجدير بالذكر أن نتائج العديد من الدراسات الحيوانية والبشرية الأخرى تشير إلى أن هذه الآثار تساعد في تقليل خطر الإصابة بعدة أنواع من السرطان، بما في ذلك سرطان الكبد والقولون.
من الهام معرفة أن الآلية التي يقلل بها الكلوروفيل من خطر الإصابة بالسرطان وينظف الكبد تتم عن طريق التدخل في التمثيل الغذائي المسرطن للمواد الكيميائية. بالإضافة إلى ذلك فهناك أيضا طريقة أخرى يمكن أن يحمي بها الكلوروفيل الخلايا السليمة وأنسجة الجسم، وهي تتمثل في العمل على تعزيز إنزيمات المرحلة الثانية من الأيض الحيوي حيث يعزز هذا الأمر من صحة الكبد المثلى وبالتالي يزيل السموم الضارة بشكل طبيعي من الجسم.
ثانيا: تعزيز عملية التئام الجروح
يمكن أن يبطئ الكلوروفيل من معدل تكاثر البكتيريا الضارة في الجسم حيث أنه يساعد في عملية التئام الجروح ومنع العدوى، فمنذ القدم وتتم إضافة الكلورفيل إلى بعض المراهم المستخدمة لعلاج الجروح المفتوحة في البشر والتي قد تتمثل في قرحة الأوعية الدموية وقرحة الضغط.
من هنا يمكننا القول بأنه قد ثبت علميا أن الكلورفيل يساعد في تقليل الالتهاب الناجم عن الإصابة أو الجروح، ويعمل على تعزيز التئام الجروح، والتحكم في الروائح الناتجة عن تراكم البكتيريا.
ثالثا: تحسين عملية الهضم والتحكم في الوزن
من أفضل الطرق التي تعمل على تحسين الكلوروفيل هي عملية إزالة السموم وتسريع إزالة النفايات من الجسم حيث يتم هذا من خلال تحقيق التوازن بين تناول السوائل وتقليل حالات الإمساك. بالإضافة إلى ذلك، تشير الأبحاث الأولية إلى أن الكلوروفيل يدعم عملية التمثيل الغذائي ويزيد من احتمالية النجاح في جهود إنقاص الوزن.
بوجه عام تأتي مكملات الكلوروفيل بدور هام فعال مماثل تماما لوجبة غنية بالكربوهيدرات حيث العمل على التقليل من الشعور بالجوع، والعمل على زيادة مستويات كوليسيستوكينين، ومن ثم المساعدةعلى منع نقص السكر في الدم لدى النساء ذوات الوزن الزائد.
إلى جانب هذا فمن الممكن أن تساعد مكملات الكلوروفيل على موازنة إفراز الهرمونات التي تجعلنا نشعر بالشبع، بما في ذلك كوليسيستوكينين وجريلين والأنسولين حيث الدور الفعال في السيطرة على الرغبة الشديدة ومنع زيادة الوزن.
ما هي المصادر الغذائي التي تحتوي على الكلوروفيل؟
من أفضل مصادر الغذاء المحتوية على الكلوروفيل يمكننا أن نقوم بذكر الخضراوات الخضراء بالإضافة إلى بعض أنواع من الفاكهة التفاح والفلفل الحلو والنعناع والبقدونس والريحان الأرجواني.
يجب العلم أن الخضروات الخضراء مثل اللفت والسبانخ والخس من العناصر الهامة التي لها صبغة مميزة بفضل التركيز العالي للكلوروفيل. ومع ذلك ، تجدر الإشارة إلى أن محتوى الكلوروفيل يمكن أن ينخفض عند طهي الخضر أو إذابتها بعد التجميد أو عندما تبدأ في التلف. لذلك عند الرغبة في إستهلاك معظم الكلوروفيل، يجب أن يتم تناول هذه الغناصر في صورتها النيئة أو المطبوخة قليلا على نار خفيفة.
يجب العلم أن محتوى الكلوروفيل من الخضروات النيئة هو كما يلي:
- 1 كوب سبانخ: 23.7 ملغ
- 1/2 كوب بقدونس: 19.0 ملغ
- 1 كوب حمص: 8.3 ملغ
- 1 كوب كراث: 7.7 ملغ
- 1 كوب بازلاء: 4.8 ملغ
- 1 كوب ملفوف: 4.1 ملغ
هل من الآمن استخدام مكملات الكلوروفيل؟
بالإضافة إلى تناول تلك الأطعمة الخضراء التي تحتوي على عنصر الكلوروفيل، إلا أن هناك أيضا مكملات غذائية توفر الخصائص المفيدة للأصباغ النباتية الخضراء إلى جانب العديد من العناصر الغذائية النباتية، والأحماض الأمينية والفيتامينات والمعادن المتنوعة.
يجب العلم أنه بالمقارنة مع تناول الأطعمة التي تحتوي على الكلوروفيل بشكل طبيعي، فمن الممكن أن تسبب مكملات الكلوروفيل آثارا جانبية خفيفة مثل البول الأخضر أو البراز، أو تغير لون اللسان بشكل مؤقت، أو الإصابة بحالة من عسر الهضم والإسهال الخفيف.
أما فيما يخص النساء الحوامل، وأمر إستخدام مكملات الكلوروفيل أو الكلوروفيلين كثيرا، فيجب العلم أنه لا ينبغي استخدامها أثناء الحمل أو عند الرضاعة الطبيعية، ولكي نكون في وضعية أكثر أمانا، يجب علينا القيام بإستشارة الطبيب المختص عند الرغبة في تناول مكملات الكلوروفيل.