مع التقدم في العمر يصبح أمر القيام بالفحوصات الطبية من الأمور الهامة جدا التي يجب على كبار السن أن يقومون بالإلتزام بها حيث يجب إجراؤها بشكل دوري أي بمعدل سنوي وهذا للإطمئنان على تطور الحالة الصحية للمسن وما قد يعانيه من بدايات مرضية لا يحدث لها أعراض ولا نعلم بها إلا من خلال هذه الفحوصات. بوجه عام ومن خلال سطور مقالنا التالي سنتعرف بشكل تفصيلي عن ما هي أهم الفحوصات التي يجب على كبار السن إجراؤها؟ حتي يعد هذا المقال إسترشادي يتم اللجوء إليه عند الحاجة.
ما هي أهم الفحوصات التي ينصح كبار السن بإجراؤها؟
أولا: فحص ضغط الدم
يعد ضغط الدم من أهم الأمراض الشائع حدوثها مع كبار السن وبالأخص الفئة العمرية التي تتراوح بين الـ 65 و 74 عاما. الجدير بالذكر أنه غالبا ما يشار إلى هذا المرض بمسمى “القاتل الصامت” لأن أعراضه لا تظهر بوضوح.
في العموم يجب الحذر الشديد لأن هذا المرض يزيد من خطر حدوث السكتات الدماغية أو الموت القلبي المفاجئ. لهذا السبب نقوم دائما بتقديم النصيحة نحو القيام بفحص ضغط الدم مرة واحدة على الأقل في السنة، خاصة مع مراحل العمر المتقدمة.
ثانيا: اختبار نسبة الدهون في الدم
بشكل علمي يعد انخفاض مستويات الكوليسترول والدهون الثلاثية في الجسم من العوامل الهامة التي تعمل على التقليل من خطر الموت القلبي المفاجئ أو حدوث الإصابة بالسكتة الدماغية.
ولكن عند القيام بإجراء اختبار نسبة الدهون في الدم والتأكد من أن نتائج الإختبار تحمل مؤشرات عالية من هذه المواد، فسوف يقوم الطبيب هنا بتقديم بعض النصائح التي تتمثل في ضرورة تحسين النظام الغذائي أو إجراء بعض التغييرات في نمط الحياة مثل ممارسة الرياضة أو استخدام الأدوية المعنية بخفض الدهون في الدم.
ثالثا: فحص سرطان القولون والمستقيم
يجب علينا معرفة أن فحص القولون والمستقيم من خلال التنظير يمكن أن يساعد في الكشف عن الآفات الموحية للسرطان في هذه المناطق. فالجدير بالذكر أنه بعد سن الـ 50، يجب أن نقوم بإجراء هذا الفحص بشكل دوري حتي لا تتفاقم أي حالة مرضية لما هو أصعب وأشد.
في العموم إذا تم العثور على سلائل أو كان لدى المسن تاريخ عائلي من سرطان القولون والمستقيم، فقد يوصى الطبيب بضرورة إجراء الفحص أكثر تكرارا عما قمنا بذكره حيث أن إكتشاف هذه الحالة المرضية مبكرا من الأمور التي تزيد من إحتمالية الشفاء وبنسبة كبيرة.
رابعا: فحوصات العين
يوصى أطباء العيون المختصين بضرورة خضوع الأشخاص الذين يبلغون من العمر الـ 40 عاما لفحصوصات العين وبشكل منتظم. فالجدير بالذكر أن الأطباء هنا يعتمدون في التشخيص على النتائج الدورية من الفحوصات السابقة إلى جانب إرفاق التاريخ المرضي العائلي بهذا الأمر، ومن ثم يتم تحديد الحالة ووصف الطرق العلاجية المناسبة.
يجب العلم أن المرحلة العمرية تزيد من مخاطر الإصابة بأمراض العيون مثل الجلوكوما وإعتام عدسة العين والمياه البيضاء ومشاكل الرؤية الأخرى.
خامسا: فحوصات الأسنان
يحتاج كبار السن إلى الاهتمام بصحة الفم وبشكل خاص ومنتظم، وهذا لأنه من الممكن أن يكون لبعض الأدوية آثار ضارة على صحة الفم، ومن أهم هذه العناصر الدوائية ما يلي:
- مضادات الهيستامين
- مدرات البول
- مضادات الاكتئاب
من أهم مشاكل الأسنان التي تصيب المسنين خلال هذه الفترة هو القيام بحدوث فقدان للأسنان الطبيعية. لذلك، الحاجة هنا تعد ضرورية لزيارة الطبيب المختص لإجراء فحص روتيني للفم والأسنان واللثة والحلق.
سادسا: اختبارات السمع
يعد أمر فقدان السمع هو جزء طبيعي من عملية الشيخوخة وتطور هذه المرحلة العمرية المتقدمة. إلى جانب ذلك فمن الممكن في بعض الأحيان أن يؤدي حدوث الإصابة بالعدوى أو غيرها من الأمراض إلى حدوث العديد من مشاكل السمع. لذا ومن الناحية المثالية، يجب أن يتم فحص السمع كل 2-3 سنوات.
بعد القيام بإجراء اختبارات السمع سيكون لدى المسن مخطط سمعي. يمكن من خلاله علاج معظم حالات فقدان السمع اعتمادا على سبب وشدة فقدان هذه الحاسة.
سابعا: قياس كثافة العظام
يجب العلم أن كل من النساء والرجال خلال هذه المرحلة العمرية هم معرضون لخطر الإصابة بهشاشة العظام، ولكن النساء غالبا ما يعانين من هذه المشكلة الصحية أكثر من الرجال.
يساعد فحص قياس كثافة العظام في قياس كتلة العظام حيث يعد هذا مؤشر مهم لقوة العظام ويوصى بضرورة القيام به للأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن الـ 65 عاما وخاصة النساء ، أو مع بعض الحالات المرضية الاستثنائية.
ثامنا: اختبار فيتامين (د)
كما يعلم أغلبنا أن فيتامين د يساعد على حماية صحة العظام، بينما يحارب أيضا أمراض القلب والأوعية الدموية ومرض السكري وأنواع معينة من السرطان.
ولكن مع التقدم في العمر وبمرور الوقت، فسوف يكون من الصعب على الجسم أن يصبح قادرا على تصنيع فيتامين (د) جيدا داخل الجسم. لذا يجب خلال هذه الفترة القيام بإجراء اختبار فيتامين (د) وبشكل سنوي معتاد.
تاسعا: اختبار هرمون الغدة الدرقية
تعتبر الغدة الدرقية هي غدة صماء تقع في الرقبة وتلعب دورا رئيسيا في تنظيم سرعة عمليات التمثيل الغذائي في الجسم. فيجب العلم أنه في بعض الأحيان لا يتم إنتاج ما يكفي من الهرمونات من هذه الغدة، مما قد يتسبب هذا في سيطرة الخمول والكسل على المسن، بل وقد يصل الأمر إلى حدوث زيادة مفرطة في الوزن.
بالنسبة للرجال، فمن الممكن أن تسبب هذه الحالة حدوث ضعف الانتصاب. لذا من الضروري القيام بأخذ فحص دم بسيط للتحقق من مستويات هذا الهرمون وتحديد مدى جودة عمل الغدة الدرقية.
عاشرا: قياس مخطط كهربية القلب (ECG)
بشكل عام يجب أن يخضع كل من الرجال والنساء الذين تزيد أعمارهم عن الـ 50 عاما لإختبار قياس مخطط كهربية القلب. فالجدير بالذكر أنه يجب أن يتم هذا الفحص على الأقل كل فترة زمنية تتراوح من الـ 2-3 سنوات، وربما في مدة أقل من ذلك وهذا على حسب الحالة المرضية للمسن وما قد يحتاجه من متابعة.
الحادي عشر: اختبارات الجلوكوز في الدم
يجب أن يبدأ الأفراد بالشروع في إجراء اختبار نسبة الجلوكوز في الدم عند قرب حلول أعمارهم الـ 45 عاما أو أكثر وهذا حتي يتم الكشف عن مرض السكري. فالجدير بالذكر أن الاختبارات المعنية بقياسات الجلوكوز في الدم قد تشمل الصائم واختبارات الـ HbA1C.
الثاني عشر: التصوير الشعاعي للثدي
مع تطور مراحل عمرك سيدتي ووصولك إلى مرحلة كبار السن فسوف يقوم معظم الأطباء وخبراء المجال الطبي بتقديم نصيحة صحية هامة لكي آلا وهي ضرورة القيام بإجراء التصوير الشعاعي للثدي بشكل منتظم أي كل عامين إذا سمح الأمر.
الجدير بالذكر أنه إذا كنتِ معرضة لخطر الإصابة بسرطان الثدي بسبب تاريخ عائلي سابق وعوامل تؤدي لذلك، فقد يوصي الطبيب بضرورة إجراء هذا الفحص بشكل سنوي.
الثالث عشر: مسحة عنق الرحم
عند بلوغك عزيزتي حواء المرحلة العمرية التي تكون فوق سن الـ 65 فيجب عليكي أن تهتمي بأمر إجراء اختبار الـ PAP. ومن هنا قد تتساءلين ما هو اختبار PAP؟ يعد هذا الإختبار من الفحوصات الهامة التي نستطيع من خلالها الكشف عن سرطان عنق الرحم.
الرابع عشر: فحص سرطان البروستاتا
يمكننا أن نقوم بإكتشاف حدوث الإصابة بسرطان البروستاتا عن طريق فحص المستقيم أو قياس مستويات مستضد البروستاتا النوعي (PSA) في الدم. بالإضافة إلى ما سيتم طلبه أيضا من قبل الطبيب بضرورة قياس الـ PSA.
في النهاية.. يجب أن نعلم أن ما قمنا بذكره مسبقا من فحوصات، يعد من الأمور الهامة التي من خلالها يمكننا أن نتحقق من صحة كبار السن، لتجنب حدوث أي مضاعفات مرضية خطيرة وقاتلة.