إستئصال الرحم يعد من الإجراءات الصعبة وغير الهينة إطلاقا على المرأة حيث يتم اللجوء إليها من جانب المختصين في أصعب الأوقات التي تتفاقم فيها الحالة الصحية لأوضاع خطيرة وغير مطمئنة على الإطلاق. لذلك سنقوم اليوم بالتعرف على ما هي عملية إستئصال الرحم بمزيد من التفصيل؟ مع ذكر أهم الحالات التي تستدعي اللجوء لهذا الأمر وطرق التعامل السليمة الصحية خلال هذه الأوقات.
ما هو استئصال الرحم؟
يعتبر استئصال الرحم هو أحد أنواع الجراحات التي يقوم فيها الطبيب بإزالة الرحم من خلال البطن أو المهبل أو عن طريق الجراحة بالمنظار. فالجدير بالذكر أن هناك نوعان من استئصال الرحم ألا وهما:
- استئصال الرحم الجزئي: أي العمل على إزالة الرحم فقط، وترك عنق الرحم سليما.
- استئصال الرحم الكلي: أي إزالة الرحم بأكمله وعنق الرحم.
في بعض الحالات، سيقوم الطبيب بوصف استئصال الرحم الذي يقوم بإزالة أحد المبيضين، وقناتي فالوب أو كليهما. في العموم سوف يتطلب كلا هذين الشكلين من جراحة الإستئصال نظام رعاية مناسب للعمل على تعزيز الشفاء لدى النساء المريضات بعد هذا الإجراء الجراحي.
الحالات المرضية التي يتم فيها اللجوء إلى عملية استئصال الرحم
أولا: إصابة بعض الأعضاء بالسرطان
في حالة إصابة النساء ببعض أنواع السرطان مثل سرطان الرحم أو سرطان عنق الرحم، فقد يتطلب الأمر في ذلك الوقت اللجوء إلى عملية استئصال الرحم حيث يعد هذا هو الخيار الأفضل لمقاومة هذه الأورام السرطانية.
اعتمادا على نوع السرطان، ومرحلة المرض، ومدى سرعة تقدم المرض، فقد يقوم الطبيب بوصف العلاج الإشعاعي، أو العلاج الكيميائي، أو القيام بعملية إستئصال الرحم.
ثانيا: الأورام الليفية الرحمية
تعتبر الأورام الليفية الرحمية من الأورام الحميدة التي تتواجد في الرحم حيث تسبب النزيف المهبلي، وفقر الدم وآلام الحوضإنما في حالة نمو الورم بشكل كبير، مما يؤثر على نوعية الحياة، فمن الممكن القيام بإجراء استئصال الرحم لإنهاء الألم وخلق جو من الراحة الجسمانية للمريضة.
ثالثا: الانتباذ البطاني الرحمي
بالنسبة للنساء المريضات اللائي تم تشخيص إصابتهن بالإنتباذ البطاني الرحمي، وهي عبارة عن حالة تنمو فيها أنسجة مشابهة لبطانة الرحم الداخلية على السطح الخارجي لتجويف الرحم أو داخل أنسجة الرحم، فالجدير بالذكر أنه يتم إجراء استئصال الرحم إذا لم يتمكن العلاج الدوائي من تحسين الحالة الصحية للمريضة.
رابعا: هبوط الرحم
هبوط الرحم هو أيضا أحد الحالات الهامة التي يمكن أن تؤدي إلى حدوث استئصال الرحم، فيجب العلم أن هذه الحالة تظهر في حالة إرتخاء وضعف الأربطة والأنسجة الداعمة مما يؤدي هذا إلى هبوط عنق الرحم من المهبل، والإصابة بسلس البول ، وضغط الحوض أو صعوبة في حركات الأمعاء ومن هنا يقرر المختصين القيام بعملية استئصال الرحم.
إقرأ أيضا: هبوط الرحم بعد الولادة وطرق العلاج الفعالة له
خامسا: النزيف المهبلي غير الطبيعي
في بعض الحالات، تعاني النساء من فترات شهرية مفرطة، وغير منتظمة وطويلة، أو الإصابة بالنزيف المهبلي الحاد الذي لا يتوقف، وهذا بسبب الإصابة بفقر الدم الوخيم الذي يسبب فيما بعد في حدوث الاستئصال الجراحي للرحم في إجراء طبي للعمل على تخفيف هذه الحالة.
سادسا: تمزق أو نزيف الرحم
في حالة الحمل، يؤدي حدوث الإصابة بتمزق الرحم إلى التعرض للنزيف حاد في هذه المنطقة، أو حدوث تقلص للرحم بشكل سيئ بعد عملية الولادة، مما يؤدي هذا إلى عدم توقف تدفق الدم ومن هنا يلجأ الطبيب إلى إجراء إستئصال الرحم لوقف النزيف.
سابعا: آلام الحوض المزمنة
يعد ألم الحوض المزمن من الآلام التي من الوارد إستمرارها لمدة أكثر من 6 أشهر، وبالأخص في المنطقة الواقعة بين السرة والركبة. فخلال هذه الفترة إذا لم يكن العلاج الدوائي ممكنا، فقد ينصح الطبيب السيدة المريضة بضرورة إجراء جراحة الرحم حيث يعد هذا الأمر فعالا جدا في تخفيف آلام الحوض هذه.
هل يمكن الحمل بعد عملية استئصال الرحم؟
يجب العلم أن النساء بعد عملية استئصال الرحم يصبحن غير قادرات تماما على الحمل. لذلك، إذا لم تكن المرأة قد أنجبت أبدا أو ما زلت تخطط لمواصلة الحمل أو الولادة، فيجب عليها ان تقوم بمناقشة الطبيب المختص بمتابعة حالتها حتى تتمكن من التفكير في خيارات العلاج الأخرى دون اللجوء إلى استئصال الرحم.
ومع ذلك، تجدر الإشارة إلى أنه في حالة سرطان أمراض النساء فيعد هذا الأمر خطير. لذا، فقد يكون استئصال الرحم هو الخيار الوحيد لتكون المرأة قادرة على التعافي من هذا المرض اما بالنسبة للحالات الأخرى مثل الأورام الليفية الرحمية، أو هبوط الرحم، أو الانتباذ البطاني الرحمي، فيمكن المحاولة بقدر الإمكان إلى اللجوء إلى بعض العلاجات الأخرى حتى تأخد المرأة فرصتها كاملة تجاه أمر الحمل قبل عملية الإستئصال.
كم من الوقت تحتاج مريضة عملية إستئصال الرحم تلقي العناية في المشفى؟
بعد استئصال الرحم، لابد أن تبقى المريضة في المشفى تحت المراقبة لبضعة أيام، وهذا حتى يتمكن الطبيب من مراقبتها بعد هذه العملية. ففي حالة عملية استئصال الرحم المهبلي، أو تنظير البطن، فقد تخرج المريضة من في غضون 1 إلى 4 أيام.
أما بالنسبة لعملية استئصال الرحم عن طريق إجراء شق صغير في البطن، فعادة ما تبقى المريضة في المشفى لمدة لا تقل عن 5 أيام، وبعد ذلك، سوف تحتاج إلى الذهاب في زيارة متابعة كل فترة زمنية من 4-6 أسابيع.
كم من الوقت تستغرق مريضة استئصال الرحم لكي تتعافى؟
مع الرعاية المناسبة بعد عملية استئصال الرحم، لا يستمر وقت الشفاء التام عادة أكثر من شهرين، وعلى وجه التحديد، يستغرق الأمر حوالي من 6 إلى 8 أسابيع للتعافي التام من جراحة البطن. فعادة ما يكون وقت الشفاء أقصر إذا تم استئصال الرحم عبر المهبل أو من خلال المنظار.