مع مراحل التقدم في العمر تزداد لدى كبار السن المشاكل الجسدية المرضية التي قد يلجأ بسببها قيام المُسن باللجوء إلى تناول المسكنات الدوائية التي تعتبر هي واحدة من الأدوية الأكثر استخداما و الخط الأول في علاج أغلب حالات الألم المختلفة إن لم يكن جميعها. ولكن من يعتقد أن دور مسكنات الألم يقتصر على الفوائد التسكينية فقط فهو مخطأ، فالأمر قد يمتد للعديد والكثير من الآثار الجانبية ويزداد عنفا بالأخص مع كبار السن وهذا نظرا لطبيعتهم المناعية. لذا هيا نتناول الحديث عن هذا الموضوع الهام بمزيد من التفصيل.
ما هي مسكنات الألم؟
مسكنات الألم هي عبارة عن مجموعة واسعة من الأدوية المصممة لتخفيف الألم حيث تعمل عن طريق تثبيط الإشارات العصبية التي تنتقل من المستقبلات العصبية المؤلمة في جميع أنحاء الجسم إلى الدماغ.
الجدير بالذكر أن آلية عمل مسكنات الألم تعتمد على منع إنزيمات معينة تقوم بتعزيز انتقال الإشارات التي تسبب الألم. وهذا يساهم في تخفيف الألم وتقليل التورم والالتهابات في الجسم. فيجب العلم أن المسكنات القوية مثل المورفين والمركبات المتعلقة بها تتداخل مع أجزاء محددة في الدماغ، مما يؤثر هذا الأمر على الأمراض العصبية ويساهم في تخفيف الألم بشكل فعال.
بالرغم من ذلك، فينصح دائما بضرورة عدم استخدام المسكنات القوية بشكل مفرط ويجب أن يكون هذا الأمر تحت إشراف طبي لتجنب التأثيرات الجانبية السلبية.
ما هي أنواع مسكنات الألم؟
تتعدد أنواع مسكنات الألم التي يلجأ لها المرضي وكبار السن عند شعورهم بالآلام الجسدية حيث تتمثل في الآتي:
-
الباراسيتامول
الباراسيتامول هو أحد أكثر مسكنات الألم شيوعا وغالبا ما يكون الخيار الأول لإدارة معظم حالات الشعور بالألم حيث يتم تناوله بجرعات آمنة نسبيا موصى بها مع الأطفال والبالغين وكبار السن.
يجب معرفة أن الباراسيتامول له تأثيرات خافضة للحرارة ويقلل من الآلام الخفيف إلى المتوسط. ومع ذلك، فإن عيوب هذه الفئة الدوائية تتمثل في عدم قدرتها على مكافحة الالتهابات، لذلك فهي ليست فعالة في علاج الألم الالتهابي فدورها هنا هو تسكين الآلام فقط.
-
المسكنات غير الستيرويدية المضادة للالتهابات
أثبتت مسكنات الألم الغير ستيرويدية أنها أكثر فائدة من مسكنات الباراسيتامول بسبب قدرتها المسكنة والخافضة للحرارة والمضادة للالتهابات.
تستخدم هذه الفئة من الأدوية بشكل أساسي لعلاج الألم الالتهابي والحاد والمزمن مثل آلام هشاشة العظام أو التهاب المفاصل الروماتويدي لدى كبار السن.
-
المسكنات المخدرة الأفيونية
يعتبر هذا النوع من المسكنات الأفيونية من أقوى المسكنات وأكثرها فعالية حيث يتم استخدام هذه الفئة من الأدوية فقط في الخطوات الأخيرة من مرحلة الألم الذي لم يعد يستجيب للأدوية الأخرى، وخاصة آلام السرطان.
إقرأ أيضا: إكتشفي عزيزتي أهم الفيتامينات المناسبة لكبار السن
ما هي أهم الآثار الجانبية المترتبة على تناول كبار السن لمسكنات الألم؟
عند قيام كبار السن بتناول المسكنات بشكل مستمر فسوف ينتج عن ها الأمر الكثير من المشاكل الصحية التي تتمثل فيما يلي:
– الآثار الواقعة على الجهاز الهضمي
قد يسبب أمر تناول المسكنات تهيجا في الجهاز الهضمي وآلاما في المعدة والأمعاء حيث أنه من الوارد لأن يشعر المسن بالغثيان، والقيء، والانتفاخ، والإمساك، والإسهال أو الحرقة المعوية.
وجب التنبيه على أنه من المهم الحرص على تناول المسكنات بعد تناول الطعام لتقليل هذه الآثار الجانبية المقلقة والمزعجة قدر الإمكان.
– مشاكل الجهاز التنفسي
عند تناول بعض مسكنات الألم فإنها قد تزيد من مخاطر مشاكل الجهاز التنفسي لدى كبار السن حيث أنه من المحتمل أن تتسبب في تضيق الشعب الهوائية وتؤدي إلى حدوث صعوبة في التنفس.
من أهم المسكنات التي تقوم بلعب هذا الدور هي المسكنات المضادة للالتهاب غير الستيرويدية حيث ينتج عن تناولها احتمالية حدوث مرض الربو والتهابات الجيوب الأنفية.
– التأثير على القلب والأوعية الدموية
يمكن للمسكنات التي تعمل على تخفيف الألم أن تقوم بالتأثير على عمل القلب والأوعية الدموية.وهذا لأنها قد تزيد من خطر حدوث ارتفاع ضغط الدم، والاحتشاء القلبي، والسكتة الدماغية. بالإضافة إلى ذلك، فقد يؤثر تناول بعض المسكنات على عملية تخثر الدم، مما يزيد هذا الأمر من خطر الإصابة بالجلطات الدموية.
– مشاكل الكلى والكبد
يعمل عدد من المسكنات على تحسين أعراض الألم عن طريق إبطاء وظيفة الكلى والكبد مما قد يترتب على ذلك تراكم المواد الضارة في الجسم وزيادة خطر الفشل الكلوي والكبد. لذا، ينبغي تجنب استخدام المسكنات لفترات طويلة أو بجرعات عالية لتقليل هذه المخاطر الصحية قدر الإمكان.
– الإنتكاسة المرضية
قد يسبب تناول المسكنات حدوث الانتكاسات المرضية أو تفاقم الحالة الصحية لدى الأفراد المصابين بأمراض مزمنة. فالجدير بالذكر أن بعض هذه المسكنات قد تكون متداخلة مع الأدوية الأخرى المستخدمة لعلاج بعض الحالات المرضية مثل ارتفاع ضغط الدم، والسكري، وأمراض القلب.
في العموم يجب أن يتابع الأشخاص الذين يعانون من هذه الحالات تأثيرات المسكنات بعناية وعدم التغافل عن ظهور أي أعراض جانبية مقلقة.
في النهاية، وعلى الرغم من الفوائد التي توفرها المسكنات لكبار السن في تخفيف الألم، فإنه يجب أن يتم تناولها بحذر وتحت إشراف الطبيب حيث ينبغي التواصل مع الطبيب أو مقدم الرعاية الصحية المختص قبل تناول المسكنات والقيام بمشاركتها مع الأدوية الأخرى التي يعتادون على تناولها بصورة مستمرة.
بالإضافة إلى ذلك، فينبغي أن يتم مراقبة الأفراد بانتظام لأي تغيرات أو آثار جانبية تحدث بعد بدء استخدام المسكنات. وفي حالة ظهور أي آثار جانبية مزمنة أو خطيرة، يجب الاتصال بالطبيب فورا لإنقاذ الوضع وتقديم العناية اللازمة.