يعتبر إلتواء المعصم من الحالات المرضية التي من الوارد أن نتعرض لها جميعا، فمنطقة الإصابة المعنية بها من المناطق الحيوية والفعالة في أجسامنا، فمن منا يستطيع إتمام مهامه في حالة إستغناءه عن يديه! بشكل أوضح سنحاول اليوم بمزيد من التوضيح التعرف على ما هو إلتواء المعصم؟ وما هي أعراض المعاناة منه؟ وكيف نقوم بالعمل على علاجه بشكل طبي سليم؟
ما هو التواء المعصم؟
التواء المعصم هو عبارة عن حالة تتلف فيها الأربطة عند التمدد الزائد أو حدوث التمزق ومن ثم يتسبب هذا الأمر في الشعور بالألم وانخفاض الحركة في المفاصل. ومع ذلك، فغالبا ما يتم الخلط بين الأيدي الملتوية والإصابات العضلية الهيكلية الأخرى مثل كسور المعصم.
بالإضافة إلى ذلك فيجب معرفة أيضا أن ظاهرة الإصابة بالإلتواء في المعصم هي واحدة من أكثر الإصابات شيوعا مع الرياضيين أو من يقومون بممارسة الأنشطة والرياضات التي تتطلب الكثير من حركة اليد. فبشكل عام تشير هذه الحالة إلى حدوث تلف في الأربطة، حيث يختلف هذا الأمر بشكل تام عن حالات الكسر التي تصيب منطقة المعصم (الرسغ) أيضا.
ما هي درجات الإصابة بإلتواء المعصم؟
. تنقسم التواءات المعصم إلى 3 مستويات حيث تبدو على النحو التالي:
- الدرجة الأولى (الخفيفة): هي عبارة عن حالة يحدث فيها تمدد في الأربطة بسبب التعرض للتمدد المفرط ولكن لم يصل الوضع إلى حدوث التمزق.
- الدرجة الثانية (المعتدلة): في هذه المرحلة قد تتمزق الأربطة جزئيا، مما يؤدي هذا إلى حدوث تعطيل في بعض الوظائف الحركية للمعصم.
- الدرجة الثالثة (الشديدة): في هذه المرحلة يحدث تمزق في الرباط تماما أو يتم قطعه عن العظم.
ما هي علامات حدوث الإصابة بإلتواء المعصم؟
يوجد عدد من العلامات التي تدل على حدوث الإصابة بإلتواء المعصم. فالجدير بالذكر أنها تظهر من خلال ما يلي:
1) ألم شديد أو خفيف في المعصم
في المستويات الخفيفة من هذه الحالة المرضية يشعر المريض بالألم فقط عند محاولة تحريك المعصم والذي قد يهدأ بعد بضعة أيام. ولكن في المستويات الأكثر شدة وصعوبة، فقد يواجه المريض آلاما خفيفة أو شديدة خاصة عند التعامل مع الأشياء، وحتى يحدث إلتئام في الإصابة.
2) التورم والكدمات
إذا كانت الحالة المرضية الواقعة هي عبارة عن مجرد التواء من الدرجة الأولى، فعادة ما يكون لدى المصاب تورم خفيف في المعصم. ولكن عندما تتضرر الأربطة بشدة، فقد يصبح الرسغ منتفخا ومصاب بالكدمات بشكل واضح لأنه في هذا الوقت تتأثر الأوعية الدموية في المعصم بشكل واضح أيضا.
3) تقييد حركة المعصم
بسبب تورم وتلف الأربطة فمن الوارد أن يؤدي هذا الأمر إلى حدوث انخفاض في المرونة بمفاصل المعصم. إلى جانب ذلك، فمن الوارد أن يحدث إنخفاض في قوة المعصم أيضا بشكل ملحوظ عند التعرض للالتواء مما يجعل هذا الأمر من الصعب على المصاب الإمساك بالأشياء أو رفعها. فالجدير بالذكر أنه من الوارد أن يتفاقم هذا الشعور بفقدان القوة كلما أصيب الرباط وتفاقمت حالته.
كيف نستطيع التفريق بين الالتواء وكسور المعصم؟
في أغلب الأوقات قد يعتقد المريض أن التعرض لإصابة اليد المؤلمة هي عبارة عن كسر في المعصم، ولكن في بعض الأحيان يكون هذا هو الالتواء. فيجب العلم أن هذا التخبط يحدث لأن هذين النوعين من إصابات الرسغ لهما مظاهر متشابهة نسبيا ومن السهل إرباك المرضى بينهم.
ومع ذلك يجب العلم أن الكسور تأتي معاكسة للإلتواء في حدوث النعاناة من بعض تشوهات في الرسغ أو شظايا عظمية مكسورة يمكن أن تخترق الجلد إلى جانب التومات والإلتهابات التي إعتدنا عليها أثناء حدوث الإلتواءات.
لذلك، عند التعرض لأي إصابة في المعصم يحتاج المريض بشكل فوري إلى القيام بزيارة الطبيب بسرعة لتلقي التشخيص والعلاج في الوقت المناسب حيث أنه في الغالب سيقوم الطبيب بطلب إجراء أشعة سينية للتأكد مما إذا كان هذا الأمر التواء أو كسرا.
كم من الوقت تختفي حالة الإصابة بإلتواء المعصم؟
من الهام معرفة أن وقت الشفاء لهذه الإصابة يعتمد على شدة التواء وصحة وقدرة المريض على التعافي. فيجب العلم أنه عادة، قد يستغرق الأمر بضعة أيام إلى أسبوع بعد ممارسة الرعاية المنزلية للإصابات الطفيفة.
ومع ذلك ، يمكن أن تستمر هذه الإصابة لمدة تصل إلى عدة أسابيع أو حتى سنه وبالأخص مع إصابات الرسغ الخطيرة التي تتطلب التدخلات الجراحية.
كيف نستطيع العمل على علاج التواء المعصم؟
أولا يجب العمل على علاج التواء المعصم من خلال إتباع الطرق العلاجية المعنية بهذا الأمر على النحو التالي:
- القيام بالإستعانة بالضمادات الضاغطة أو جبائر المعصم ذات الضمادات المرنة أو ضمادات القماش الناعمة التي تساعد على تقليل التورم والألم وتسهيل التعافي بشكل أفضل لمنطقة الرباط التالفة.
- يمكن أن يساعد أمر القيام بتطبيق الثلج خلال الأيام القليلة الأولى من الإصابة في تخفيف الألم وتقليل تورم الرسغ حيث يتم وضع هذه الكمادات لمدة 20 دقيقة في المرة الواحدة وعدد التكرار يتراوح من 3-4 مرات في اليوم.
- يجب العمل على إراحة المعصم ورفعه إن أمكن، والعمل على التقليل من حركة الرسغ لمدة 48 ساعة على الأقل بعد الإصابة إلى جانب القيام بوضع اليد أعلى من القلب وهذا لتقليل التورم والكدمات قدر الإمكان.
- يمكن القيام باستخدام مسكنات الألم بما في ذلك الباراسيتامول أو الأسبرين أو مضادات الالتهاب غير الستيروئيدية مثل الإيبوبروفين لتخفيف الألم في أول 48 ساعة من الالتواء.
- سرعة التوجه إلى الطبيب عند إستمرار الألم لأكثر من 48 ساعة أو يشتبه في إصابة خطيرة.
- في الغالب لا تتطلب معظم حالات الالتواء أي تدخلات جراحية حيث يقوم الطبيب بالعمل على إصلاح الرسغ المصاب لمدة أسبوع على الأقل للسماح للأربطة لكي تتعافى بنفسها.
- بعد فترة من الحركة المحدودة بسبب هذه الحالة المرضية، قد يكون المعصم أقل مرونة أو صلابة. ومن هنا سيقوم الطبيب بتقديم بعض تمارين الإطالة الأساسية لتحسين نشاط المعصم قدر الإمكان.
- عندما يتم تشخيص الالتواء في المرحلة الثالثة وهناك علامات واضحة على حدوث تمزق في الأربطة، فمن الضروري اللجوء إلى إجراء التدخل الجراحي لإصلاح أو إعادة بناء الجزء التالف من الرباط. بشكل عام سيعمل الطبيب مع المريض بشكل دقيق نحو إتخاذ قرارات العلاج المناسبة.
- بعد التدخلات الجراحية تحتاج الأربطة إلى فترة زمنية تتراوح من 8 إلى 12 أسبوعا للشفاء. فالجدير بالذكر أنه خلال هذا الوقت، سيتم وصف بعض تمارين العلاج الطبيعي لكي يتم العمل على إستعادة المعصم لحالته الطبيعية في التعامل.