إلتهاب اللثة عند الأطفال يعتبر أحد المشاكل الصحية الشائعة التي يجب التعامل معها بشكل جاد ومعالجتها بشكل فوري. فالجدير بالذكر أن هذه الحالة المرضية مع هذه الفئة العمرية قد يؤدي إلى تطور مشاكل صحية أكثر خطورة في المستقبل إذا لم يتم التعامل معه بشكل صحيح وفوري. في العموم سوف نتحدث في هذا المقال عن أسباب وأعراض إلتهاب اللثة عند الأطفال وكيفية الوقاية منها وأهم طرق العلاج المناسب معها.
إلتهاب اللثة عند الأطفال
يعد إلتهاب اللثة عند الأطفال من الحالات المرضية التي تصيب الأنسجة المحيطة بالأسنان أي اللثة والتي تختلف بشدتها من حالة بسيطة إلى حالة متقدمة. الجدير بالذكر أن إلتهاب اللثة عند الأطفال يُعرف أيضًا باسم “التهاب اللثة البسيط”، وهو أحد الأمراض اللثوية الشائعة في مرحلة الطفولة.
يجب العلم أنه قد يكون إلتهاب اللثة عند الأطفال من أهم مسببات القلق للوالدين، حيث أن قد يؤثر على صحة الفم والأسنان. فإذا لم يتم علاجه بشكل صحيح، فقد يؤدي إلى حدوث مشاكل صحية خطيرة فيما بعد، مثل فقدان الأسنان المبكر وتراجع العظام في الحالات المتقدمة.
أسباب إصابة الأطفال بإلتهابات اللثة
بوجه عام، توجد العديد من الأسباب التي تؤدي إلى حدوث إصابة الأطفال بإلتهابات اللثة حيث تتمثل في الآتي:
1) يعد أمر إهمال الأطفال لتنظيف الأسنان بشكل متكرر وعدم استخدام الفرشاة والمضمضة من الأمور التي قد تزيد من خطر الإصابة بإلتهاب اللثة.
2) يُعتبر أمر تراكم البلاك على الأسنان والأنسجة المحيطة بها من أكثر الأسباب شيوعا لحدوث إلتهاب اللثة عند الأطفال. فالجدير بالذكر أنه عندما لا يتم إزالة البلاك جيدا عن طريق التنظيف اليومي، فسوف تتجمع وتتكاثر البكتيريا ومن هنا يحدث تهيج للأنسجة وتورمها.
3) التغذية الغير صحية تؤدي إلى تفاقم هذه الحالة المرضية فعند القيام بتناول الطعام الغني بالسكر والنشويات فأن هذا الأمر يسهم في تكاثر البكتيريا وتجمع البلاك. بالإضافة إلى ذلك، فإن نقص العناصر الغذائية اللازمة لصحة اللثة، مثل فيتامين C يمكن أن يعزز من فرص الإصابة بالتهاب اللثة.
4) إذا كانت أحد أفراد الأسرة يعاني من إلتهاب اللثة، فقد يكون لدى الأطفال ميول وراثية للإصابة بنفس المشكلة حيث أن الوراثة يمكن أن تجعل الفم أكثر عرضة للإنتباذ الجرثومي.
5) يُعتبر التعرض للتدخين أحد العوامل المؤثرة في صحة اللثة لدى الأطفال حيث أن الأطفال الذين يعيشون في بيئة يتواجد بها مدخنون هم أكثر عرضة للإصابة بإلتهاب اللثة وبصورة مرضية كبيرة.
إقرأ أيضا: حماية أسنان طفلك مع “معجون أسنان الأطفال”
أعراض حدوث إلتهاب اللثة عند الأطفال
إن أعراض إلتهاب اللثة تختلف من طفل لآخر ويمكن أن تتراوح بين البسيطة والشديدة. بعض الأعراض الشائعة لإلتهاب اللثة عند الأطفال تشمل:
- قد يلاحظ الوالدين أن لثة الطفل متورمة ومنتفخة حيث يكون لون اللثة أحمر فاتح أو غامق إلى جانب تراكم القروح أو الجيوب العميقة في اللثة.
- يكون الطفل عرضة لنزيف اللثة عند التنظيف اليومي للأسنان أو عند تناول الطعام. وبالاخص إذا كانت اللثة حساسة بشدة.
- إذا كان الطفل يعاني من إلتهاب اللثة، فقد ينتج عن ذلك رائحة الفم الكريهة، وذلك بسبب وجود البكتيريا التي تتراكم في اللثة الملتهبة والتي تسبب الرائحة الغير سارة.
- يعد إلتهاب اللثة من الأمور التي قد تشجع على تراكم البلاك (الرواسب الجيرية) حول الأسنان واللثة حيث يمكن أن يكون هذا التراكم سميكا وصعب الإزالة، وقد يؤدي إلى مزيد من الالتهاب وتفاقم حالة الطفل المرضية.
- قد يشعر الطفل بآلام في اللثة الملتهبة، خاصة عند التنظيف اليومي بالفرشاة أو عند تناول الأطعمة الصلبة. لذا فقد يلجأ الطفل إلى تجنب تناول الأطعمة القاسية ويعتمد على السوائل أو الأطعمة الناعمة.
طرق علاج التهاب اللثة عند الأطفال
تعد العناية الشخصية الجيدة بالأسنان واللثة من أفضل الوسائل لعلاج والوقاية من التهاب اللثة لدى الأطفال. لذا سنتعرف الآن على بعض الطرق الفعالة لعلاج هذه الحالة المرضية بشكل سليم وفعال :
أولا: تعليم الطفل فنون العناية الشخصية بالفم
يجب أن تبدأ عملية تعليم الأطفال العناية بالفم من مرحلة عمرية مبكرة، حيث يتعلمون كيفية إستخدام الفرشاة والمعجون بطريقة صحيحة، وتعزيز الرغبة لديهم في العناية بالفم والأسنان بشكل منتظم.
ثانيا:الاهتمام بتنظيف المساحات البينية
قد يكون من الصعب على الأطفال تنظيف المساحات البينية بين الأسنان باستخدام الخيط العادي. لذا يمكن استخدام اعواد الخيط الذي يشبه الشمع لتسهيل هذه العملية ولكن هذا الأمر يجب أن يتم تنفيذه تحت إشراف من الأبوين.
ثالثا: إستخدام أدوات العناية بالفم المناسبة
يجب على الأطفال إستخدام فرشاة أسنان ناعمة يوميا، ويفضل أن يقدم لهم معجون أسنان يحتوي على نسبة قليلة من الفلورايد، تلك التي يوصي بها طبيب الأسنان.
رابعا: مراقبة نظم تناول الطعام والشراب
قد تلعب الأطعمة والمشروبات دورا كبيرا في تفاقم التهاب اللثة، لذا يجب تجنب الأطعمة السكرية بشكل كبير والحلويات والمشروبات الغازية. والعمل على مضغ الأطعمة الصلبة بشكل صحيح، بحيث يتم مضغها جيدا وعدم ابتلاعها بشكل سريع.
خامسا: زيارة طبيب الأسنان بإنتظام
يجب على الأطفال القيام بزيارة طبيب الأسنان لفحص الفم والأسنان بشكل منتظم، وخاصة إذا كان هناك أي علامات مبكرة لإلتهاب اللثة حيث يمكن لطبيب الأسنان هنا أن يقدم نصائح إضافية إلى جانب ذكر بعض التوجيهات الصحيحة للعناية بالأسنان.
في النهاية، يجب على الأهل أن يكونوا قدوة جيدة لأطفالهم في أمر العناية بالفم والأسنان حيث يجب على الأطفال رؤية والديهم يمارسون العناية الشخصية لأسنانهم بشكل صحيح ومنتظم.
في العموم يُنصح بعدم تجاهل أي علامة أو أعراض لإلتهاب اللثة حيث يجب العمل على مراجعة طبيب الأسنان فورا إذا كان هناك أي تغيير في الصحة الفموية.