هل تعانين عزيزتي من الأذن المسدودة، ويتملكك شعور الألم، وعدم الإرتياح؟ إذن فمن الممكن أن يكون السبب في ذلك أي شيء من شمع الأذن، أو تراكم السوائل، أو الإصابة بالحساسية، والتهابات الجيوب الأنفية، أو التغيرات في ضغط الهواء، ولكن الجدير بالذكر أن هناك فرصة جيدة لأن تشفى الأذنان المسدودتان من تلقاء نفسها في غضون ساعات، أو حتى أيام، ولكن هذا يحدث بناء على معرفة أسباب الإصابة بهذا الإنسداد، والتي سنذكرها من خلال السطور القادمة.
إنسداد الأذن
عند الإصابة بإنسداد الأذن تظهر لدينا نوعان من الحالات أولهما الحالات البسيطة التي يمكن أن تساهم العلاجات المنزلية في علاجها مثل استخدام قطرات الأذن التي لا تستلزم وصفة طبية، والكمادات الدافئة التي تعمل على تقليل الألم، والإزعاج ، ولكن إذا استمرت الأعراض، أو ساءت الأحوال فمن الأفضل القيام بزيارة الطبيب المختص، وعرض الحالة الصحية عليه.
ما هي الأسباب الأكثر شيوعا التي تسبب حدوث إنسداد الأذن؟
أولا: شمع الأذن أو تراكم السوائل
يلعب شمع الأذن دورا هاما بداخلها، حيث يظهر هذا عن طريق قيامه بالعمل على تنظيف قناة الأذن، ومنع الأشياء الضارة من الدخول إليها، فعادة ما يكون الشمع ناعما، لكنه من الممكن أن يتصلب ويتواجد بكثرة مما يسبب هذا حدوث انسدادا في الأذن، ومنع الموجات الصوتية من الوصول إلى طبلة الأذن، إلى جانب ذلك تظهر بعض الأعراض الأخرى ألا وهي:
- السمع المكتوم
- وجع الأذن
- الدوخة
- رنين في الأذنين
يمكن أن يؤدي تنظيف الأذن بقطعة من القطن إلى دفع الشمع عن غير قصد إلى عمق قناة الأذن، والتسبب في حدوث هذه الانسدادات بشكل أصعب، لذا يجب تجنب وضع القطن في هذه المنطقة إذا لم يتمكن المريض بإدارة الأمر بشكل جيد.
ثانيا: ضعف قناة استاكيوس (ETD)
قناة استاكيوس هي عبارة عن فتحة تربط الأذن الوسطى بتجويف الأنف، حيث تساعد على تصريف الأنف، وموازنة الضغط في الأذن الوسطى، ولكن من الممكن أن ينحصر السائل، والمخاط في بعض الأحيان في هذه المنطقة، ومن ثم حدوث إنسداد الأذن، والتي عادة ما تحدث بسبب الاحتقان، أو نزلات البرد، أو التهاب الجيوب الأنفية، وفي العموم فيعتبر من الهام جدا العمل على فتح قناتي استاكيوس لأن الانسداد قد يسبب عدوى في داخل الأذن.تظهر لهذه المشكلة بعض الأعراض الأخرى، وأهمها ما يلي:
- ألم، أو ضغط في الأذن
- آذان مسدودة
- السمع المكتوم
- صوت فرقعة أو نقر داخل الأذن
إقرأ أيضا: إلتهاب اللوزتين.. الأعراض والأسباب وطرق العلاج
ثالثا: الحساسية
خلال موسم الحساسية، من الوارد أن تسبب بعض المواد المسببة لحدوث هذه المشكلة مثل حبوب اللقاح حدوث التهابات، وتورمات في قناتي استاكيوس، حيث أنه من الممكن أن يؤدي هذا التورم إلى الإصابة بإنسداد الأنابيب، ومنع الصوت من الوصول إلى طبلة الأذن، كما إنه يسبب إحساسا بالامتلاء، أو الضغط في داخل الأذنين.
بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن يساهم تراكم السوائل بسبب احتقان الأنف أيضا في حدوث انسداد الأذنين، حيث أنه من الممكن أن تكون الأذنين المسدودة بسبب الحساسية غير مريحة، وتسبب ضعف السمع، فإذا لم تختفي هذه المشكلة في غضون أيام قليلة، يجب العرض على الطبيب، وطلب الإستشارة منه.
رابعا: الارتفاعات المتغيرة
تعد أنابيب استاكيوس مسؤولة عن معادلة الضغط داخل الأذن الوسطى أثناء التغيرات السريعة في الارتفاعات مثل فترة إقلاع الطائرة، وهبوطها، أو القيادة فوق الجبل، أو الغوص تحت الماء. لكن في بعض الأحيان، لا تتعادل الأنابيب بشكل صحيح ومن هنا، وبسبب هذه التغيرات السريعة في ضغط الهواء من الوارد أن تحدث المعاناة تعلك تعاني من انسداد الأذنين بشكل مؤقت.
يجب العلم أنه في حالة المعاناة من الألم، أو فقدان السمع، أو الدوخة مع هذه التغيرات في الارتفاع، فقد تكون هذه مشكلة “الرضح الضغطي”، أو “الأذن الطائرة”، أو إذا حدثت الإصابة بالصداع، أو الغثيان أو ضيق في التنفس، فمن الوارد أن تكون هذه إصابة ب “داء المرتفعات”.
خامسا: إلتهابات السباحة “أذن السباح”
تعرف أذن السباح بمسمى “التهاب الأذن الخارجية” أو بـ “عدوى الأذن الخارجية”، التي تحدث هذه نتيجة بقاء الماء داخل الأذن بعد ممارسة نشاط السباحة، حيث تسمح البيئة الرطبة للبكتيريا، والفطريات بالنمو داخل قناة الأذن، ومن ثم حدوث الحكة، والألم، والتورم، مما يؤدي بدوره إلى الإصابة بانسداد الأذنين، ومن أهم أعراض الإصابة بأذن السباح هي ما يلي:
- الاحمرار
- تصريف السوائل، والقيح
- الحمى، وإرتفاع درجة الحرارة
ما هي الأدوية الآمنة التي تستخدم في علاج إنسداد الأذن؟
قد تساعد مضادات الالتهاب غير الستيرويدية في العمل على تقليل الالتهابات التي تتسبب في حدوث الانسداد بالأذنين مما يساعد هذا في تخفيف الألم، وإزالة إحتقان الأنف والتقليل من إلتهابها، وتورمها، ومن ثم تقليل الضغط على الأذن، وتجنب حدوث إنسدادها.
ما هي أهم الطرق المعتادة التي تساعد في علاج إنسداد الأذن؟
هناك العديد من العلاجات التي يمكنك تجربتها لعلاج مشكل أنسداد الأذن، وذلك قبل الذهاب إلى الطبيب المختص، وأهم هذه الطرق هي ما يلي:
-
فرقعة الأذنين
تعتبر عملية فرقعة الأذنين من أبسط الوسائل التي تعمل على تقليل الضغط بداخلها،حيث أنه من الممكن ان تتم تجربة مناورة “فالسالفا”. للقيام بذلك، وهذا عن طريق أخذ نفس عميق ثم الانفجار أثناء الضغط على الأنف المغلقة بإلإصبعين.
يستطيع هذا النشاط أن يخلق ضغطا كافيا للعمل على فرقعة الأذن، أو فك انسدادها، ولكن يجب الإنتباه أن تتم عملية التأهب بشدة، وقوة مما قد يؤدي إلى تلف طبلة الأذن. من الممكن أيضا العمل على تجربة مناورة “توينبي” ، والتي تتضمن البلع، أو التثاؤب للمساعدة في معادلة الضغط داخل الأذنين، مما يخلق ذلك شعور يساعد في تخفيف الإحساس بالامتلاء، والسمع المسدود، أو المكتوم.
-
مضغ العلكة
عند القيام بمضغ العلكة، تتحرك عضلات الفك، والحلق، مما يساعد هذا على موازنة الضغط داخل الأذنين مع الضغط الخارجي، حيث أنه من الممكن أن تساعد هذه الحركة في تخفيف مشاعر الإنسداد بشكل كبير.
-
استنشاق البخار
قد يكون استنشاق البخار علاجا منزليا مفيدا لهذه المشكلة حيث يقوم بالعمل على تخفيف المخاط في مجرى الهواء لكونه ذو درجة حرارة دافئة، ومع ذلك، ينبغي التعامل مع استنشاق البخار بحذر شديد حيث أنه من المحتمل أن ينطوي على خطر كبير يتمثل في حرق الشعب الهوائية والتسبب في مزيد من المرض والألم.
من الممكن أن نقوم بهذا العلاج عن طريق القيام بتشغيل الدش ساخن، وقضاء بعض الوقت مع بخاره الدافيء أو القيام بوضع منشفة ساخنة أو دافئة على الأذن، ويجب التأكد من أن درجة حرارة البخار ليست ساخنة جدا لتجنب الحروق على الجلد، وداخل الأنف والحلق.
متى يجب أن تتم زيارة الطبيب؟
في بعض الحالات، قد تتطلب الآذان المسدودة عناية طبية متخصصة بسبب حدوث العدوى، أو الألم الشديد، أو فقدان السمع، أو طنين الأذن، أو الدوار، أو الإصابة ببعض مشكلات التوازن.