في هذا المجتمع يوجد الكثير من الأفراد الذين يعانون من اضطراب الشخصية التجنبية، وهم على غير علم بأن هذا نوع من أحد أنواع الإضطرابات العقلية حيث يظهر هذا الإضطراب من خلال التردد في مقابة الأشخاص أو التحدث معهم، وذلك بسبب إعتقاد هؤلاء الأشخاص أن من حولهم لن يقبلوهم لسبب ما. لهذا سوف نتعرف من خلال السطور القادمة على هذه الإضطراب بشيء من التفصيل من حيث معرفة أسباب حدوثه وأعراضه وأهم طرق علاجه.
اضطراب الشخصية التجنبية
يعتبر اضطراب الشخصية التجنبية من الإضطرابات النفسية التي تحدث إما لاسباب وراثيا أو لبعض عوامل البيئة المنزلية التي تسبب حدوث ذلك. فالجدير بالذكر أن في بعض المنازل يوجد بعض أنواع العنف المنزلي، الذي يؤدي في كثير من الأوقات إلى حدوث انخفاض ملحوظ في مستوى ثقة الأطفال بأنفسهم ومن ثم يكبر الطفل ويزداد عمره وهو غير قادر على التحدث عن رأيه لأي شخص آخر بسبب الخوف.
يجب العلم أن اضطراب الشخصية المتجنبة هو أحد أنواع الحالات العقلية التي يتم الشعور فيها دائما بالضيق وعدم الرضا عما يعتقده الآخرون عن الشخص المصاب حيث أن من يعاني هذا المرض لدية رغبات داخليه كثيرة تجاه الخوف من الرفض، وعدم تقبل الأطراف الأخرى لهم.
جميع هذه المشاعر السابق ذكرها قد تجعل المواقف الاجتماعية غير مريحة وصعبة للغاية بالنسبة لهولاء الأشخاص مما يؤدي ذلك إلى حدوث هروبهم من العمل في تجمعات أو عدم الرغبة في حضور أي تجمعات من أي نوع آخر.
ما هي أعراض اضطراب الشخصية التجنبية؟
توجد مجموعه من الأعراض الملحوظة التي تدل على حدوث الإصابة بـ “إضطراب الشخصية التجنبية” وهي ما يلي:
- الشعور دائما بالنقص الشديد
- الخوف الدائم والمستمر من الرفض
- الهروب من المواقف التي يحدث فيها مشاركة مع الآخرين خوفا من النقد
- المعاناة من القلق المفرط والخوف الشديد تجاه الاهتمامات والعلاقات الاجتماعية
- تجنب الوقوع في أي أخطاء في الأماكن العامة
- المبالغة في التعامل مع المشكلات حتى وإن كانت صغيرة
- عدم الخوض تجارب جديدة خوفا من تهكم وسخرية المجتمع.
يجب العلم أنه من الممكن أن تظهر بعض أعراض أخرى لاضطراب الشخصية التجنبية بخلاف ما قمنا بذكره سابقا فإن حدث هذا أو ذاك يجب على الفور إستشارة الطبيب النفسي المختص.
إقرأ أيضا: رهاب الخلاء.. أعراضه وأسبابه وطرق علاجه
ما الذي يسبب حدوث “اضطراب الشخصية التجنبية”؟
تعتبر الأسباب الرئيسية وراء حدوث الإصابة باضطراب الشخصية التجنبية ليست معروفة تماما إلى وقتنا هذا، ولكن يعتقد العديد من خبراء علم النفس أن عوامل تربية الأطفال، والبيئة المنزلية، والوراثة يمكن أن تكون سببا رئيسيا في حدوث هذه المشكلة حيث تقول بعض الحقائق أن الإصابة باضطراب الشخصية التجنبية ينتشر من جيل إلى آخر في نطاق نفس العائلة، مما يعني أن هذه المشكلة يمكن أن تمتد إلى ما وراء الجينات.
في بعض الأحيان من المحتمل أيضا أن تكون هذه المشكلة ناتجة عن تأثير الرفض من الوالدين أو الأصدقاء أو المقربين مما يجعل الفرد الذي تعرض لهذا الرفض القيام بتجنب التعامل مع الأشخاص وذويه ومن يقابله في المجتمع.
ما هي طرق علاج “اضطراب الشخصية التجنبية”؟
يتم التعامل مع إضطراب الشخصية التجنبية مثل جميع الاضطرابات النفسية الأخرى حيث يعتبر حل هذه المشكلة في أيدي الطبيب النفسي المختص، وعلى الرغم من أنه يوجد العديد من العلاجات للتعامل مع هذا الإضطراب، إلا أن الطريقة الأكثر فعالية التي تم الإعتماد عليها بشكل كبير هي العلاج بالكلام. ولكن في حالة إصابة الحالة العقلية للمريض ببعض علامات التوتر، أو القلق أو الاكتئاب، فيمكن في ذلك الوقت القيام بإستخدام الأدوية المناسبة لعلاج هذه المشكلة.
يجب العلم أنه من الممكن أن يحدث اضطراب الشخصية التجنبية لأي شخص كان، سواء كان إمرأة أو رجل أو طفل. فالجدير بالذكر أنه من الصعب بعض الشيء تشخيص هذا الاضطراب العقلي لدى الأشخاص الذين تقل أعمارهم عن 18 عاما.
يعتبر الأشخاص الذين يعانون من هذا الاضطراب ذو مشاعر حساسة جدا، لذلك يجب على المعالج النفسي في وقت العلاج، أن يتم الحرص على أنهم لا يشعرون بالسوء تجاه أي شيء.
ما هي كيفية التعامل مع الشخص التجنبي داخل المنزل؟
- يجب أن يتم التعامل بشكل إيجابي مع هذا الشخص .
- إذا كان الشخص الذي يعاني من الاضطراب التجنبي يشكو من مشاكل في أي عمل أو لم يكن قادرا على اتخاذ قرار، فيجب القيام بمساعدته.
- من الهام إتباع أسلوب التحفيز مع مثل هؤلاء الأشخاص لكى يستطيعو أن يكتسبو الثقة بأنفسهم ويقومو بممارسة مهامهم بشكل جيد.
- إذا كان طفلك عزيزتي الأم لا يشاركك أي شيء ويفضل التزام الصمت، فيجب على الفور فهم مشاعره بدلا من تجاهله وفقدانه.
- إذا كان الطبيب النفسي يقوم بالعلاج، فيمكنه الإستعانة بالأدوية المتعلقة بالاكتئاب في علاج مثل هذه الحالة. فعند تناول الأدوية المناسبة والعيش في بيئة إيجابية قد يستطيع المريض التغلب على هذه المشكلة بشكل كبير.
في بداية الأمر يقوم الطبيب النفسي بالتحدث مع الشخص المصاب حيث يحاول العمل على تغيير نمط تفكيره ثم القيام بوصف له العلاج المناسب لحالته لكي يستطيع مصاب هذا الإضطراب القيام بإدراك أن الخوف ليس هو الحل لأي مشكلة. إلى جانب هذا فيجب العلم أن أفراد الأسرة للشخص المصاب لهم دورا مهما أثناء تلقي العلاج حيث تقديم الدعم والمساندة دائما.
يجب الآخذ في عين الإعتبار أن هذا النوع من الإضطراب يحتاج إلى الكثير من الوقت لكي يتم علاجه بشكل صحيح، وأولا وأخيرا يجب أن يكون لدى المريض رغبة كبيرة في التعافي حيث يؤثر هذا على نجاح العلاج، وسرعة الشفاء وممارسة الحياة الطبيعية.