كما نعلم جميعا أن العين تعد من المناطق ذات درجة الحساسية المرتفعة وعند حدوث أي مشكلة أو إصابة بها فإنها تسبب حالة من عدم الراحة والقلق. فالجدير بالذكر أن مشاكل العين هذه من الوارد أن تحدث نتيجة التعرض لبعض الأمراض الجسمانية الأخرى التي قد تمتد للمعدة والجهاز الهضمي، فمن أهم هذه الأمراض مرض كرون. لهذا الأمر قررنا اليوم أن نتحدث بشكل مفصل على إضطرابات العين التي تحدث نتيجة حدوث الإصابة بمرض كرون وكيف نتستطيع التعامل معها والتغلب عليها قدر الإمكان؟
ما هي العلاقة بين مرض كرون وحدوث الإصابة بإضطرابات العين؟
يعد مرض كرون هو أحد أنواع التهابات الأمعاء المزمنة. فيجب العلم أن هذا النوع من المرض لا يؤثر على قدرات المريض الهضمية فقط، بل قد يمتد الأمر إلى حدوث الإصابة باضطرابات العين وتطورها بشكل كبير وبصورة مرضية ملحوظة.
يجب العلم أيضا أنه في معظم الأحيان، تظهر العديد من الأعراض الشائعة لمرض كرون والتي قد تتمثل في الإسهال ونزيف المستقيم والألم في منطقة أسفل البطن وظهور الدماء في البراز. ولكن كما ذكرنا سابقا، فتوجد نسبة قليلة من الأشخاص المصابين بهذا المرض يعانون أيضا من تهيج والتهاب في إحدى العينين أو كلتيهما حيث أنه من الممكن أن يحدث تفاقم لهذه الحالة، ومن ثم تحدث الإصابة بإضطرابات العين الناجمة عن مرض كرون. فالجدير بالذكر أنه في بعض الحالات النادرة، يمكن أن تؤدي هذه الإضطرابات إلى حدوث حالة من فقدان البصر.
ما هي أعراض اضطرابات العين الناجمة عن حدوث الإصابة بمرض كرون؟
هناك أربع حالات مرضية رئيسية تصيب العين، ويكون المسبب الرئيسي فيها هو حدوث التعرض للإصابة بمرض كرون. فالجدير بالذكر أن هذه الأعراض تتمثل في الآتي:
أولا: التهاب الملتحمة
الملتحمة هي عبارة عن فيلم شفاف رقيق يحتوي على أوعية دموية ويعمل على تغطية الجزء الصلب في مقلة العين (البيضاء). أما عن التهاب الملتحمة فهو يعد أحد أنوا الاضطرابات التي تصيب العين ومن أكثر أنواعها شيوعا هو النوع الناجم عن مرض كرون. فيجب العلم أن أعراض هذا المرض تشمل الآتي:
- احمرار العينين.
- بعض الآلام الخفيفة.
- حساسية العيون الشديدة.
- سهولة التمزق.
ثانيا: التهاب القزحية
تعد العنبية هي جزء من العين وتتكون من ثلاثة أجزاء آلا وهما القزحية والجفن والورم الميلانيني حيث أنه من الوارد أن تصيب هذه المنطقة ما يسمى بمرض العنبية فعلى الرغم من أنه أقل شيوعا من التهاب الملتحمة، إلا أنه مرض خطير للغاية، وفي حالات نادرة يمكن أن يؤدي إلى حدوث الجلوكوما وفقدان البصر بسبب تأثيره المباشر على القزحية والتسبب في إلتهابها بشكل مرضي ضار جدا.
تشمل الأعراض الرئيسية لحدوث الإصابة بالتهاب القزحية ما يلي:
- الألم المصحوب بحرقة.
- عدم وضوح الرؤية.
- احمرار العينين.
- الحساسية للضوء (رهاب الضوء).
ثالثا: التهاب القرنية
تعتبر القرنية هي الطبقة الأولى من الدفاع عن العين، وهي المسؤولة في المقام الأول عن منع الأوساخ والكائنات الحية الدقيقة وكذلك مسببات الأمراض الأخرى من مهاجمة العين. لذلك، يتم حدوث تهيج في القرنية بسهولة شديدة، مما يؤدي هذا إلى حدوث الالتهاب الشديد.
يمكن ملاحظة أعراض الإصابة بإلتهاب القرنية الناتج عن الإصابة بمرض كرون من خلال الأعراض التالية:
- حدوث تهيج في العين.
- الشعور بوجود جسم غريب في داخل العين.
- إنخفاض حدة البصر.
- العيون الدامعة.
- الآلام الحارقة.
- الحساسية للضوء.
رابعا: جفاف العين
تحدث حالة جفاف العين عندما لا تقوم العيون بإنتاج ما يكفي من الدموع حيث أنه من الممكن في هذه الحالة المرضية الناجمة عن مرض كرون أن يحدث الشعور بوجود غبار في العينين إلى جانب بعض الأعراض الأخرى والتي تتمثل فيما يلي:
- الحكة الشديدة.
- الشعور بالحرقة في العين.
- إحمرار العين.
- العيونال الدامعة.
- ضعف الرؤية.
خامسا: أوضاع أخرى
مع بعض الحالات النادرة، من الوارد أن تحدث بعض الإصابات المرضية في مناطق أخرى من العين، بما في ذلك الشبكية والعصب البصري. علاوة على ذلك، فغالبا ما يحدث مرض كرون في الجلد، والمفاصل، والكبد.
ما هي أسباب حدوث الإصابة بإضطرابات العيون الناتجة عن مرض كرون؟
على الرغم من أن سبب ظهور إضطرابات العين الناتجة عن مرض كرون غير معروفة بشكل دقيق إلى وقتنا هذا، إلا أن هناك أدلة متزايدة على وجود عوامل وراثية حيث أن التاريخ العائلي للإصابة بمرض كرون يعرض المريض للخطر المتزايد الذي ينتج عنه حدوث الإصابة بالتهاب العين، حتى لو لم يكن لدى المصاب هذا الالتهاب.
في بعض الحالات، يمكن أن تسبب الأدوية المستخدمة لعلاج داء كرون مثل أدوية الستيرويد حدوث المعاناة من أعراض الاضطرابات البصرية بما في ذلك الجلوكوما.
كيف يتم تشخيص اضطرابات العين الناجمة عن مرض كرون؟
يعتمد طبيب العيون في تشخيصه لهذه الحالة المرضية على التاريخ الطبي للمصاب، بالإضافة إلى قيامه بإجراء تنظير العين للتحقق من حالة عيون المريض، وبالتالي يكون هذا الأمر بمثابة أساس لإجراء تشخيص دقيق.
يجب العلن أن هذه العملية لا تسبب أي آلام شديدة أو حارقة في العين، فالجدير بالذكر أنه خلال القيام بإجراؤها يتم إعطاء المريض قطرات موسعة للبؤبؤ لتسهيل إتمام هذا الفحص.
كيف يتم علاج اضطرابات العين الناجمة عن مرض كرون؟
يعد مرض التهاب الملتحمة هو أكثر الأعراض شيوعا المرتبطة باضطرابات العين لمرض كرون. ولكن يجب العلم أنه في الغالب عادة ما تتحسن هذه الحالة مع استخدام الأدوية العلاجية أما في الحالات الأكثر شدة، فقد يقوم الطبيب بوصف بعض القطرات التي تحتوي على مكونات الستيرويد إلى ضرورة الإلتزام بوضع الكمادات الباردة.
بالنسبة لحدوث الإصابة بالتهاب القزحية فإنه يعد أكثر خطورة عن التهاب الملتحمة حيث أنه يحتاج إلى تلقي العلاج الفوري المتمثل في الستيرويدات. فالجدير بالذكر أن طرق العلاج المعنية بهذا الأمر تتمثل أحيانا في الأدوية الموسعة للبؤبؤ، مثل الأتروبين أو تروبيكاميد، وهذا لكي يتم تخفيف الألم لفترات قصيرة من الزمن.
يجب العلم أنه إذا تركت هذه الحالة المرضية دون علاج، فمن الممكن أن يتطور هذا الأمر إلى الإصابة بالجلوكوما وفقدان البصر. أما بخصوص إلتهاب القرنية الخفيف فعادة ما يتم علاجه بالهلام وبخاخات العين، ولكن مع الحالات الأكثر شدة سيقوم الطبيب بوصف قطرات العين.
يجب العلم أنه عادة لا يصعب علاج اضطرابات العين الناجمة عن مرض كرون. ومع ذلك يجب الحذر، لأنه من الممكن أن يسبب التهاب القزحية حالات خطيرة مثل الجلوكوما وحتى العمى، وبالأخص إذا لم يتم علاجها على الفور.
في النهاية يجب العمل على ضرورة القيام بإجراء فحص سنوي للعين لتحديد حالة العين بشكل بدقيق وكذلك العمل على مراجعة الطبيب بمجرد ملاحظة ظهور أي مشاكل في الرؤية.