يمكن إرجاع صعوبات النوم , والأرق الليلي الذي يواجه الأشخاص من كبار السن إلى أسباب عديدة , ففي حين أن تلك المشكلة المؤثرة على جودة النوم قد تحدث لدى جميع الأفراد من جميع الفئات العمرية إلا أن المسنين وبحكم عوامل التقدم في السن يكونوا أكثر عرضة لمواجهتها بل أنها تندرج ضمن نوعية الحالات الشائعة التي يضطر أعداد كبيرة للمعاناة منها كل ليلة , مما يفسد النوم نتيجة عدم الحصول على قسط كافي من الراحة ,وتتداخل عوامل عديدة في هذا الأمر لتعلن مسئوليتها عن تلك الإضطرابات حيث أن العمر ليس السبب الوحيد .. وسوف نقدم من خلال مقالنا التالي أسباب اضطرابات النوم لدى كبار السن .
اضطرابات النوم لدى كبار السن
أفاد الخبراء إلى أنه كلما كان الشخص أكبر في المرحلة العمرية كلما ازدادات فرصة معاناته من مشكلات اضطرابية تعوق النوم الصحي , ويوجد أكثر من تفسير يمكن أن يوضح ذلك فربما يكون الشخص المسن يعاني من حالة طبية مزمنة , أوكان ذلك نتاجا للآثار الجانبية المصاحبة لأنواع معينة من الأدوية , مظاهر التغيرات الفيسيولوجية ذات الصلة بالتقدم في العمر , والتي تنعكس بشكل مباشرة على الأنماط الحياتية والصحية , وعلى أثرها ترتفع نسب التعرض لمضاعفات صحية جسيمة أبرزها السمنة المفرطة , كما تنذر بأمراض القلب والسكري.
يؤدي الحرمان من النوم الذي يمثل مشكلة مؤرقة لدى كبار السن إلى عدد من التأثيرات السلبية على الصحة وسوف نكتشفها معا من خلال السطور التالية
الآلية الطبيعية لتتغير أنماط النوم مع تقدم العمر
يمكن أن يظل الشخص موجها نظره لسقف الغرفة ولايستطيع الدخول في النوم والإستغراق فيه بشكل عميق تحقيقا لأهداف الراحة والإسترخاء وهذا كله يشكل توابع للتقدم في العمر , حيث تحدث تغيرات في خصائص النوم لدى الأفراد , حتى أن عدد الساعات المستغرقة في النوم سوف يتقلص , مع زيادة نوبات الإستيقاظ الليلي بشكل متكرر سواء في منتصف الليل أو الصباح الباكر
وفي إطار هذا السياق , توصلت بعض الأبحاث إلى أن نسبة تصل إلى حوالي 50% من الأشخاص الذين تتجاوز أعمارهم 55 عامًا يتعين عليهم مواجهة اضطرابات النوم مما يشكل حائلا أمام حصولهم على قسط كافي من الراحة .
أسباب اضطرابات لدى كبار السن
1-الحالات الطبية المزمنة
نستطيع أن نصف المرض أو المشكلة الصحية بأنها مزمنة عندما تطول مدة بقائها مع المريض لمدة تتخطى 3 أشهر فيما فوق ,ومن أمثلتها الأكثر شيوعا مرض السكري , ومرض القلب , الصرع , وهشاشة العظام
ومن ضمن نوعية الأمراض التي يصاحبها اضطرابات في النوم والتي تتزايد بشكل خاص لدى الأشخاص في مرحلة الشيخوخة :
- مرض باركنسون أو الشلل الرعاش: من الحالات الإضطرابية العصبية ذات التأثير على الدماغ ويستهدف الجهاز العصبي المركزي وأي منطقة في الجسم متصلة بأعصاب وينشأ عنه صعوبات حركية بالإضافة إلى سوء الحالة النفسية , وقد ثبت أن بعض المصابين به يكون لديهم شكوي من انقطاع التنفس النومي الذي يشعر الشخص في ظله أنه مختنق أثناء النوم , أو مواجهة فترات من قصور وانحدار وخلل التنفس
- مرض ألزهايمر: من ضمن أمراض التدهور الإدراكي المرتبطة بالشيخوخة وتصيب النساء بشكل أكبر من الرجال حيث يصاحب إلى جانب هذا الضعف في الذاكرة , صعوبة الإحتفاظ بنوم عميق , مع شعور دائم بالنعاس خلال فترات النهار
- الإحساس بآلام ووخز, وتورم في العظام والمفاصل كدلالة على حالات التهاب المفاصل
- الأشخاص الذين يعانون من مشكلات قلبية تؤثر على كفاءة وظيفة العضلة القلبية وغيرها من المشكلات ذات الصلة يحصلون فقط على عدد ساعات من النوم مايتراوح بين 5 إلى 6 ساعات بشكل يومي مما يرفع من فرص التهديد بالوفاة
- المشكلات الهضمية ومايتصل بها من آلام وتشنجات في المعدة والأمعاء والتي تتزايد حدة أعراضها في فترات الليل مثل الإرتجاع المريئي نتيجة ارتداء حمض المعدة إلى المرىء ومايصاحبه من حرقان في الصدر مع إحساس بالحموضة في الفم بالإضافة إلى متلازمة القولون العصبي التي تندرج ضمن الإضطرابات المزمنة التي تصيب الأمعاء الغليظة وتتمثل أعراضها في آلام وتقلصات في البطن بالإضافة إلى الإمساك والإسهال وتستمر الأعراض على مدى فترة زمنية طويلة
- الأزمات التنفسية أيضا تعد واحدة من ضمن الأسباب التي تجعل مرضى الانسداد الرئوي المزمن ونوبات الربويعانون من اضطرابات النوم وبالأخص تتزايد مخاطر انقطاع التنفس النومي لديهم
2-الآثار الجانبية لبعض الأدوية
بعض أنواع العلاجات الدوائية الموصوفة خصيصا لكبار السن من أجل السيطرة على أعراض مشكلات صحية كامنة لديهم قد تكون هي السبب الرئيسي وراء اضطرابات النوم لديهم
- الأدوية المدرة للبول والمقاومة لإحتباس السوائل في الجسم ويتم وصفها كعلاج لحالات ضغط الدم , والمياة الزرقاء على العين نتيجة تلف العصب البصري
- العقاقير المضادة للإكتئاب والأدوية المصممة لعلاج اضطرابات القلق
- الكورتيكوستيرويدات وهي من الفئات الدوائية التي يطلق عليها الستيرويد القشري لعلاج التهاب المفاصل الروماتويدي
- العلاجات الدوائية لمرضى باركنسون والزهايمر
العوامل السلوكية
يمكن أن يكون السبب متعلقا بالعادات الغذائية الخاطئة التي تتطلب التغيير وتشمل
- تناول المشروبات الغنية بالكافيين وهو مادة منبهة تؤثر سلبا على إيقاع الساعة البيولوجية الحيوية الطبيعية في الجسم مما يؤدي إلى قصر ساعات النوم
- الإفراط في تناول المشروبات الكحولية يرفع من مخاطر انقطاع النفس النومي بنسبة 25%.
- الإدمان على التدخين : يترك تأثيره السلبي على إيقاع دورة النوم الطبيعية، مما يتسبب في النعاس خلال فترات النهار
اقرأ أيضا 5 أمراض شائع إصابة كبار السن بها خلال فصل الشتاء
أنواع اضطرابات النوم الشائعة لدى كبار السن
- انقطاع النفس الإنسدادي النومي : يتوقف على أثرها التنفس لمدة قصيرة خلال الإستغراق في النوم ويعاني منها مايتراوح بين 20-60% من كبار السن.
- متلازمة تملل الساقين : هو اضطراب عصبي لاإرادي يدفع الشخص تلقائيا إلى تحريك ساقيه أثناء النوم ويكون الأشخاص المسنين أكثر عرضة للإصابة به
- اضطرابات الساعة البيولوجية: يواجه الشخص خلل في دورة النوم أو الاستيقاظ في فترات غير اعتيادية بسبب الضغف الوظيفي في كفاءة الساعة الحيوية للجسم
علاج اضطرابات النوم لدى كبار السن
من خلال الحديث عن أفضل الخيارات المتاحة في العلاج فإننا نوصي بتفعيل العلاج السلوكي المعرفي كعلاج فعال لحالات الأرق المزمن حيث يتفوق على الأدوية العلاجية التي تأتي مصحوبة بآثار جانبية مثل الشعور بالغثيان
قد ينصح الطبيب أيضا بضرورة موائمة الأنماط الحياتية وإضفاء عليها تغيرات إيجابية مثل تقليل تناول الكافيين , وجدولة مواعيد النوم والإستيقاظ جنبا إلى جنب مع ممارسة الأنشطة البدنية