يمكن أن يستمر الصداع النصفي الناتج عن الحيض لعدة أيام مع عدد كبير من النساء، مما يترتب على ذلك إصابتهن بالكثير من مشاعر عدم الراحة والتعب، بالإضافة إلى التأثير بشكل سلبي على أنشطتهم اليومية وإصابة أجسامهن بحالة من الضعف العام وعدم القدرة على إنجاز أي مهام. من هنا يتم اللجوء إلى تناول بعض المنتجات الدوائية للتغلب على الصداع النصفي الناتج عن الدورة الشهرية، وفيما يلي سنتعرف على أهم أنواعها.
الصداع النصفي خلال فترة الحيض
الصداع النصفي
عند الحديث عن الصداع النصفي الذي يحدث أثناء الدورة الشهرية، فيجب العلم أنه عبارة عن الصداع الذي يحدث قبل وأثناء الدورة الشهرية للمرأة والذي يرتبط بشكل مباشر بالتغيرات في مستويات الهرمونات التي تحدث في جسم الحائض.
على سبيل التوضيح أكثر، يمكن أن يؤدي انخفاض مستويات هرمون الاستروجين قبل الحيض إلى توسيع الأوعية الدموية، وتغيير ضغط الأوعية الدموية، وبالتالي التسبب في المعاناة من الصداع أو بسبب الإجهاد وقلة النوم أو في حال إتباع بعض الأنظمة الغذائية الغير مناسبة لهذه الفترة الزمنية.
أهم أنواع الأدوية المعنية بالتغلب على الصداع النصفي أثناء الدورة الشهرية
يمكن أن تساعد بعض أنواع الأدوية أدناه في علاج الألم وتقليل شدة الصداع النصفي أثناء الدورة الشهرية، والتي تتمثل في الآتي:
1) دواء التريبتان
دواء التريبتان
يستخدم دواء التريبتان للتغلب على الصداع النصفي الذي يحدث بسبب ضيق الأوعية الدموية الدماغية حيث يعمل على تغيير الطريقة التي يعالج بها الدماغ إشارات الألم. الجدير بالذكر، أن هذا الدواء ينقسم إلى نوعين آلا وهما:
– الأدوية قصيرة المفعول: مثل سوماتريبتان وريزاتريبتان، وما لها من تأثير سريع، يبدأ عادة بعد حوالي 30 دقيقة من التناول، ولكنه يفقد تأثيره بسرعة أي في مدة زمنية تبلغ 4 ساعات فقط.
– الأدوية التي لها تأثير إطالة الخلايا: مثل دواء فروفاتريبتان، وناراتريبتان حيث تعد هذه الأدوية وقائية أثناء فترة الدورة الشهرية، فإذا كان الحيض هو السبب الرئيسي للصداع النصفي، فيمكننا البدء في تناول أحد أدوية التربتان الذي يستمر مفعوله قبل أيام قليلة من الدورة الشهرية بجرعات تتراوح من مرة أو مرتين يوميا لعدة أيام متتالية حيث هذا يمكن لهذه الأدوية أن تحد من أزمة الصداع النصفي في هذه الآونة.
2) مضادات الالتهاب غير الستيروئيدية
مضادات الالتهاب غير الستيروئيدية
يمكن استخدام العقاقير غير الستيرويدية المضادة للالتهابات (NSAIDs) مثل نابروكسين (أليف) وإيبوبروفين (أدفيل) للوقاية من الصداع النصفي أثناء الدورة الشهرية.
الجدير بالذكر، أن هذا الدواء يعمل عن طريق تثبيط إنتاج البروستاجلاندين، وهي مواد كيميائية مرتبطة بالألم حيث يمكننا تناول هذه الأدوية قبل 1-2 أيام من الحيض أو ظهور الألم.
بالرغم من ذلك، من الضروري استشارة الطبيب قبل الاستخدام، لأن هذه النوعية من الأدوية يمكن أن تسبب بعض الآثار الجانبية على الجهاز الهضمي (نزيف الجهاز الهضمي – قرحة المعدة … إلخ) خاصة إذا تم استخدامه بشكل غير صحيح.
إقرأ أيضا: طرق علاجية طبيعية باستخدام الكركم للتغلب على آلام الدورة الشهرية
3) وسائل منع الحمل الفموية
وسائل منع الحمل الفموية
هناك أدلة على أن بعض وسائل منع الحمل الفموية يمكن أن تقلل من تواتر الصداع النصفي أثناء الدورة الشهرية عن طريق تثبيت مستويات هرمون الاستروجين في الجسم.
ومع ذلك، لا يمكن للجميع تناول هذه النوعية الدوائية لتخفيف الصداع النصفي. لذلك، يوصى بالتحدث إلى الطبيب المختص قبل استخدام وسائل منع الحمل الفموية لتحسين أعراض الصداع النصفي قدر الإمكان.
4) حاصرات بيتا
حاصرات بيتا
حاصرات بيتا هي عبارة عن أدوية شائعة الاستخدام معنية بعلاج ارتفاع ضغط الدم ومشاكل القلب والأوعية الدموية الأخرى. إلى جانب هذا، فمن الممكن أيضا أن يتم استخدام هذه الأنواع الدوائية للوقاية من الصداع النصفي، بما في ذلك الصداع النصفي الحادث أثناء الدورة الشهرية تحديدا.
أظهرت بعض الأبحاث أن أدوية حاصرات بيتا مثل (بروبرانولول وميتوبرولول وتيمولول) يمكن أن تقلل من شدة وتواتر الصداع النصفي.
تحدث هذه النتيجة العلاجية بسبب تأثير منع نشاط هرمونات الأدرينالين والنورادرينالين وبالتالي التقليل من معدل ضربات القلب وتقليل تقلص عضلة القلب وتوسع الأوعية، بالإضافة إلى ذلك فمن الممكن أن تمنع حاصرات بيتا بعض مستقبلات السيروتونين في الدماغ حيث ترتبط التغيرات في مستويات السيروتونين في الدماغ هذا بنوبات الصداع النصفي.
5) مثبطات CGRP
مثبطات CGRP
تعد مثبطات CGRP هي واحدة من أحدث الأدوية المعتمدة لعلاج الصداع النصفي حيث هناك نوعان من هذه المثبطات آلا وهما الأجسام المضادة أحادية النسيلة CGRP (شكل عن طريق الحقن) ومضادات مستقبلات CGRP (في شكل فموي في شكل أقراص) حيث يستهدف كلا الدواءين الببتيد المرتبط بجين الكالسيتونين (CGRP)، وهو بروتين يشارك في توصيل الألم.
بالإضافة إلى ذلك، فمن الممكن أن يتم استخدام الأدوية المضادة للصرع مثل الفالبروات (ديباكوت) وتوبيراميت (توباماكس) للوقاية من الصداع النصفي أثناء الدورة الشهرية حيث تساعد هذه النوعية الدوائية في التقليل من وتيرة الألم عن طريق تثبيت النشاط الكهربائي للدماغ.
ولكن يجب الآخذ في الإعتبار، أنه لهذه الأدوية بعض الآثار الجانبية لذلك يجب أن يخضع روتين التناول هذا للإشراف الطبي والبعد عن التعامل مع هذا الأمر بشكل ذاتي.