لا يمكننا انكار أن مشاعر القلق والإجهاد هي عبارة عن أحاسيس مرهقة جدا للجهاز العصبي، والتي يمكن أن تأتي من ضغط العمل أو الحياة اليومية أو التعرض لبعض التغيرات الصحية مثل المرور بالبلوغ، أو ما قبل انقطاع الطمث. الجدير بالذكر، أنه عندما يمر الجسم بحالة من الإجهاد والتوتر، فإنه لا يصاب بالتعب فقط بل تحدث العديد من التوابع الصحية السلبية ومن أهمها مشاكل المعدة واضطرابات الجهاز الهضمي. لذا، فسوف نتحدث اليوم وبشكل موضح على العلاقة الوطيدة ما بين الاجهاد والتوتر ومخاطر الإصابة بقرحة المعدة.. فهيا بنا.
الاجهاد والتوتر ومشاكل المعدة
الاجهاد والتوتر ومشاكل المعدة
غالبا ما يعتقد الكثير من الناس أن آلام المعدة ناتجة بشكل أساسي عن تناول الوجبات الغير صحية أو الاستخدام غير العلمي للطعام أو بسبب تواجد بكتيريا HP، ولكن الوضع المرضي هذا لا يقتصر على ذلك، لأنه من الوارد حدوث آلام المعدة بسبب الإجهاد والإجهاد المتكرر والمطول تحديدا حيث يعد هذا السبب شائع إلى حد ما ولكنه غير معروف.
في الواقع، تؤثر آلام المعدة بغض النظر عن السبب بشكل مباشر على الصحة حيث يتجلى هذا الأمر ويظهر في مشاعر عدم الراحة والتعب ومن ثم التأثير بشكل سلبي أيضا على العمل والحياة اليومية.
من الهام معرفة، أنه إذا لم يتم اكتشاف هذه الحالة مبكرا وعلاجها بشكل صحيح، فمن الممكن أن يتطور المرض إلى مزمن مع ظهور العديد من المضاعفات الصحية الخطيرة.
يجب العلم أيضا أنه من الممكن أن تتسبب مشاعر القلق والإجهاد في المعاناة من تشنجات في المريء، وزيادة حموضة المعدة والتسبب في حدوث عسر الهضم حيث تحدث جميع هذه الأزمات في كثير من الحالات، لأن مشاعر الإجهاد يمكن أن تؤدي إلى حدوث خلل في عمل المعدة، مما يترتب على ذلك الشعور بالغثيان أو الإسهال أو الإمساك.
الجدير بالذكر، أن كل حالة من حالات الإجهاد لا تؤدي إلى قرحة المعدة، ولكنها بالتأكيد تؤدي إلى تفاقم حالة المعدة السيئة، وفي حال استمرارها لفترة زمنية طويلة ، فمن الممكن أن تسبب قرحة المعدة.
إقرأ أيضا: 6 أطعمة يجب على مرضى قرحة المعدة الإلتزام بتناولها
أعراض قرحة المعدة بسبب الإجهاد والقلق
أعراض قرحة المعدة بسبب الإجهاد والقلق
- عسر الهضم والانتفاخ والغثيان: من الوارد ظهور بعض الأعراض المزعجة مثل التجشؤ وحرقة المعدة وعدم الراحة بعد الأكل بشكل متكرر في المرضى الذين يعانون من القرحة الهضمية حيث غالبا ما يحدث هذا الأمر نتيجة لتلف بطانة المعدة، مما يترتب على ذلك ضعف الجهاز الهضمي.
- ألم في المنطقة الشرسوفية: يعد هذا العرض هو أحد المظاهر الرئيسية لقرحة المعدة، فإذا كانت القرحة في المنطقة التي تغطي الأمعاء ، فإن الألم يظهر عادة على معدة فارغة أو بعد حوالي 2-3 ساعات من تناول الطعام، ويمكن أن يكون مؤلما في الليل وينتشر إلى الظهر، وفي بعض الأوقات قد يكون الألم باهتا أو نابضا أو تشنجيا، ومن ثم فيجب على المرضى تجنب تناول الأطعمة الحامضة والحارة عندما يكونون جائعين.
- الأرق وعدم النوم بعمق: يمكن أن تحدث مع مشاعر الألم هذه إيجاد صعوبة في النوم أو انقطاع النوم بشكل متكرر بسبب الشعور بالامتلاء أو عسر الهضم أو الشكوى من الألم الذي يظهر على معدة فارغة حتى خلال فترات الليل.
- اضطرابات الجهاز الهضمي: قد تظهر هذه الإضرابات في صورة الإسهال أو الإمساك.
- حرقة المعدة والتجشؤ والحرقان في المنطقة الشرسوفية: تعتبر هذه العلامة شائعة خاصة في المرضى الذين يعانون من الارتجاع المعدي المريئي.
لإجراء تشخيص صحي دقيق، فسوف يحتاج المرضى إلى الفحص وإجراء الاختبارات وخاصة تنظير المعدة والاثني عشر وهذا لأن هذه الطريقة تساعد في تحديد موقع ومدى الضرر وما إذا كانت هناك عدوى ببكتيريا HP أم لا ، والتي يمكن للطبيب من خلالها توفير نظام علاج مناسب.
كيفية تحسين آلام المعدة بسبب الإجهاد والتوتر
كيفية تحسين آلام المعدة بسبب الإجهاد والتوتر
يتطلب علاج آلام المعدة الناجمة عن الإجهاد اللجوء إلى تناول مزيجا من الأدوية والقيام بإجراء تغيرات في أنماط الحياة لتقليل التوتر العصبي وتحسين الصحة ومنع تكراره.
بوجه عام، تتمثل بعض التدابير في الآتي:
- بناء نظام غذائي صحي: يتم تحقيق هذا عن طريق تناول المزيد من الخضروات الخضراء والألياف والفيتامينات والأطعمة سهلة الهضم مع أهمية تقسيم وجبات الطعام وتجنب مشاعر الإمتلاء والبعد تماما عن تناول المشروبات الغازية والسجائر والأطعمة المخمرة.
- ضبط الساعة البيولوجية للجسم: عن طريق النوم من 7 إلى 8 ساعات في اليوم، والذهاب إلى الفراش قبل الساعة الـ 11 مساء، وهذا لأن النوم الكافي والدقيق يساعد الجسم في الحصول على قسط كاف من الراحة وتجديد الطاقة وتقليل الضغط على الجهاز العصبي.
- الحصول على بعض فترات الإسترخاء في العمل: حيث ينصح الخبراء بأهمية تجنب العمل المستمر عالي الكثافة مع ضرورة أخذ فترات استراحة قصيرة لمدة 5 دقائق بعد كل 1 ساعة والقيام خلالها بالجمع بين التمارين الخفيفة والتنفس العميق للاسترخاء وتدوير الدم.
- استخدام الأدوية الموصوفة طبيا: يمكن استخدام الأدوية المخفضة للأحماض أو معادلات عصير المعدة أو واقيات الغشاء المخاطي في المعدة أو المهدئات على أن يكون هذا الأمر تحت توجيه الطبيب أو الصيدلي لضمان السلامة.
- ممارسة الرياضة بانتظام: تساعد التمارين الرياضية الجسم على إفراز الإندورفين وتحسن الحالة المزاجية وتقلل من الآثار السلبية للتوتر حيث يمكننا تطبيق هذا الروتين من خلال ممارسة رياضة الجري واليوغا والتأمل. يوصى بممارسة الرياضة لمدة 15-30 دقيقة يوميا لزيادة الدورة الدموية وتحسين الهضم وكفاءة المناعة والنوم الصحي.